الأصوات الريفية | 2 ديسمبر 2024

في نيجيريا، يحقق الشباب من ذوي الإعاقة الازدهار من خلال التنمية الشاملة

الوقت المقدّر للقراءة: 4 دقائق
Hero image

لم تكن الحياة سهلة دائما بالنسبة لـ Margaret.  

لقد عاشت بنت الرابعة والعشرون من العمر كطفلة يتيمة في وسط نيجيريا وافتقدت الدعم الذي احتاجت إليه من أجل إكمال تعليمها. وبسبب قدرتها المحدودة على الحركة، واجهت حواجز منهجية أمام مشاركتها النشطة في المجتمع. 

ثم في عام 2021، أخذت الأمور منحى غير متوقع. فأثناء زيارتها لمكتب حكومي محلي في ولاية ناساراوا حيث تسكن، التقت ببعض ممثلي برنامج تنمية سلاسل القيمة الذي يدعمه الصندوق. 

وقد غير هذا اللقاء حياتها إلى الأبد. 

زيادة الدخل بشكل مستدام - للجميع

يعمل برنامج تنمية سلاسل القيمة على زيادة المداخيل والأمن الغذائي من خلال تطوير سلاسل قيمة قوية للأرز والكسافا. وعن طريق زراعة وتجهيز وبيع هذين المحصولين الرئيسيين، ينتج الريفيون النيجيريون المزيد من الأغذية ذات الجودة العالية ويتمكنون من الوصول إلى الأسواق التي تمكنهم من بيعها بأسعار أفضل. 

ويستهدف البرنامج شريحة واسعة من السكان، إلا أنه يركز بشكل خاص على النساء، والشباب، والأشخاص ذوي الإعاقة، وهي المجموعات الثلاث التي تهمش في الغالب. وكشابة ذات إعاقة، كانت Margaret تنتمي إلى جميع هذه الفئات الثلاث. 

وبدعم من البرنامج، انضمت إلى مجموعة لمنتجي الكسافا مؤلفة من أشخاص ذوي إعاقة ومصممة تحديدا لتلبية احتياجاتهم. وزُودت Margaret بالمدخلات الأساسية لبدء العمل في مزرعتها: الأسمدة، ومبيدات الآفات و50 من جذوع الكسافا المعتمدة والجاهزة للغرس في الأرض التي استأجرتها من عمها والتي تبلغ مساحتها 1.5 هكتار. 

وبفضل كونها مصففة شعر موهوبة، ادخرت المال الذي كسبته من تضفير الشعر واستخدمته في دفع أجور الأشخاص الذين أعدوا أرضها، وغرسوا الجذوع، وحصدوا المحصول. وساعدها البرنامج في شراء دراجة ثلاثية العجلات مزودة بمحرك لكي تتنقل بسهولة بين منزلها وحقلها ونقل المعدات الزراعية، متغلبة بذلك على القيود التي تحد من حركتها. 

تقوم بتضفير شعر إحدى الزبائن في ولاية ناساراوا في وسط نيجيريا. © IFAD/Andrew Esiebo

رائدة أعمال شابة ناجحة

ومع هذه الاستثمارات الصغيرة، مضت Margaret لتظهر ما يمكن للشباب تحقيقه عندما تُزال العقبات التي تعترض مشاركتهم. 

وفي السنة الأولى لمزرعتها وحدها، حصدت Margaret ما يعادل حمولة ست شاحنات من الكسافا، واستثمرت المال الذي كسبته فورا في محصولها المقبل. وضمن سنتين، كانت تحصد حمولة عشر شاحنات من الكسافا وزادت عائداتها بأكثر من ثلاثة أضعاف. 

وقد غير هذا الدخل حياة Margaret. فهي تستطيع أخيرا دفع الإيجار، وشراء الملابس التي طالما حلمت بارتدائها، وحتى التسجيل في المدرسة من جديد. والآن وهي تدرس مادة وسائل الاتصال الجماهيري، تعمل أيضا كمقدمة لبرنامج حواري إذاعي في وقتها الإضافي. وهي تضع بعناية حصة مما تكسبه كاستثمار في المستقبل. 

Margaret تشرف على حصاد كسافا حقلها في ولاية ناساراوا في وسط نيجيريا. © IFAD/Andrew Esiebo

وتشعر Margaret بالفخر لكونها تقدم مثالا يحتذى لأقرانها الذين يشعرون بأنهم مستبعدون. وبفضل عملها مع البرنامج، لم تتلق التدريب والمدخلات التي تحتاج إليها من أجل أعمالها التجارية وحسب، بل واكتسبت الثقة للتحدث في سياق غالبا ما لا يلقى فيه صوت الشابات الريفيات، وخصوصا ذوات الإعاقة، آذانا صاغية. 

وتقول Margaret: "الآن والدتي في قبرها سعيدة لرؤيتي ازدهر، ولرؤيتي أتخطى جميع التحديات في حياتي". 

بعد أن جرى التعرف على احتياجاتها وتلبيتها أخيرا، استطاعت Margaret أن تغير حياتها. ولكن من غير إجراء إصلاحات كبيرة، قد لا يحالف الحظ الجميع كما حالفها.  

وحتى هذا اليوم، غالبا ما يُستبعد الأشخاص ذوو الإعاقة من التنمية الريفية، وصنع القرار المجتمعي، والمؤسسات. وحتى حيث توجد برامج شاملة، تمنع الحواجز المنهجية العديد من الأشخاص من الوصول إليها. 

لقد حان الوقت لإزالة هذه الحواجز، ولجعل التنمية الريفية شاملة حقا. وذلك لأنه عندما يشارك الأشخاص ذوو الإعاقة أمثال Margaret ويزدهرون في المجتمعات الريفية، فإنهم يساهمون في رفاه أسرهم المعيشية، ومجتمعاتهم المحلية، والكوكب بأكمله. 

اكتشف المزيد