أفغانستان تُظهر كيف يمكن لأوقات الأزمات أن تحفز التغيير الحقيقي
مديرنا القطري في أفغانستان، Jerry Pacturan، يشاركنا رؤيته حول الأثر طويل الأمد للاستجابات قصيرة الأمد.
ضرب إعصار فريدي، وهو أقوى إعصار استوائي يسجل على الإطلاق، أفريقيا الجنوبية في مارس/آذار 2023.
وكانت ملاوي أكثر البلدان تضررا بالإعصار، حيث فقد أكثر من 200 1 شخص حياتهم، وشُردت مئات الآلاف، ودمرت البيوت، وجُرفت المحاصيل، وحُطمت سبل العيش في بلد يعاني بالفعل من الجوع والفقر.
وبعد مرور عام على الإعصار، ما زال الملاويون يعيدون البناء ويعالجون آثار فريدي. ولكن بفضل الاستثمارات التي تشتد الحاجة إليها في الزراعة صغيرة النطاق، بدأ الأمل يظهر أخيرا في الأفق.
أجبر Kondwani McNight، البالغ من العمر واحدا وعشرين سنة، وزوجته Mwayiwawo على السكن مع الأسرة عندما تهدم منزلهما في مقاطعة بالاكا خلال الإعصار. وبعد أن غرقت حيواناتهما وجُرفت حقولهما، لم يبق للزوجين الشابين أي شيء.
وهما اليوم مصممان على بناء منزلهما معا من جديد.
وبفضل مبادرة الاستجابة للكوارث التابعة للصندوق، تلقى أرانب وتدريبا على حفظ التربة. وتوفر الأرانب مصدرا تشتد الحاجة إليه للتغذية، كما تمكنه من التوفير باستخدام فضلاتها بدلا من الأسمدة المكلفة بشكل متزايد.
وسيتمكن قريبا من بيع الأرانب ودعم أسرته. والآن وقد أصبح لديهم قاعدة يعيدون بناء حياتهم عليها، يقوم Kondwani بتشجيع السكان الريفيين الشباب على أن يحذوا حذوه.
وهو يقول: "إذا ما بدأت البرامج الزراعية تشمل الشباب، فسيتعلمون الاعتماد على أنفسهم. وأنا أرى هذا كخطوة إلى الأمام. ولدي رؤية لمستقبل أدير فيه أعمالي، وأكوّن فيه أسرتي، وأموّل تعليم أطفالي في المستقبل."
استبقظت Rhoda Zululu، الأم لثلاثة أطفال، ذات صباح خلال الإعصار لتجد منزلها وقد غمرته المياه ومحصولها مدمرا. وقد تصدع حائط في مطبخها بفعل الأمطار الغزيرة كما دُمرت حديقتها في إقليم سومبا جنوبي ملاوي.
وتقول Rhoda: "لقد بكيت وبكيت. وشعرت بالإحباط كمزارعة لأنني خسرت كل محاصيلي."
ولكن بدعم من مبادرة الاستجابة للكوارث، تغلبت Rhoda على إحباطها الأولي واستطاعت إعادة البناء بشكل أقوى مما قبل.
فقبل إعصار فريدي، كانت Rhoda تزرع ما يكفي من فول الصويا لاستهلاك أسرتها فقط. أما اليوم، وبفضل الـ25 كيلو غراما من بذور الصويا التي حصلت عليها من خلال مبادرة الاستجابة للكوارث، فقد أصبح لديها فائض من الصويا تبيعه لتحصل على دخل وتدعم أسرتها.
والأكثر من ذلك، أن Rhoda تعلمت أساليب حصاد المياه لتضمن أنها أكثر قدرة على الصمود في وجه صدمات الطقس في المستقبل. فقد بنت قنوات لتجميع مياه الأمطار والاحتفاظ بها من أجل ري التربة بالتدريج، وحواجز مغطاة بالعشب لمنع تآكل التربة.
في عصر الأزمات المتداخلة، أنشئت مبادرة الاستجابة للكوارث بعد فترة قصيرة من اندلاع الحرب في أوكرانيا اعترافنا بضرورة التخفيف من الأزمات القصيرة الأجل من أجل التنمية المستدامة طويلة الأمد. وهي تستهدف أشد الأشخاص الريفيين ضعفا في أكثر البلدان تعرضا للصدمات.
وأحد هؤلاء الأشخاص Emily Simika، الأرملة التي تعاني من إعاقة في مقاطعة تشيرادزولو. وبسبب قدرتها المحدودة على الحركة لم يتبق لها سوى خيارات قليلة عندما دمر إعصار فريدي مزرعتها ودمر جزئيا المنزل الذي كانت تؤجره من أجل الحصول على دخل إضافي.
وعلى الرغم من أن أولادها استطاعوا تقديم بعض الدعم المالي، لم يكن بإمكانهم الوقوف بجانبها لأنهم كانوا يعيشون في الخارج. وكان على Emily أن تجد طريقة للتعافي بنفسها، بعد أن كانت محبطة في البداية.
وقد جددت مبادرة الاستجابة للكوارث الأمل لديها. وهي تستخدم مجموعة البذور الواسعة التي تلقتها لتنويع محاصيلها وبناء قدرتها على الصمود في وجه تغير المناخ. وفي نفس الوقت، يقوم عامل إرشاد بدعمها بمساعدة مادية وتقنية بحيث لا تضطر لمواجهة جوانب عدم اليقين بمفردها.
وتقول Emily: "لقد جدد هذا الدعم حياتي بالفعل. وأنا أتطلع إلى أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه في الماضي."
*
من المؤكد أن إعصار فريدي لن يكون آخر كارثة مناخية تشهدها ملاوي. ولكن ببناء القدرة على الصمود، يضمن أشخاص ريفيون مثل Kondwani، وRhoda، و Emilyأنهم أكثر قدرة على مواجهة الإعصار القادم والتعافي منه بصورة أسرع.
اطلع على المزيد من المعلومات عن مبادرة الاستجابة للكوارث التابعة للصندوق.