الأصوات الريفية | 20 يونيو 2024

النساء الريفيات في المغرب يجازفن بالاستثمار في صناعة الخل

الوقت المقدّر للقراءة: 5 دقائق
Hero image

في جبال وسط المغرب، تعتبر زراعة التفاح طريقة حياة. ولكن فواقد ما بعد الحصاد وهدر الأغذية جلب متاعب اقتصادية للمجتمعات المحلية الريفية.

غير أن منى إدريسي، البالغة من العمر أربعة وعشرين عاما، والتعاونية النسائية التي تقودها يغيرن هذا الوضع. فهن يأخذن فائض التفاح ويمنحنه حياة جديدة بتحويله إلى خل.

وقد أصبحت المجموعة في سنوات قليلة محركا رئيسيا ليس للتنمية الاقتصادية وحسب، بل وللحد من فواقد الأغذية وللمساواة بين الجنسين. وهن يثبتن معا إمكانية التغيير التحويلي عندما تتوفر للنساء الريفيات الموارد التي يحتجن إليها من أجل النجاح.

الابتكار من خلال التقاليد

عندما عادت منى من دراستها إلى موطنها في أغبالة في إقليم بني ملال، وجدت قريتها في وضع صعب. فبالإضافة إلى هدر التفاح، كانت النساء يقمن بأعمال يدوية شاقة وليس لديهن سوى استقلالية مالية محدودة.

ولاحظت منى أن ممارسة تقليدية مهملة قد تكون السبيل إلى حل مشاكلهن. فصناعة الخل لا يمكنها استخدام التفاح الناضج والمهدر وحسب، بل وتنويع سلسلة القيمة المحلية وإثراء الاقتصاد الريفي أيضا.

ومن أجل مساعدة مجتمعها المحلي وتحقيق المساواة بين الجنسين في نفس الوقت، أنشأت منى تعاونية تيميشا الزراعية وبدأت بإنتاج توابل متنوعة.

وفي البداية، واجهت رحلتها في ريادة الأعمال عقبات وموارد محدودة. وكان عليها أن تعتمد على مدخراتها لكي تشتري المعدات، وحصلت على التفاح من مزرعة والدها كي تبدأ عملها. وكانت النساء الأخريات مترددات في البداية في الانضمام إلى مشروعها.

ولكن بفضل تصميم منى وأقرانها، ازدهرت التعاونية وأصبحت إحدى أكبر قصص النجاح في المنطقة. وتعمل تعاونية تيميشا جنبا إلى جنب مع مزارعي التفاح لخلق اقتصاد دوار مستدام. ومع انتعاش تجارة الخل والحد من هدر الأغذية، ازدهر الاقتصاد المحلي.

وقد وضع نجاح تعاونية تيميشا أغبالة على الخارطة. واليوم، تقيم منى شراكات مع علامات تجارية كبرى في أسواق السوبر ماركت الوطنية، وتؤمن إصدار شهادات من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وتمثل مجتمعها المحلي في أحداث رفيعة المستوى.

قيادة مسيرة النساء الريفيات

لقد تحققت التنمية الاقتصادية التي ولّدتها تعاونية تيميشا جنبا إلى جنب مع تحقيق قدر أكبر من المساواة بين الجنسين. فالنساء في التعاونية يكسبن دخلا شهريا مستقرا وفوائد سخية، مما يمنحهن استقلالية مالية غير مسبوقة وفرصة الوصول إلى مجموعة من الدورات التدريبية.

وتشعر منى بالفخر لكونها تمثل قدوة بالنسبة للشابات اللاتي يرغبن في دخول مجال الزراعة. وكجزء من جهدها لتقاسم نجاحها معهن، بدأت تعاونيتها بتقديم منحة سنوية للطلاب الطموحين في الإقليم.

وعمل تعاونية تيميشا في تمكين المرأة معترف به الآن على المستوى الوطني. فقد جرى تكريم التعاونية في العام الماضي في حفل أقامته وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة.

تستلم منى جائزة تعاونية تيميشتا للتميز في حفل حكومي في نوفمبر/تشرين الثاني 2023. © منى إدريسي Idrissi

استثمار سليم

تعاونية تيميشتا هي واحدة من عدة منظمات للمزارعين في الإقليم تلقت الدعم من مشروع التنمية الريفية في جبال الأطلس التابع للصندوق، والذي يهدف إلى الحد من الفقر الريفي في وسط المغرب.

ونجاح التعاونية شهادة على قيمة الاستثمار في النساء الريفيات. وبدعم من مشروع التنمية الريفية في جبال الأطلس في مجالات نمو الأعمال، وتقاسم المعرفة، والتدريب، نجحت التعاونية بتحويل نفسها والمجتمع المحلي من حولها.

ولكن روح ريادة الأعمال لدى منى لم ترتو بعد. فلديها طموحات لزيادة إنتاج التعاونية من الخل من خلال بناء وحدة تجهيز جديدة للتفاح بدعم من مشروع التنمية الريفية في جبال الأطلس.

وتقول منى: "إني ملتزمة بتعزيز عمل النساء الريفيات، بالإضافة إلى الاقتصاد المحلي، من خلال تعاونية تيميشا."

اكتشف المزيد