Rural futures in focus: Yemen
Yemen’s rural people have endured years of conflict, economic crisis and environmental challenges. We asked Tawfiq El-Zabri, IFAD’s Country Director for Yemen, about how small-scale farmers are building resilience.
يقف صغار المزارعين في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ. فهم أول من يشعر بتأثيرات موجة الجفاف المطولة أو الفيضانات المدمرة. وتزحف الصحاري على قطع أراضيهم الصغيرة، وتسمم المياه المالحة التربة التي يزرعون فيها محاصيلهم.
ويأتي خمسة وثلاثون في المائة من إمدادات الغذاء في العالم من المزارع الصغيرة التي تقل مساحتها عن هكتارين. وهذا يعني أنه عندما تكون قدرة هذه المزارع على إنتاج الغذاء معرضة للخطر، فإن النظام الغذائي العالمي معرض هو أيضا للخطر.
ومع ذلك، لا يتلقى صغار المزارعين سوى 0.8 في المائة من التمويل المناخي العالمي كل عام - أي مبلغ ضئيل قدره 5.53 مليار دولار أمريكي - للتكيف مع هذا الواقع المناخي الجديد.
ولكن ما مقدار ما يحتاجون إليه لمواجهة التحديات المناخية الحالية؟
بصفتي كبير الأخصائيين التقنيين لشؤون البيئة والمناخ في الصندوق، فإنني أدعو كل يوم إلى الاستثمار في صغار المزارعين. وفي سياق يتزايد فيه التشديد على ميزانيات التنمية، تزداد صعوبة القيام بهذا الاستثمار في غياب أرقام ثابتة.
ومما يضاعف هذا التحدي حقيقة الافتقار إلى العديد من البيانات والتعاريف أو عدم اتساقها، بدءا من التعريف الشامل لصغار المزارعين. وينتج عن ذلك تباينات في كيفية تقييم احتياجاتهم المالية.
ولا زلنا نفتقر إلى الأرقام الدقيقة لبعض الوقت. وفي عام 2009، اتفقت البلدان المتقدمة على أن تحشد بحلول عام 2020 مبلغا اعتباطيا إلى حد ما قدره 100 مليار دولار أمريكي سنويا لدعم الإجراءات المناخية للبلدان النامية.
وأعقب ذلك في عام 2015 التزام بموجب اتفاق باريس بوضع هدف كمي جماعي جديد بشأن التمويل المناخي. وسيوفر هذا الهدف وضوحا بشأن التمويل المتاح للبلدان النامية لتنفيذ خططها الوطنية المقبلة المتعلقة بالمناخ، التي من المقرر إنجازها بحلول فبراير/شباط 2025.
ومن المقرر أن يُعتمد الهدف الكمي الجماعي الجديد هذا العام في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في أذربيجان. ولكن على بعد أسابيع قليلة فقط من المؤتمر، لم يتفق المفاوضون بعد على الأساسيات اللازمة لتنفيذ هذا الهدف، بدءا من المبلغ المالي المطلوب.
في ظل عدم وجود تقدير لفجوة التمويل المناخي لصغار المزارعين - وبالنظر إلى اقتراب الموعد النهائي لأهداف التنمية المستدامة بشكل سريع - فقد وضعتُ رقما تقريبيا مع بعض التنبيهات.
واعتمدت على منهجية بسيطة. وكما ذكرنا من قبل، ينتج صغار المزارعين 35 في المائة من غذاء العالم. وأستخدم هذا كأساس لحساب احتياجاتهم النسبية من التمويل المناخي.
وهذا أمر غير مثالي: فحصة الغذاء المنتج لا تساوي بالضرورة حصة التمويل اللازم، خاصة بالنظر إلى أن إنتاج المزارع الصغيرة النطاق يتأثر بشكل غير متناسب بنقص الاستثمار وتغير المناخ.
ومع ذلك، فهي توفر أساسا متحفظا لحساب الفجوة. ويمكن أن تشمل الأسس الأخرى في حصة المزارع التي يشكلها صغار المزارعين، أو حصة العمال الزراعيين العاملين في المزارع الصغيرة، أو عدد الأشخاص الذين يعتمدون على المزارع الصغيرة في الغذاء وسبل العيش. وكل هذا من شأنه أن يعطي تقديرا أعلى بكثير للاحتياجات الفعلية.
وفي عام 2020، أشارت بيانات مبادرة سياسة المناخ إلى أنه يتعين زيادة التمويل المناخي بمقدار سبعة أضعاف، من 28.5 مليار دولار أمريكي إلى 199.5 مليار دولار أمريكي، من أجل مواءمته مع أكثر السيناريوهات تحفظا في مجال التحول المناخي. وبعد التعديل لمراعاة التضخم الطويل الأجل البالغ حوالي 3 في المائة، يبلغ إجمالي الاحتياجات السنوية من التمويل المناخي لنظم الأغذية الزراعية 224.5 مليار دولار أمريكي.
ويفترض هذا الرقم أن تكاليف التكيف والتخفيف بالنسبة لصغار المزارعين هي نفسها بالنسبة لأنواع أخرى من الجهات الفاعلة في نظم الأغذية الزراعية. وفي الحقيقة، يواجه صغار المزارعين تكاليف أعلى بشكل غير متناسب بسبب محدودية فرص الحصول على التمويل والتكنولوجيا، والحيازات المجزأة للأراضي، وزيادة قابلية التأثر بتغير المناخ.
وبناء على ذلك، فإن فجوة التمويل بين المستويات الحالية والتقدير المتحفظ للتمويل المطلوب تبلغ 75 مليار دولار أمريكي سنويا، وهو مبلغ ينذر بالخطر.
وبالنظر إلى الدور الحاسم لصغار المزارعين في إطعام العالم، فإن هذا يبدو ثمنا زهيدا يجب دفعه حتى يتمكنوا من التكيف بشكل أفضل وحماية سبل عيشهم، بل وحماية الأمن الغذائي العالمي أيضا.
لعالم ليس مستعدا لمواجهة الآثار المتصاعدة لتغير المناخ، ولا يتجلى ذلك في أي مكان أكثر من المجتمعات الزراعية الريفية. فالفجوة الآخذة في الاتساع بين التمويل المناخي الذي تحتاجه هذه المجتمعات وما تتلقاه تهدد بتفاقم انعدام الأمن الغذائي والفقر والهجرة.
ومعالجة هذا الخلل ليس واجبا أخلاقيا فحسب، بل هو واجب عملي أيضا. ويعد الاستثمار في صغار المزارعين أحد أكثر الطرق تأثيرا لحماية النظم الغذائية العالمية.
والرسالة بسيطة: من أجل حماية الأمن الغذائي العالمي، يجب زيادة التمويل المناخي لصغار المزارعين بشكل عاجل بمقدار نحو 14 ضعف المستوى الحالي. ويجب أن نصل إلى الهدف الحاسم الذي لا يقل عن 75 مليار دولار أمريكي.
ونحن في الصندوق ندرك مدى إلحاح هذه اللحظة - ونعلم بالفعل أن الاستثمارات الموجهة في صغار المزارعين يمكن أن تدفع التكيف وأن تبني نظما زراعية قادرة على الصمود. وهدفنا هو توفير التمويل المناخي بسرعة وعلى نطاق واسع، وضمان حصول 500 مليون مزرعة صغيرة في العالم على الموارد التي تحتاجها للتكيف مع المناخ المتغير، وتأمين إمدادات غذائية عالمية قادرة على الصمود لنا جميعا.