في حين أن من الضروري الحد من الاحترار العالمي، يجب علينا الاعتراف بأن تغير المناخ ينتشر بالفعل من حولنا.
ومع نهاية القرن، قد يؤدي تغير الماخ إلى تخفيض غلال المحاصيل بما يصل إلى الربع. وهذا بدوره سيؤدي إلى زيادة أسعار الأغذية، والجوع، والفقر، والنزاع، والهجرة.
ومع تعرض كل من حياتهم وسبل عيشهم للخطر، سيكون صغار المزارعين في البلدان النامية أسوأ المتأثرين بتغير المناخ. ولهذا السبب، يجب علينا أن نستثمر بسرعة وعلى نطاق واسع كي يتمكن السكان الريفيون من بناء قدرتهم على الصمود، والتكيف مع التحديات الجديدة، ومواصلة إنتاج ثلث أغذية العالم حتى في الظروف المتغيرة.
2- يجب أن يحصل صغار المزارعين على المزيد من الأموال.
نحن نعلم أن التكيف أساسي بالنسبة لمستقبل المناطق الريفية، ولكن ينقصه التمويل بشكل كبير: فالبلدان النامية تحصل على أقل من عشر تمويل التكيف الذي تحتاج إليه، بينما تتلقى النظم الغذائية الزراعية صغيرة النطاق أقل من 1 في المائة من التمويل المناخي المتوفر.
وهذا أمر غير مقبول. إذ ينبغي لنا إعطاء الأولوية لهذه النظم الضعيفة للغاية والهامة بالنسبة لإطعام العالم واقتصادات البلدان النامية.
في رواندا، بنت التعاونيات الزراعية مرافق تجهيز وتخزين ذكية مناخيا لمحصول الذرة الخاص بها، مما قلل من الخسائر بنسبة تفوق 70 في المائة على الرغم من هطولات الأمطار الغزيرة.
في نيكاراغوا، لجأ المزارعون إلى زراعة أشجار الفاكهةبين نباتات البن والكاكاو، لتوفير الظل لمحاصيلهم وحمايتها من الحرارة المرتفعة.
فالحلول موجودة. ولكن الحلقة المفقودة هي التمويل.
3- يجب أن يكون نظام التمويل المناخي متوائما مع الغرض.
ولكي نواجه تحديات اليوم، نحتاج إلى مؤسسات مالية دولية فعالة وحسنة التمويل تستطيع توجيه المزيد من المنح والتمويل التيسيري للغاية إلى السكان الأشد حاجة إليه في الوقت الذي يمكنه إحداث فارق كبير.
ويجب على البلدان الغنية أن تدفع فاتورة الفوائد التي جنتها من عملية التصنيع من خلال ضمان حصول المؤسسات المالية الدولية على التمويل الذي تحتاج إليه.
وبهذا التمويل، يمكن للمؤسسات المالية الدولية أن تضاعف أثرها. وعلى سبيل المثال، الصندوق يحول كل دولار يتلقاه إلى ستة دولارات من الاستثمار في المناطق الريفية.
كما أنه يمكننا استقطاب التمويل الخاص من خلال بناء بيئة مواتية للاستثمار في الزراعة الذكية مناخيا، والمشروعات الجديرة بالثقة المصرفية، ومنصات الاستثمار واسعة النطاق، وأدوات مالية مبتكرة.
وفي منطقة الساحل، تعجّل مبادرة التمويل الأخضر الشامل بناء كل من الجدار الأخضر العظيم وأسواق التمويل الخضراء من خلال العمل مع المصارف الوطنية على إزالة العقبات القائمة في وجه التمويل، موفرة قروضا لمنظمات المزارعين والمؤسسات بالغة الصغر، والصغيرة، والمتوسطة.
عام 2023 في طريقه لأن يكون الأشد حرارة منذ بداية تسجيل درجات الحرارة. وإذا لم نتحرك الآن، فسوف نرى هذا الرقم القياسي يُكسر مرة بعد أخرى خلال حياتنا.
وفي مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، يوجه الصندوق نداء لبلدان وقادة العالم من أجل العمل وضمان عدم تخلف السكان الريفيين في العالم عن الركب. وتكلفة التقاعس عن العمل تفوق التخيل.