3 طرق لتمكين النساء الريفيات وإطلاق إمكاناتهن
تمكين النساء والفتيات ليس مجرد واجب أخلاقي، بل ضرورة لازدهار الأسر والمجتمعات والاقتصادات في مواجهة التحديات العالمية.
في ظل المناخ المتغير، لم يعد بإمكان العديد من صغار المزارعين الاعتماد على طرق الزراعة القديمة لإنتاج ما يكفي من الغذاء لأسرهم وكسب دخل جيد. ولكن باستخدام الري الذكي مناخيا وتقنيات الزراعة المستدامة، تتكيف النساء الريفيات حول العالم مع الوضع الطبيعي الجديد.
تعرّف على ثلاث سيدات تجني مزارعهن المستدامة ثمارا تفوق خيالهن السابق.
تشتهر قرية Khampan الواقعة في شمال شرق جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية بالبصل الأخضر النابض بالحياة واللذيذ. وهي الآن تُظهر كيف أن تطبيق القليل من التكنولوجيا الحديثة على أساليب الزراعة التقليدية يمكن أن يحقق محصولا وفيرا.
وبفضل منحة قدرها 14 مليون كيب (حوالي 700 دولار أمريكي) من مشروع الشراكات لري زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة وإضفاء الطابع التجاري عليها المدعوم من الصندوق، استثمرت Khampan في نظام مياه يعمل بالطاقة الشمسية ووسعت مساحتها المزروعة من 0.2 هكتار إلى 0.35 هكتار. وقد ضمن لها هذا النظام الذي يعمل بالطاقة الشمسية إمدادات مياه ثابتة وحقق لها وفورات في الأموال. وفي الوقت نفسه، فإن تقنيات الزراعة المستدامة التي تعلمتها من خلال مشروع الشراكات لري زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة وإضفاء الطابع التجاري عليها، بما في ذلك استخدام الأسمدة الطبيعية والمبيدات الحشرية، حسّنت من جودة محصولها.
ولا عجب في أن أصبح البصل الأخضر لـ Khampan ينمو بسرعة الآن. وهي تحصده كل 45 يوما وتبيعه إلى وسيط ينقلها إلى العاصمة فينتيان حيث تجلب سعرا جيدا. وبفضل دخلها المريح وعدم إنفاقها على الوقود، أصبح لديها أموال احتياطية لإعادة الاستثمار في مزرعتها والادخار للمستقبل.
وتقول: "لقد تغيرت حياتي بفضل الدعم الذي قدمه مشروع الشراكات لري زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة وإضفاء الطابع التجاري عليها. وأنا الآن أساهم بشكل كبير في نفقات أسرتنا وأشارك في اتخاذ القرارات الأسرية."
قبل خمس سنوات، عملت Cristina جاهدة على زراعة الكرنب في قطعة الأرض التي تمتلكها والتي تبلغ مساحتها هكتارين في وسط مولدوفا. ولكن في خضم موجات الجفاف المتكررة وارتفاع درجات الحرارة، كانت محاصيلها متواضعة وذات جودة رديئة.
ولكن بفضل بعض الدعم الذي جاء في الوقت المناسب، تمكنت من تحويل هذا التحدي المناخي إلى فرصة لأعمالها - ولمستقبل أسرتها. وبعد أن سمعت عن تجارب مزارعين آخرين، تقدمت بطلب للحصول على منحة قدرها 112 000 ليو (6 500 دولار أمريكي) من مشروع الحفاظ على المواهب في المناطق الريفية لأغراض التحول الريفي الممول من الصندوق. وبمساهمة ببعض من أموالها الخاصة، قامت بتركيب نظام ري بالرشاشات الصغيرة في مزرعتها.
وتقول Cristina: "هذا العام، وبفضل الري الموفر للمياه، سنحصد حوالي 100 طن من الكرنب في الهكتار الواحد".
وتغطي المزرعة اليوم 10 هكتارات وتزرع الجزر والكوسة والبطيخ بالإضافة إلى الكرنب. ويعني هذا التنويع الزراعي أنه في حالة كساد أحد المحاصيل الزراعية، فإن لدى Cristina محاصيل أخرى يمكن الاعتماد عليها. وهي تبيع منتجاتها من خلال سلاسل المتاجر الكبرى، وكذلك في أسواق المزارعين، وتخطط للتقدم بطلب للحصول على المزيد من التمويل والمساعدة التقنية لتطوير أعمالها بشكل أكبر.
عندما تعثرت أعمال Shelmith أثناء جائحة كوفيد-19، قررت العودة من المدينة إلى منزلها الريفي في وسط كينيا لتبدأ بداية جديدة. ولكن مع وجود أسرة مكونة من خمسة أفراد ووالدين مسنين عليها إعالتهم، لم تستطع كسب عيشها من مزرعة الأسرة.
وكانت المياه أكبر تحد لها. فقد أدى تغير المناخ إلى عدم القدرة على التنبؤ بهطول الأمطار - إذ أصبحت فترات الجفاف أطول؛ وعندما تمطر، يمكن أن تمطر بغزارة. وفي كثير من الأحيان، لم يكن بإمكان Shelmith الحصول على الماء إلا بالسير على الأقدام إلى نهر ثيكا على بعد 5 كيلومترات وجرّه في أوعية سعة 20 لترا. وقد يستغرق الأمر ما يصل إلى 10 رحلات مرهقة في اليوم للحصول على ما يكفي، ولم يكن أمامها خيار سوى ترك الكثير من أراضيها بوارا.
واليوم، لا تحتاج Shelmith حتى إلى مغادرة مجمعها للحصول على الماء لأسرتها ومزرعتها. فمن خلال العمل مع صندوق المياه الذي يدعمه الصندوق، قامت بتركيب وعاء مائي يجمع الأمطار غير المنتظمة ويخزنها. ومن خلال صندوق المياه، تعرفت أيضا على الاحتياجات المائية الدقيقة للمحاصيل المختلفة حتى لا تهدر قطرة مياه واحدة.
وتمتلك Shelmith الماء والوقت والطاقة لزراعة الخضروات، سواء لإطعام أسرتها أو لبيعها من أجل الربح. ومع نمو أعمالها، فهي تدخر المال لتحقيق حلمها بافتتاح متجر صغير لخدمة مجتمعها المحلي.
*
يمكن للاستثمارات في الري المراعي للمناخ وأساليب الزراعة المستدامة أن تساعد صغار المزارعين في البلدان النامية على التكيف والازدهار. وبالرغم من أن تغير المناخ جعل الزراعة أكثر صعوبة بالنسبة للكثيرين، فإن النساء الريفيات مثل Shelmith وCristina وKhampan يرشدن الطريق إلى مستقبل زراعي أكثر استدامة.