السكان الريفيون في ليبريا يقومون بتحويل الزراعة وتغيير الحياة
لا يقتصر دور صغار المزارعين وأصحاب المشاريع الريفية في ليبيريا على تعزيز دخلهم فحسب، بل يكافحون أيضًا من أجل حصول جميع الليبيريين على الأغذية المنتجة محليًا والمغذية.
تتمتع تشاد بتاريخ عريق يعود إلى فجر الإنسانية وتنوع مذهل في البيئات الطبيعية، والثقافات، واللغات. ولكن اليوم، لا يتمكن الكثير من سكانها من ا الازدهار بسبب الهشاشة والأزمات المستمرة. التقينا مع Rachel Senn، المديرة القطرية لتشاد في الصندوق، لمعرفة المزيد عن سُبل التقدّم الممكنة للسكان الريفيين في هذا البلد في قلب إفريقيا.
تواجه تشاد أبعادا متعددة من الهشاشة. فهي معرضة بشكل شديد للمخاطر المناخية وتعاني من النزاع المزمن بالإضافة إلى المشاكل الأمنية والغذائية، والتغذوية، والاجتماعية-الاقتصادية. وأكثر من ثلث السكان يعانون من نقص التغذية، وتعيش نسبة مماثلة في فقر مدقع.
ويعيش حوالي 76 في المائة من سكان تشاد في المناطق الريفية، حيث يعتمدون على الزراعة والثروة الحيوانية من أجل غذائهم وسبل عيشهم. ويؤثر تغير المناخ بشدة على هذا البلد الواقع في منطقة الساحل: فمواسم الجفاف تزداد طولا، مما يؤدي إلى زحف الصحراء الكبرى على الأراضي الزراعية التي يمكن أن تكون خصبة. وفي هذه الأثناء، فإن الأمطار، عندما تهطل، تكون أكثر غزارة ويمكن أن تجرف المحاصيل في لحظة. ففي يوليو/تموز 2024، دمرت الفيضانات محاصيل ربع مليون هكتار. وهذا يفاقم من الفقر الريفي وانعدام الأمن الغذائي.
لدى تشاد الإمكانيات لأن تصبح قوة زراعية كبيرة. فهي تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي التي يمكنها، مع البنية التحتية الزراعية وإدارة المياه المناسبة، أن تنتج غذاء وافرا. وهناك طلب متزايد على المحاصيل واللحوم، لذا فإن الروابط مع الأسواق ومرافق التخزين والتجهيز يمكن أن تضمن للمزارعين تقليل خسائر ما بعد الحصاد والحصول على أسعار جيدة للأغذية التي ينتجونها. وبهذه الطريقة، يمكنهم أن يتحولوا من زراعة الكفاف إلى الزراعة التجارية وانتشال أنفسهم من براثن الفقر.
ولكن بالنسبة لي شخصيا، الفرص الأكبر التي رأيتها تكمن في الطاقة والقدرة على الصمود اللتين لا تصدقان لدى نساء تشاد. وعندما زرت البلد، شاهدت كيف توهجت عيونهن بالضحك والفرح والعزيمة على المساهمة في تنمية مجتمعاتهن الريفية ورفاه أسرهن.
استثمرت مبادرة الاستجابة للأزمات التابعة للصندوق في الإنتاج صغير النطاق والبنية التحتية للتخزين من خلال مشروع تعزيز إنتاجية المزارع الزراعية الرعوية الأسرية وقدرتها على الصمود. وتتيح أنشطة مبادرة الاستجابة للأزمات لصغار المزارعين إنتاج المزيد من الأغذية وتجهيزها من أجل إضافة القيمة، وبناء البنية التحتية لإدارة المياه، واستعادة الأراضي المتدهورة للحماية من تغير المناخ وضمان الوصول إلى البذور ذات الجودة العالية والتكنولوجيات المستدامة.
ومن خلال مبادرة الاستجابة للأزمات، تقوم أكثر من 300 7 أسرة معيشية الآن بإدارة 700 4 هكتار من الأراضي بشكل مستدام، مستخدمة السدود لتوجيه المياه، واستخدام السماد العضوي لاستعادة خصوبة التربة، وزراعة محاصيل متنوعة في مزارع البستنة بغرض التسويق.
وخلال زيارتي الأخيرة إلى تشاد، قابلت مجموعات من النساء اللاتي يستثمرن في زراعة البستنة بغرض التسويق باستخدام مضخات تعمل بالطاقة الشمسية لتوفير المياه، والحد من الأعمال المنزلية، وزيادة الإنتاجية. كما دربّهن الصندوق على تجهيز وحفظ منتجات مثل اللحوم والخضروات بطريقة تحافظ على جودتها من أجل المستهلكين في البلدات القريبة.
وقد تضاعف إنتاج الباميا المجففة أربعة أضعاف، والقدرة على تجهيز اللحوم بمعدل ضعفين، بينما تحسنت جودة المنتج النهائي. ومع تقليل خسائر ما بعد الحصاد، وجدت النساء مشترين جدد ووفرن أغذية مغذية لأسرهن طوال موسم الجفاف.
كما أن تحسين تخزين الأغذية يزيد من قدرة السكان على الصمود والأمن الغذائي. وقامت مجموعات نسائية بإنشاء بنوك حبوب لتخزين الحبوب بأمان، وخلال موسم الجفاف في العام الماضي، كانت لدى الأسر المشاركة في المشروع ما يكفي من الأغذية للأكل والبيع.
ويترك كل هذا آثارا حقيقية على حياة السكان. خذ Maimouna، الأم لسبعة أطفال البالغة من العمر 41 سنة. فبعد تعلمها كيفية تغذية التربة وإثرائها، زادت محصولها من القمح، والدخن، والذرة. وقد ضاعفت إيراداتها ضعفين أو ثلاثة عما كانت عليه في السنوات السابقة، بحيث أخذت تكسب ما يكفي لتلبية احتياجات أسرتها وحتى ادخار الأموال.
أولا، سرعان ما اتضح لنا أن السكان الريفيين ليسوا وحدهم من يواجهون تحديات بسبب الهشاشة. ومن المفارقات أن الفيضانات الشديدة في عام 2024 أخّرت أنظمة إدارة المياه التي كنا نبنيها: في حلقة مفرغة، جعل تغير المناخ من الأصعب بناء القدرة على الصمود في المناطق الريفية منذ البداية. وهذا أمر يجب أن نأخذه بعين الاعتبار عند التخطيط للتنمية الريفية في السياقات الصعبة.
ثانيا، كانت الرابطات النسائية ملتزمة بالتنمية الريفية ومستعدة للاستثمار في أعمالها التجارية، في حين أن مؤسسات التمويل البالغ الصغر افتقرت في بعض الأحيان إلى القدرة على توفير الحصول على التمويل. وبالتالي، نحن بحاجة في السياقات الهشة لبناء ليس مجرد قدرة ووعي المزارعين كمستخدمين للخدمات، بل وأيضا قدرة ووعي مقدمي الخدمات.
ثالثا، تتمثل الممارسة المعتادة في توريد الخدمات والسلع على المستوى الوطني لضمان الجودة، ولكن يمكن أن تكون تلك عملية بطيئة، ونحن بحاجة إلى التكيف بسرعة في السياقات الهشة. وفي تشاد، قررنا القيام بالتوريد محليا بدلا من ذلك. وهذا يعني أننا تمكنا من الحصول على المعدات والخدمات اللازمة لإنشاء بنوك الحبوب، والبنية التحتية للري، ومعامل تجهيز الأغذية بشكل أسرع وجعلها متاحة بشكل مباشر في مناطق المشروع.
كما عزز التوريد المحلي الاقتصادات المحلية، وشجع المشاريع المحلية، ووفّر القدرات والموارد داخل المجتمعات المحلية، مما سيعود بالفائدة عليها لفترة طويلة بعد انتهاء المشروع.
كانت الصورة التي رسمت في ذهني عن منطقة الساحل صورة لانعدام الأمن والفقر المدقع، ولكن عندما وصلت، سرعان ما حلّت محلها الأغاني والزغاريد التي تطلقها النساء الريفيات، وهن دائما مبتهجات في الحقول، حتى تحت وطأة الحرارة الشديدة. والتفاؤل الذي يشع منهن على الرغم من تحدياتهن هو مصدر إلهام وتحفيز بالنسبة لي، ودعوة للصندوق وشركائه للاستثمار حتى بشكل أكبر في هؤلاء النساء - صناع التغيير الحقيقيين في عالمنا.