السكان الريفيون في ليبريا يقومون بتحويل الزراعة وتغيير الحياة
لا يقتصر دور صغار المزارعين وأصحاب المشاريع الريفية في ليبيريا على تعزيز دخلهم فحسب، بل يكافحون أيضًا من أجل حصول جميع الليبيريين على الأغذية المنتجة محليًا والمغذية.
في ظل استمرار انعدام الأمن وتغير المناخ وعدم الاستقرار السياسي، تواجه مالي تحديات كبيرة في اجتذاب الاستثمار الضروري لانتشال سكانها من براثن الفقر. وفي بلد من أقل البلدان نموا في العالم، حيث يعيش واحد من كل خمسة أشخاص على أقل من 2.15 دولار أمريكي في اليوم، تنظر الأسر إلى المغتربين الماليين كمصدر أساسي للدعم الاقتصادي.
ويرسل الماليون في الخارج إلى وطنهم أكثر من 1.1 مليار دولار أمريكي في السنة – وتمثل هذه التحويلات المالية أكثر من 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلد وتلبي الاحتياجات الأساسية لعدد كبير جدا من الأسر الريفية.
ومع بدء الأجيال الجديدة من المهاجرين في إرسال الأموال إلى وطنهم، تتغير خياراتهم الاستثمارية. وقد وجدت سلسلة أبحاث الصندوق أنه بالإضافة إلى إرسال التحويلات المالية وتمويل التنمية الاجتماعية، يقوم المزيد والمزيد من أفراد الشتات باستكشاف طرق للاستثمار في الأعمال التجارية التي تحقق أثرا اجتماعيا وعوائد مالية – وتحتل الزراعة مركزا عاليا على قائمة الأولويات.
ويفتح ذلك فرصة جيدة لتوجيه الاستثمار إلى صغار المزارعين ورواد الأعمال الريفيين الذين يحتاجون إليه من أجل تنمية أعمالهم التجارية وبناء القدرة على الصمود في وجه الصدمات الخارجية. ومن دون هذه الحماية، يمكن أن تؤدي مواسم الطقس القاسي وهطولات الأمطار الأقل قابلية للتنبؤ بسبب تغير المناخ إلى القضاء على ثمار عملهم الشاق.
ويدرك Ibrahima، رئيس تعاونية منتجي الأرز في موبتي في منطقة دلتا نهر النيجر الداخلية، أن ازدهار مجتمعه المحلي يعتمد على كمية هطولات الأمطار المناسبة لمحاصيلهم. وهو يقول: "هذه السنة، شهدنا فيضانات كثيرة، كما شهدنا موجات حر كثيرة في الفترة الأخيرة."
ولكن في هذا الموسم الزراعي، Ibrahima أكثر استعدادا لمواجهة أي شيء تلقيه السماء عليه. وذلك بفضل صندوق الاستثمار Ciwara Capital، الذي أُسس بدعم من الصندوق وتمويل من الاتحاد الأوروبي والمملوك بالكامل من قبل أفراد الشتات المالي. ويستثمر صندوق Ciwara في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في أفريقيا بما في ذلك الأعمال التجارية الزراعية، ويهدف إلى تعبئة 2 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2026، و10 ملايين دولار أمريكي على المدى الأطول. وفي مالي، استثمر صندوق Ciwara في Zira Capital، صندوق استثمار يهدف إلى تحقيق الأثر.
ومن بين الاستثمارات الجديدة لصندوقي Ciwara وZira شركة SOPROTRILAD، وهي شركة مالية تقدم المدخلات لأكثر من 000 3 من صغار المزارعين، مثل البذور والأسمدة، وتشتري بالمقابل الأرز الذي يحصدونه. وقد دعم مشروع التمويل الشامل في سلاسل القيمة الزراعية التابع للصندوق SOPROTRILAD في بناء علاقات مع تعاونيات الأرز وتعريفهم على أساليب الإنتاج الذكية مناخيا، مثل نظام تكثيف الأرز.
وقد وقّعت تعاونية Ibrahima اتفاقية مع شركة SOPROTRILAD. وعلى الرغم من منحنى التعلم الحاد، استطاع Ibrahima على الفور اكتشاف إمكانات النُهج الزراعية الجديدة. وهو يقول: "إنها أكثر فائدة بالنسبة لنا. وعلى سبيل المثال، كنا نستخدم 13 كيلوغراما من البذور من أجل زراعة حقل مساحته 0.25 هكتار، بينما نستخدم الآن 2-3 كيلوغرامات فقط مع نظام تكثيف الأرز. ويستخدم نظام تكثيف الأرز كمية أقل من المياه، مما يقلل من استخدام المضخات المحركة ويوفر الوقود."
وفي هذه الأثناء، ارتفع الإنتاج. ويوضح Ibrahima قائلا: "بينما كنا نحصد ما بين 20 و25 كيسا من الأرز، غالبا ما نحصل الآن على ما يصل إلى 34 كيسا. وعلى الرغم من أن الأسلوب يتطلب المزيد من الصرامة، إلا أنه أكثر فائدة بكثير".
ومع نمو محصوله من الأرز، يدرك Ibrahima أن لديه مشتر مضمون في شركة SOPROTRILAD. ومن خلال تقليل كمية المياه والمدخلات الأخرى، فإنه أكثر استعدادا لتحمل فترات الجفاف، بينما تستطيع تربته الأكثر صحة مقاومة الأضرار الناجمة عن الفيضانات بشكل أفضل.
والآن، تقوم شركة SOPROTRILAD، بفضل استثمار صندوق Ciwara، ببناء مصنع جديد للأرز وتتطلع إلى زيادة عدد موردي الأرز. ويقول Oumarou Amadou Sankaré، ممثل شركة SOPROTRILAD: "مع المصنع الجديد الذي نقوم ببنائه، سنحتاج إلى الكثير من الأرز. وسنحاول الاتصال بالعديد من المنتجين، ومن شأن ذلك أن يخفف من المجاعة والنزوح الريفي في العديد من المناطق."
تقدم شركات الاستثمار مثل Ciwara نموذجا لطريقة مبتكرة تمكّن الشتات المالي من تقديم يد المساعدة لمواطنيهم الريفيين، وسد فجوات التمويل في أفريقيا، وتوجيه الازدهار إلى مواطنهم الريفية. ومن خلال الجمع بين الربحية والتنمية المستدامة، يمكن لهذه الاستثمارات الرأسمالية أن تكون مخططا لنمو أفريقيا في المستقبل.
وكما يقول Oumarou: "هذا يظهر لنا أن الماليين في الخارج يريدون مساعدة بلدهم. إنهم وطنيون، ولم ينسونا. ويمكنهم أن يطمئنوا إلى أننا سنستخدم أموالهم كما يتمنون وحيثما كانت هناك حاجة إليها.