الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى

40%

من البلدان التي تعاني من الأوضاع الهشة والمتأثرة بالنزاعات

21.4 مليون

نازح في المنطقة

120 مليونا

من السكان الريفيين يُتوقع أن يزيد دخلهم بحلول عام 2030

السياق

وما يزيد الوضع تعقيدا هو ضعف المنطقة الشديد أمام تأثيرات تغير المناخ، وعلى رأسها ندرة المياه. فالجفاف والفيضانات تؤثر على الزراعة وسبل العيش في المناطق الريفية. وفي الوقت نفسه، يجبر التصحر الناس على مغادرة منازلهم، مما يفاقم مشكلة النزوح الخطيرة أصلا.

ومن أجل دفع عجلة التنمية الريفية المستدامة وضمان قدرة النظم الغذائية على الصمود، فإن تحقيق الأمن المائي من خلال الممارسات الزراعية القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ هو أمر بالغ الأهمية. وفي كثير من الحالات، الإجابات موجودة أصلا لدى صغار المزارعين في المنطقة. ففي مصر، على سبيل المثال، تُستخدم أساليب الري التقليدية في الإدارة الحديثة للمياه لزيادة المحاصيل الناجحة.

ومواجهة التحديات المعقدة التي تواجهها منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وأوروبا تتطلب نهجا شاملا. فمن خلال تشجيع التنمية المستدامة، وتعزيز القدرة على الصمود والاستثمار في رأس المال البشري، من الممكن تمهيد الطريق لمستقبل أكثر ازدهارا وإنصافا.

تمتد منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى عبر ثلاث قارات وعدد لا يحصى من المناخات والبيئات الطبيعية، من الصحاري القاحلة في شمال أفريقيا إلى السلاسل الجبلية في آسيا الوسطى. ويمتلك سكانها الشباب والديناميكيون، الذين ينتمون إلى مجموعة واسعة من الثقافات والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، إمكانات كبيرة لقيادة التنمية المستدامة.

ومع ذلك، تمثل الهشاشة المتعددة الأبعاد عقبة رئيسية أمام المنطقة. ويُعزى ذلك في المقام الأول إلى النزاعات، حيث يعاني الناس في اليمن والصومال وسوريا والسودان وفلسطين أكثر من غيرهم. وتشمل العوامل الأخرى التقلبات الاقتصادية، وضعف الحوكمة، وعدم المساواة الاجتماعية وبطالة الشباب.

وترتبط الهشاشة ارتباطا وثيقا بنقص التغذية والفقر. وبحلول عام 2030، تشير التقديرات إلى أن ثلاثة من كل خمسة من الفقراء المدقعين في العالم سيتركزون في الأوضاع الهشة والمتأثرة بالنزاعات.

الاستراتيجية

ويركز الصندوق بقوة على الاستدامة البيئية والقدرة على الصمود في وجه تغير المناخ. فنحن نستثمر في الممارسات الزراعية المستدامة، وإدارة الموارد الطبيعية، والتكنولوجيات الذكية مناخيا، والحفاظ على التنوع البيولوجي. ففي تركيا، على سبيل المثال، أدت ألواح تسخين المياه بالطاقة الشمسية وممارسات الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية إلى خفض استهلاك المياه المنزلية بنسبة 25 في المائة وزيادة الغطاء النباتي في المراعي بنسبة 30 في المائة.

ونحن نخلق فرصا لشباب الريف، فنحد من الهجرة إلى المناطق الحضرية ونبني مجتمعات ريفية مزدهرة. ففي الجبل الأسود، على سبيل المثال، يجري تزويد الشباب بحزم دعم شاملة، بما في ذلك الحصول على التمويل، والتكنولوجيات الزراعية الحديثة وبرامج التدريب المصممة خصيصا.

وليست التحديات التي تواجهها المنطقة مقيدة بالحدود. ولهذا السبب نشجع التعاون الإقليمي كعنصر أساسي للتنمية المستدامة. ويمكن أن يؤدي تعزيز التعاون بين بلدان الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وأوروبا في مجالات مثل التجارة والبنية التحتية والبحوث إلى حلول مشتركة – وتعزيز الاستقرار والازدهار للمنطقة بأسرها.

يقر نهج الصندوق في الاستثمار في السكان الريفيين في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وأوروبا بالحاجة الملحة إلى معالجة الصدمات المتعددة ومواطن الضعف البيئية. ونحن نركز على تمكين السكان الريفيين، وتعزيز قدرتهم على الصمود الاقتصادي وتشجيع التنمية المستدامة.

ومن خلال محفظة تبلغ قيمتها الإجمالية 1.9 مليار دولار أمريكي، و31 مشروعا نشطا في عام 2024، تعمل استثماراتنا على تعزيز الإنتاجية، وبناء القدرة على الصمود والحد من الفقر. ونحن نقوم بذلك من خلال تعزيز سلاسل القيمة الزراعية وإتاحة الوصول إلى التمويل والتكنولوجيات. ومن خلال تحسين الوصول إلى الأسواق وتشجيع ممارسات التجارة العادلة، يضمن الصندوق أن تكون الاقتصادات الريفية أكثر تكاملا وإنصافا وقدرة على الصمود.

ونحن نشجع ريادة الأعمال الرقمية لدفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام. ويشمل ذلك مبادرات التسويق الإلكتروني لدعم مربي الأغنام في المغرب، وتطوير المحافظ الإلكترونية في مصر والأردن، واستخدام نظم المعلومات الجغرافية لتحسين الاستثمارات المناخية في قيرغيزستان.