قيرغيزستان: البيشبارماك مع الشوربو وصلصة البصل
انضم الطاهي el Nagar إلى عائلة Dinara لإعداد طبق البيشبارماك، وهو طبق وطني محبوب.
عندما يفكر معظم الناس في أوزبكستان، يطرأ على أذهانهم مدن طريق الحرير المتلألئة والعجائب المعمارية، لكن هذه ليست الصورة الكاملة. ويعيش حوالي نصف سكان البلد في المناطق الريفية، ويعيش الكثير منهم في مزارع أسرية تُعرف باسم "دهكان".
وقد التقينا بالمديرة القطرية للصندوق في أوزبكستان، Laura Mattioli، لمعرفة المزيد.
بالرغم من أن أوزبكستان تعتبر بلدا متوسط الدخل، لا يزال هناك العديد من السكان الريفيين يعانون. وقد أدت السياسات الموجهة إلى الحد من الفقر بشكل عام، لكن الأمن الغذائي لا يزال دون المتوسط بالنسبة للمنطقة. وتواجه النساء والشباب على وجه الخصوص فجوة مستمرة في العمالة وملكية الأراضي في المناطق الريفية.
وفي الوقت نفسه، يعد تغير المناخ قضية ملحة. فالمناخ القاري الجاف في أوزبكستان يجعلها عرضة للجفاف، كما أن سنوات من الإدارة غير المستدامة للمياه وضعت البلد في وضع أكثر خطورة.
ونتيجة لذلك، يتناقص الوصول إلى المياه العذبة بسرعة. وبحلول عام 2030، ستعاني أوزبكستان من نقص في أنهارها الرئيسية يُقدر حجمه بـ 15 مليار متر مكعب سنويا، إذ قلت كمية المياه بنسبة تصل إلى 15 في المائة.
في حين أن صغار المزارعين والعاملين في مزارع دهكان لا يستخدمون سوى خُمس الأراضي الصالحة للزراعة في البلد، فهم مسؤولون عن أكثر من ثلثي الإنتاج الزراعي. وغالبا ما تكون إنتاجية هذه الأراضي للهكتار الواحد أعلى من أنواع المزارع الأخرى.
ولهذا السبب تمثل المزارع الصغيرة فرصة لا مثيل لها لأوزبكستان لتحسين الأمن الغذائي وتنويع اقتصادها. وبذلك، يمكن للبلد أن يواصل التقدم على الطريق نحو تحقيق دخل مرتفع.
وعندما تزدهر شركات الأعمال الريفية، فإنها تولد فرص عمل وتجلب فرص أخرى لسلسلة القيمة، وترفع مجتمعات محلية بأكملها معها. ويمكن للاستثمارات في الإدارة المستدامة للأراضي والمياه، فضلا عن الوصول إلى الأسواق والائتمان، أن تجعل ذلك ممكنا.
ويمثل الشباب في أوزبكستان موردا آخر من الموارد التي لا تحظى بالتقدير الكافي؛ وبتوفير فرص أفضل، يصبح بمقدور الشباب أن يساعدوا في دفع عجلة التنمية المستدامة. والبلد يتغير بسرعة، إذ يشهد مستويات غير مسبوقة من التجارة والاستثمار والسياحة، ولا يوجد من هو في وضع أفضل من الشباب الريفي المبتكر في هذا البلد للحاق بالموجة.
يعمل الصندوق في أوزبكستان منذ عام 2012. فمنذ ذلك الحين، موّلنا مشروعات عززت سلاسل القيمة وأوجدت فرص عمل وأدخلت تقنيات الزراعة المستدامة. ونحن ندعم تنويع القطاع الزراعي بعيدا عن تركيزه التقليدي على محاصيل مثل القطن والقمح، نحو بدائل واعدة مثل الألبان والبستنة.
ففي وادي فرغانة مثلا، يقدم مشروع تنويع وتحديث الزراعة صغار الدعم للمزارعين في تعزيز ربحية سلاسل القيمة الريفية وتحسين إدارة الموارد الطبيعية. ولقد رأينا هنا كيف يمكن أن يؤدي الاستثمار الصحيح في الوقت المناسب إلى فوائد تتدفق عبر المجتمعات المحلية.
بالنسبة لي، يتجلى هذا الأمر في مثال Komiljanov الذي لم يكن قادرا على زراعة الطماطم والخيار إلا في الصيف. وبدعم من مشروع تنويع وتحديث الزراعة، أنشأ Komiljanov ست صوب زراعية مُدفأة خصبة ومنتجة حتى خلال فصل الشتاء القاسي في أوزبكستان.
واليوم، تقوم أسرته بتصدير الطماطم والخيار على مدار العام إلى روسيا، بينما يقوم بتوريد الفراولة إلى السوق المحلية. وقد أسهمت أعمال Komiljanov المتنامية في إيجاد فرص عمل للنساء المحليات مثل خديجة، التي تشعر بسعادة غامرة لكسب دخل ثابت أثناء تربية ابنتها المراهقة.
لدينا خطط مثيرة لإشراك القطاع الخاص حتى يتمكن أفقر السكان الريفيين في أوزبكستان من الحصول على التمويل. وستعمل شراكتنا مع مصرف Hamkorbank على توجيه القروض البالغة الصغر إلى أصغر مزارعي دهكان، في حين أن مبادرة PRIME، وهي مبادرة التحويلات المالية التي أطلقناها، ستجعل من السهل على العمال المهاجرين إرسال الأموال إلى أوطانهم رقميا.
وستجني مثل هذه المبادرات ثمارها لعدد لا يحصى من السكان الريفيين في السنوات القادمة، وهو ما يكفل عدم تخلفهم عن الركب مع تطور البلد.
أتمنى أن يعرف المزيد من الناس عن الجودة الاستثنائية للفواكه والخضروات في أوزبكستان. وتمتلئ الأسواق عبر البلد بمجموعة متنوعة مذهلة من البطيخ والخوخ والمشمش اللذيذ.
وفي الواقع، فقد تغنى الجميع بدءا من الأباطرة وصولا إلى الفلاسفة بفاكهة هذه المنطقة لعدة قرون. ولم يقتصر طريق الحرير على نقل المنسوجات فحسب: فقد كانت الفاكهة تنتقل عبره إلى بيجين في الشرق ودلهي في الجنوب وسانت بطرسبرغ في الغرب.
ويعد سكان مزارعي دهكان في أوزبكستان مركز هذا التنوع اللذيذ. وبدعم الصندوق، يمكنهم الحفاظ عليها للمستقبل وتقديمها للعالم.