في المكسيك، الشعوب الأصلية تثبت أن التنمية المستدامة تحمي الإنسان والكوكب
في منطقة ميتشواكان، تقوم إحدى مجتمعات الشعوب الأصلية التي يدعمها الصندوق بترميم موطنها وتقوية مجتمعها المحلي.
René Castro هو المدير القطري للصندوق في الجمهورية الدومينيكية والسلفادور.
عندما نذهب إلى مطعم، عادة نركز على الطعام والجو العام والخدمة. وفي بعض الأحيان، قد يتعرف الزبائن أحيانا على الطاهي وفريق إعداد الأطباق. ولكن من النادر أن تتاح لك الفرصة لمقابلة ودعم صغار المزارعين الذين أنتجوا الطعام الذي تستمتع به على العشاء.
وهذه هي الفكرة المبتكرة وراء مشروع المزارعات في صعود (Agricultoras en Superación)، وهو مشروع يجري تنفيذه في الجمهورية الدومينيكية كجزء من برنامج الحكومة المعروف باسم Supérate. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، كانت نجمتا العشاء هما Yessy Almonte وMartha Torres، اللتان تشاركان في مشروع الإدماج الانتاجي وصمود الشباب الريفيين الفقراء الممول من الصندوق، إذ قاما بتوريد المكونات التي أعدها الطاهي الشهير Saverio Stassi في العاصمة سانتو دومينغو.
تأتي Yessy، وهي مزارعة من محافظة مونتكريستي، من أسرة تربي الماعز منذ أجيال. وقد قامت بتوريد لحوم الماعز لعشاء مشروع Agricultoras en Superación. أما Martha، من محافظة سانتياغو رودريغيز، فقدمت خبز الكاسابي، وهو خبز مصنوع من الكسافا باستخدام المعرفة المتوارثة لمجتمع تاينو الأصلي.
ويقول المزارعون إنهم متحمسون للمشاركة في مبادرة Agricultoras en Superación، وهي فرصة لعرض منتجاتهم والتواصل مع أشخاص جدد وتعلم كيفية إعداد أطباق جديدة. وهي أيضا وسيلة لتعزيز أعمالهم، إذ يحصلون على جزء من الأموال التي يجري جمعها من العشاء.
وتعمل هذه المبادرة على تمكين النساء في مجال الزراعة وتجعل منهن بطلات حقيقيات في سلسلة الإمداد الغذائية. وهنّ قدوة لغيرهن من صغار المزارعين والشباب، وهو ما يؤكد ما قالته Martha: "إن الذين يناضلون من أجل ما يريدون ولديهم اتجاه واضح يمكنهم تحقيق أهدافهم".
وفي هذا المجال، يتمثل أحد أهداف مشروع الإدماج الانتاجي وصمود الشباب الريفيين الفقراء في إدماج المزارعين في سلاسل القيمة. وتعترف Yessy وMartha بالدعم الذي تلقياه من شبكة من المنظمات، مثل الصندوق ووزارة الاقتصاد والتخطيط والتنمية وبرنامج Supérate؛ وتقول Yessy إن هذه المنظمات تمكّنهما من الربط "بسلاسل القيمة لتسويق المنتجات".
وتضيف Martha: "إن هذه المنظمات توفر لنا فرصا لإنتاج بضائعنا والوصول إلى أسواق لم نكن قادرين على الوصول إليها من قبل".
في مجال التنمية الريفية، نستطيع أن نجد حلولا للتحديات الكبيرة التي تواجه كوكب الأرض، مثل انعدام الأمن الغذائي. وتكشف أحدث البيانات أن العالم بعيد كل البعد عن تحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء التام على الجوع. ومن المحتمل أن يكون ما بين 713 و757 مليون شخص قد عانوا من الجوع في عام 2023، ويقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل معتدل أو حاد بنحو 2.33 مليار شخص. وفي الوقت نفسه، هناك 2.83 مليار شخص غير قادرين على تحمل تكاليف حمية غذائية صحية. وهذا الأمر لم يعد مقبولا.
وفي أمريكا اللاتينية والكاريبي ككل، هناك علامات واعدة للحد من الجوع وانعدام الأمن الغذائي. لكن منطقة الكاريبي وحدها تظهر نتائج أكثر تثبيطا للهمم، إذ أن معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الحاد (58.8 في المائة) يتجاوز ضعف ما هو عليه في أمريكا الوسطى (28.2 في المائة) وأمريكا الجنوبية (25.1 في المائة).
ولمواجهة هذا الواقع، نحن بحاجة إلى حلول مبتكرة وشمولية ومنصفة لتوسيع نطاق التمويل لأغراض الأمن الغذائي والتغذية، لا سيما الحلول التي تعمل على سد الفجوة بين المزارعين الريفيين والقطاع الخاص.
ونحن في الصندوق ملتزمون التزاما راسخا بدعم تنمية صغار المزارعين. ويُترجم نمو أعمالهم إلى تحسين نوعية الحياة في المجتمعات المحلية الريفية وزيادة إنتاج الغذاء لتغذية السكان. ونحن نؤمن بمن هم مثل Yessy وMartha حول العالم لأنه بدونهم - وبدون عملهم - فلن يكون هناك غذاء ليُقدم على المائدة.