ولهذا السبب يأخذ الصندوق بنهج إنمائي يتبنى التضامن والتعاون بين البلدان والمنظمات في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، ويُعرف ذلك باسم التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي.
ويحدث التعاون بين بلدان الجنوب عندما تسعى البلدان النامية والمنظمات والمجتمعات المدنية إلى تحقيق أهداف التنمية من خلال تبادل المعارف والمهارات والموارد. ويُدخل التعاون الثلاثي عنصراً ثالثاً، وهو عنصر البلدان المانحة والمنظمات المتعددة الأطراف، التي تقدم الدعم التقني والمالي والعيني لتعزيز هذه المبادلات.
ويمكن لهذه النُهج مجتمعةً أن تقدم حلولاً إنمائية مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات وفعالة من حيث التكلفة، وأن تبني شراكات مفيدة للطرفين.
ونحن نعتقد أن التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي هما عنصران حاسمان لحفز التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومعالجة المشكلات المعقدة، مثل تغير المناخ وعدم المساواة الاقتصادية. والأهم من ذلك هو أن الصندوق يضمن أن يكون التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي بقيادة البلدان النامية نفسها وأن يقاسا بآثارهما على أرض الواقع.
ويتمتع الصندوق، بفضل مهمته الفريدة المتمثلة في قيادة التحول الشامل والمستدام للنظم الغذائية، بمكانة جيدة لإيجاد حلول مبتكرة، وإقامة الروابط، وإتاحة تبادل أفضل الممارسات والأخذ بها، وجميعها عناصر أساسية للتعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي.