الأصوات الريفية | 8 أبريل 2025

السكان الريفيون في ليبريا يقومون بتحويل الزراعة وتغيير الحياة

الوقت المقدّر للقراءة: 5 دقائق
Hero image

على الرغم من أن ثلثي السكان في ليبريا يعملون في الزراعة، ما زال الكثير من أغذيتهم يستورد من الخارج. وبعد عقدين من الحرب الأهلية المدمرة، حققت ليبريا تقدما كبيرا، ولكنها تبقى هشة ومعتمدة على المساعدة الدولية. والسكان الريفيون عرضة بشكل خاص للصدمات التي تسببها عوامل خارجة عن سيطرتهم، مثل وباء الإيبولا. 

ويعمل الصندوق بشكل وثيق مع حكومة ليبريا، والسكان الريفيين في ليبريا، والشركاء الدوليين من أجل تحويل القطاع الذي يقع في صميم التحول الاقتصادي: الزراعة. 

ويلعب مشروع تحويل زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة وإعادة تنشيط الأعمال الزراعية دورا مركزيا في هذا التعاون. ويشارك في تمويل هذا المشروع كل من الصندوق والبنك الدولي من خلال تقديم مبلغ 51.71 مليون دولار أمريكي في شكل منح وقروض تيسيرية للغاية، بالإضافة إلى مساهمات نقدية وعينية من المشاركين في المشروع والقطاع الخاص. ويعمل المشروع مع المنتجين الريفيين على إدخال الممارسات التجارية والزراعية الحديثة، وخلق روابط مع الأسواق، وتطوير الأعمال التجارية الزراعية التي تحول المشهد الزراعي. 

ومن خلال زيادة الإنتاج والازدهار الزراعيين، يمكن لصغار المزارعين ورواد الأعمال الريفيين زيادة المداخيل وتعزيز الأمن الغذائي اللازمين للصمود في وجه الصدمات الاقتصادية. 

البدء من الصفر

لقد غيّر هذا التعاون حياة Hawa البالغة من العمر 35 سنة والتي تعيش في مقاطعة لوفا في شمال ليبريا. وهي تقول: "كنت أشعر بالضياع والوحدة قبل مشروع تحويل زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة وإعادة تنشيط الأعمال الزراعية". فقد أجبرتها إعاقة بصرية على ترك المدرسة والنضال من أجل كسب لقمة العيش عن طريق بيع مياه للشرب في سوق محلي. 

أنشأت Hawa عملا تجاريا صغيرا بفضل دخلها الجديد من إنتاج الأرز. © IFAD/Peter Caton

ولكن تغير هذا الوضع عندما أصبحت Hawa واحدة من بين 55 من الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر والذين اتحدوا لتحسين ممارساتهم الزراعية والتسويقية من خلال الرابطة المتحدة للمكفوفين في لوفا. واعتمد أعضاء الرابطة تكنولوجيا زراعية محسنة بدعم من مشروع تحويل زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة وإعادة تنشيط الأعمال الزراعية، بما في ذلك التدريب، والمدخلات، وشتلات عالية الجودة لزراعة الأرز. 

وكنتيجة لذلك، وسّع الأعضاء المساحة التي يزرعونها ثلاثة أضعاف. وهم ينتجون الآن ما يكفي لإطعام أسرهم وفائضا لبيعه في السوق. وقد كسبت Hawa ما يكفي لإعادة استثمار أموالها في دكان صغيرة شكلت لها مصدر دخل إضافي. 

وبفضل براعتها في الأرقام، أصبحت Hawa الآن رئيسة وأمينة صندوق رابطة المزارعين. ونجحت بإرسال أطفالها الثلاثة إلى المدرسة وكسب ما يكفي لتمكينها من العودة إلى الجامعة أيضا. وهي تقول: "أريد أن أصبح محاسبة كبيرة في العالم". 

تعمل Hawa مع مزارعين آخين ممن يعانون من ضعف البصر من خلال الرابطة المتحدة للمكفوفين في لوفا. © IFAD/Peter Caton

صنع مستقبل أكثر صحة

بينما كانت Hawa في بداية رحلتها مع ريادة الأعمال، كانت Mariam البالغة من العمر 29 سنة تملك عملا تجاريا تلقى مساعدة لا تقدر بثمن من مشروع تحويل زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة وإعادة تنشيط الأعمال الزراعية. وفي عام 2021، كانت تبيع سلطة الفواكه والعصير الطازج المعصور يدويا للمسافرين من كشك صغير في مونروفيا، عاصمة ليبريا.  

ورأت Mariam كم أن الأكل الصحي مكلف بالنسبة للعديد من الليبريين، وكانت تحلم بالوصول إلى عدد أكبر من الناس. وأتيحت لها الفرصة أخيرا لتحقيق طموحاتها عندما كانت تتصفح الإنترنت واكتشفت مسابقة لمنحة يديرها مشروع تحويل زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة وإعادة تنشيط الأعمال الزراعية من أجل إعادة تنشيط الأعمال الزراعية في سلاسل القيمة الزراعية خلال جائحة كوفيد-19. وقامت بتقديم طلب ومنحت أموالا لشراء خلاط وعصارة. 

انتقلت Mariam من بيع العصير في كشك صغير إلى فتح خمس أماكن جديدة. © IFAD/Peter Caton

وهي تقول: "في السابق، كان علي عصر العصير يدويا، وهذا يستغرق وقتا طويلا وغير فعال. وشراء هذه المعدات سرّع عملي وحسن خدمة الزبائن." 

وبعد أن تمكنت من خدمة المزيد من الزبائن، نمت أعمال Mariam ونقلت كشكها إلى مكان جديد بالقرب من فندق مرموق، حيث أخذت تبيع عصيرها الصحي المصنوع من مكونات محلية المصدر. وفي عام 2023، تلقت Mariam منحة أخرى من مشروع تحويل زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة وإعادة تنشيط الأعمال الزراعية مكنتها من التوسع إلى أماكن خمسة مع فريق من الموظفين يضم 14 عضوا، أكثرهم من النساء. 

ولم يجلب عمل Mariam الازدهار لها ولفريقها وحسب، بل أنشأ أيضا سوقا موثوقا به لـ 20 مجموعة من مجموعات المزارعين في ثلاث مقاطعات التي تحصل منها على الأناناس، والخيار، والبطيخ الأحمر. وهي تتطلع الآن إلى المزيد من التوسع وبيع عصائرها للطلاب في المقاطعات الريفية. وباستثماره في رؤية Mariam، عزز مشروع تحويل زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة وإعادة تنشيط الأعمال الزراعية سلسلة قيمة بأكملها. 

شغّلت Mariam 14 عاملا، أكثرهم من النساء، لدعم تجارة العصائر المتنامية لديها. © IFAD/Peter Caton

Mariam وHawa هما اثنتان من أصل أكثر من 000 40 من صغار المزارعين ورواد الأعمال الريفيين الذين استفادوا بشكل مباشر من مشروع تحويل زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة وإعادة تنشيط الأعمال الزراعية، الذي بنى قدراتهم من خلال الأصول والخدمات الزراعية، ومرافق تجهيز ما بعد الحصاد، وتحسين التكنولوجيا الزراعية. ومن خلال تنمية أعمالهم الزراعية، لا يعمل هؤلاء المنتجون على زيادة مداخيلهم وبناء قدرتهم على الصمود فحسب، بل يساهمون أيضا في ضمان وصول جميع الليبريين إلى غذاء مغذ ومنتج محليا. 

اكتشف المزيد