البرنامج المشترك للتعجيل بالتقدم نحو التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية
البرنامج المشترك للتعجيل بالتقدم نحو التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية يؤمن سبل عيش المرأة الريفية وحقوقها وقدرتها على الصمود.
تضطلع المرأة الريفية بدور حاسم في الزراعة والاقتصادات الريفية في جميع أنحاء العالم، إذ تشكل 38 في المائة من جميع العاملين في الزراعة.
وعلى الرغم من ذلك، غالبا ما تقوَض أدوارهن وإمكاناتهن بسبب عدم المساواة بين الجنسين. فالأعراف الاجتماعية والأطر القانونية والمؤسسات التمييزية تقيد حقوق المرأة واستقلاليتها وفرصها ورفاهيتها. وهذا لا يؤثر على رفاهها وتمكينها الاقتصادي فحسب، بل يؤثر أيضا على قدرة النظم الغذائية على الصمود.
وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي أُحرز في العقود الماضية، لا يزال للمرأة حظ أقل من الرجل في الحصول على الموارد، بما في ذلك الأراضي والتمويل والتعليم والمدخلات الزراعية الأساسية.
وفي المتوسط، تقضي النساء ضعفي الوقت الذي يقضيه الرجال في الأعمال المنزلية وأعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر. وما تتحمله المرأة الريفية من أعباء هو أكبر حتى من أعباء الرجل، فهي تفتقر إلى إمكانية الحصول على المعدات والتكنولوجيات المقتصدة للعمالة.
كما أن المرأة أقل تمثيلا في المنظمات والمؤسسات الريفية على المستويين المحلي والوطني على حد سواء، وهي بالتالي مستبعدة من عملية صنع القرار. وحتى داخل منازل النساء، لا يُسمع صوتهن في كثير من الأحيان عندما يتعلق الأمر بالشؤون المالية والتجارية، بما في ذلك كيفية إنفاق ما يكسبنه.
وتؤثر الأزمات – من النزاعات إلى تغير المناخ – على النساء والفتيات الريفيات بشكل أكبر. فالفوارق بين الجنسين تصعّب عليهن الصمود أو التكيف. وعلاوة على ذلك، اتسعت الفجوة في انعدام الأمن الغذائي بين الرجال والنساء في السنوات الأخيرة من 1.7 نقطة مئوية في عام 2019 إلى 4.3 نقطة مئوية في عام 2021.
إن تمكين النساء والفتيات الريفيات وتمكينهن من اتخاذ خيارات استراتيجية في الحياة هما أضمن طريق نحو المساواة بين الجنسين – ونحو اقتصادات ريفية مستدامة وقادرة على الصمود وشاملة يمكنها القضاء على الفقر والجوع.
ومجرد سد الفجوة بين الجنسين في الإنتاجية الزراعية والفجوة في الأجور في التوظيف في النظام الغذائي من شأنه أن يزيد الناتج المحلي الإجمالي العالمي بما يقرب من تريليون دولار أمريكي.
وليست النساء وحدهن المستفيدات. إذ تُظهر مشروعاتنا أن استهداف النساء يحسن بشكل كبير من الدخل، والأنماط الغذائية، والأمن الغذائي والقدرة على الصمود لأسرهن المعيشية ومجتمعاتهن المحلية.
ومن خلال إدماج المساواة بين الجنسين في جميع مراحل عملنا، يمكننا خلق مستقبل عادل، حيث تزدهر المرأة الريفية وتقود التغيير، وتشكل مجتمعات مزدهرة وقادرة على الصمود. فالمساواة ليست مجرد ضرورة أخلاقية. إنها استثمار استراتيجي في الاستقرار والازدهار العالميين.
إن الإطار الاستراتيجي للصندوق، وسياسة الاستهداف، وسياسة المساواة بين الجنسين، وخطة العمل بشأن المسائل الجنسانية هي الأطر التوجيهية الرئيسية لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في عملنا.
تشكل النساء أكثر من نصف المشاركين في مشروعات الصندوق. ونقوم بتصميم مبادراتنا لتلبية الاحتياجات والأولويات المحددة لمختلف الفئات التي نخدمها.
توفر مبادراتنا للنساء الريفيات التدريب، والمهارات المالية والتقنية، والوصول إلى الأسواق والتمويل الريفي وفرص العمل اللائق.
تزيد مشروعاتنا من الإنتاج الزراعي للمرأة وإنتاجيتها. وعلى سبيل المثال، مكّن مشروع يدعمه الصندوق في تركيا 000 24 امرأة من تحقيق الاستقلال الاقتصادي مع المساهمة في الاستدامة البيئية.
نحدد ونتصدى للنظم والممارسات والسلوكيات التمييزية والتي تديم عدم المساواة بين الجنسين. وباستخدام منهجيات الأسرة المعيشية، تُشرك مشروعاتنا النساء والرجال على حد سواء لإحداث تغيير إيجابي في سبل عيش المرأة واستقلالها ورفاهها.
صُممت مشروعات الصندوق لتلبية احتياجات مجموعات محددة من النساء اللواتي قد يكن عرضة للفقر وانعدام الأمن الغذائي بشكل خاص، مثل النساء ذوات الإعاقة، ونساء الشعوب الأصلية.
نتتبع باستمرار مشاركة النساء وتمكينهن والنتائج التي يحققنها وذلك باستخدام أدوات مثل الآلية المفضية إلى التحول في المنظور الجنساني.