يعيش السكان الريفيون في جميع أنحاء العالم في مجموعة مذهلة من السياقات، لكنهم يواجهون صراعات مماثلة بشكل مدهش. ويشكل تغير المناخ والصراعات والاضطراب الاقتصادي تحديات مشتركة للناس في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل.
ومن خلال التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، تتعلم البلدان والمنظمات في الجنوب العالمي من بعضها البعض وتتقاسم الموارد حتى تتمكن من التغلب على تحديات التنمية معا.
القدرة على الصمود في مناخ متغير
يشجع الصندوق التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي حتى تتمكن المجتمعات المحلية من تعزيز النظم الغذائية وبناء قدرتها على الصمود في وجه تغير المناخ.
فعلى سبيل المثال، ينطوي الجفاف في إثيوبيا على أن الري التقليدي البعلي لم يعد قادرا على إنتاج ما يكفي من الغذاء. وفي الوقت نفسه، وعبر الحدود في كينيا، فإن مشروع إدارة الموارد الطبيعية لمستجمعات تانا العليا الممول من الصندوق يستخدم بنجاح تقنيات مبتكرة لتحسين إدارة مستجمعات المياه وتحسين المحاصيل.
ومن خلال مرفق التعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي المشترك بين الصين والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، تبادل النظراء الكينيون خبراتهم في مجال إدارة الموارد الطبيعية ونظم الري ورابطات إدارة المياه مع موظفي برنامج التنمية التشاركية للري على نطاق صغير - المرحلة الثانية في إثيوبيا.
والآن، أصبح المشروع في إثيوبيا لديه أربعة مشروعات ري تجريبية تستخدم برك تجميع المياه وأنظمة ري أكثر كفاءة. ويساعد ذلك بالفعل 164 مزارعا على توفير المياه وتحسين جودة منتجاتهم.
ومن بين هؤلاء Tejetu Tiya، وهي أرملة لديها ستة أطفال يعيشون في منطقة سيداما. وقد قللت الأنظمة الجديدة من كمية المياه التي تحتاجها لري أرضها. وتقول: "سننتج ما يكفي من الغذاء لأسرتنا لكي تعيش حياة أفضل".
ارتفاع المد يرفع جميع القوارب
في غانا ونيجيريا، يستفيد مشروع تعزيز تربية الأحياء المائية في الأقفاص بشكل مستدام في غرب أفريقيا الذي يدعمه الصندوق من الخبرات والمعدات من الصين، ومنظمة WorldFish وعبر الجنوب العالمي لمساعدة رواد الأعمال الشباب على إنشاء مزارع سمكية.
والآن، هناك المزيد من فرص العمل للشباب عبر سلسلة قيمة الأسماك بينما يتمتع السكان المحليون بمصدر ميسور التكلفة للأغذية المغذية، وهو ما يجلب أملا جديدا للمجتمعات الريفية.
التعاون على كل المستويات
يمكن العثور على قصص التعاون على كل المستويات، من المزارعين إلى مقرري السياسات.
وبدعم من الصندوق، تعد قيرغيزستان رائدة في سن القوانين والنظم التي تكفل استخدام الأراضي بشكل عادل ومستدام. والآن، يتعلم مقررو السياسات في بلدان أخرى، مثل جورجيا، من مثال قيرغيزستان لتطوير أطر استخدام الأراضي التي تعمل لصالح السكان الريفيين.
ويساعد التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي الشباب المبتكرين على مشاركة أفكارهم. وتعترف جائزة الابتكار لشباب الريف في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بالطرق الإبداعية التي يتغلب بها الشباب على التحديات الريفية.
وقد جرى الاعتراف بتسع عشرة مبادرة من خلال هذه الجائزة، بما في ذلك مبادرة Cerrado Youth Seed Collectors التي تستعيد النظم الإيكولوجية المحلية في البرازيل ومبادرة Comunidades Iluminadas التي توفر ألواح الطاقة الشمسية للمجتمعات الريفية النائية في منطقة الأمازون في بيرو.
مشاركة النجاح
جمعت بوابة الحلول الريفية أكثر من 100 فكرة عظيمة من جميع أنحاء العالم، ابتكرها السكان الريفيون والمنظمات التي تدعمهم. وتحدد دراسات الحالة هذه أفضل الممارسات، وتعرض نُهج مبتكرة تعمل في مجموعة واسعة من السياقات.
ويشكل التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي جزءا لا يتجزأ من استراتيجية الصندوق في كل بلد. ومن خلال هذا التعاون، تستطيع البلدان أن تحل المشاكل التي تبدو مستعصية وأن توجِد التضامن في مهمتها المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة.
تعرف على يوم الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب 2023
