أفغانستان تُظهر كيف يمكن لأوقات الأزمات أن تحفز التغيير الحقيقي
مديرنا القطري في أفغانستان، Jerry Pacturan، يشاركنا رؤيته حول الأثر طويل الأمد للاستجابات قصيرة الأمد.
أعاقت عقبات متعددة مسار هايتي إلى التنمية. فمن الكوارث الطبيعية إلى عدم الاستقرار السياسي والهشاشة الاقتصادية، يكافح البلد منذ عقود من أجل تحقيق الاستقرار.
ولكن نادرا ما بدت التوقعات أكثر قتامة مما هي عليه اليوم، بالنسبة للبلد وسكانه البالغ عددهم 11 مليون شخص، الذين يعاني نصفهم تقريبا من انعدام الأمن الغذائي.
والأزمة الحالية – التي بلغت ذروتها مع اغتيال الرئيس السابق Jovenel Moïse في عام 2021 والذي تبعه بعد وقت قصير زلزال عنيف – قد تفاقمت في الأسابيع الأخيرة، مع قيام العصابات المسلحة بإحكام قبضتها على معظم العاصمة بورت أو برنس.
وتسيطر العصابات حاليا على جميع نقاط الدخول الرئيسية إلى عاصمة هذه الدولة الجزرية، مما يجعل من الصعب إيصال السلع التي تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك الأغذية والوقود والمياه.
لماذا الصندوق موجود في هايتي
يدعم الصندوق السكان الريفيين في هايتي منذ ثمانينيات القرن الماضي، وقد وصل إلى أكثر من 000 100 من الأسر الريفية حتى الآن. ونحن نقوم بتنفيذ نظم الري، وتحسين الإنتاج والإنتاجية الزراعيَّين، وتقديم المدخلات والمساعدة التقنية، وبناء الطرق لتحسين وصول المزارعين إلى الأسواق.
واليوم، يواصل الصندوق دعم مشروعات التنمية في هايتي من خلال شبكة شراكة تواظب على تقديم السلع والخدمات في المناطق الريفية.
ونحن نقوم بذلك لأنه من أجل تحقيق تغيير مستدام ودائم، لا يمكننا ببساطة أن نغفل عن التنمية الطويلة الأجل، حتى ونحن نستجيب للاحتياجات الفورية. وإذا ما أهملنا هذا، فإن الطلب على المساعدة الإنسانية سيستمر في النمو.
مشروعاتنا وكيفية تأثرها
بالنسبة للجزء الأكبر من المناطق الريفية، فإنها لا تتأثر بشكل مباشر بحالة العنف الحالية. ولكن هذا لا يعني أن السكان الريفيين لا يتأثرون.
فقد تعطلت حركة الشحن والنقل بسبب قيام العصابات بدوريات على الطرق الرئيسية المؤدية من وإلى العاصمة. ولا يُعوَّل على إمدادات الطاقة وتحدث انقطاعات متكررة. وقد نُهبت مكاتب اثنين من المشروعات التي يدعمها الصندوق. ونتيجة لذلك، تباطأت عملياتنا.
ونقوم حاليا بتمويل ثلاثة مشروعات جارية في هايتي. ففي الجنوب، نمول مدارس المزارعين الحقلية، مما يزيد من الإنتاجية الزراعية ويحسّن استخدام الموارد الطبيعية. وفي الشمال الشرقي، يعمل مشروع ممول من الصندوق على حماية غابات المنغروف على طول الخط الساحلي وبناء اقتصاد قائم على الموارد البحرية المحلية. و كجزء من استجابتنا لآثار كوفيد-19 ، يدعم الصندوق عملية إصلاح شبكات الري، لضمان تمكين صغار المزارعين من مواصلة الإنتاج على الرغم من الاضطرابات الضخمة.
وخططُنا من أجل مشروع رابع، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ومنظمة العمل الدولية لتعزيز الأمن الغذائي وسلاسل القيمة في الجنوب الشرقي للبلد، ما زالت مستمرة على الرغم من الأزمة الحالية.
ما نقوم به استجابة للأزمة
نحن ملتزمون بمواصلة العمليات على الأقل عند حدها الأدنى. وعلى سبيل المثال، نعتمد على الإمدادات المحلية بحيث لا يتعين عليها المرور بالعاصمة. ويواصل موظفو المشروعات في المناطق الريفية عملهم الأساسي، بينما يعمل موظفونا في العاصمة من منازلهم لضمان سلامتهم.
وبالنسبة للسكان الريفيين البالغ عددهم 000 600 شخص الذين يستثمر الصندوق وشركاؤه فيهم، من الضروري أن نواصل دعمنا لمبادرات التنمية الريفية المحلية بحيث يتمكنون من بناء قدرتهم المستدامة على الصمود وتجاوز هذه الأوقات المضطربة.
العمل في البلدان الهشة صعب، ولكن هذا تماما ما يجعل وجود الصندوق ضروريا - في هايتي، واليمن، والصومال، والسودان وفي أي مكان يحتاج فيه السكان الريفيون للدعم أكثر من أي وقت مضى. وفي حين أن الوضع في العديد من هذه الأماكن وخيم، لا يمكنني حتى أن أتخيل كم سيكون أسوأ لو لم يكن الصندوق حاضرا على أرض الواقع يدعم أولئك الذين هم في أشد الحاجة للدعم.
ومهمتنا هي الاستثمار في السكان الريفيين، أينما كانوا ومهما كانت التحديات. وبالعمل مع السكان الذين يغذون المجتمعات المحلية الريفية – صغار المزارعين – يمكننا أن نبني بشكل فعال مجتمعات أكثر استقرارا من القاعدة إلى القمة.