آراء وأفكار | 5 سبتمبر 2024

مستقبل المناطق الريفية في بؤرة الاهتمام: زمبابوي

الوقت المقدّر للقراءة: 5 دقائق

من Francesco Rispoli

Hero image

في يوم من الأيام، كان يطلق على زمبابوي اسم سلة خبز أفريقيا، ولكن مكانتها الزراعية تعرضت لضربة قاسية في العقود الأخيرة في وسط الصدمات الاقتصادية، وتغير المناخ، والفقر. فكيف يمكن لصغار المزارعين المساعدة في ضمان مستقبل مزدهر لها؟ 

تحدّثنا إلى المدير القطري لزمبابوي في الصندوق، Francesco Rispoli، عن التحديات والفرص الحالية.  

ما هي التحديات الفريدة التي يواجهها السكان الريفيون في زمبابوي؟ 

تغير المناخ هو التحدي الأهم الذي يواجهه السكان الريفيون في زمبابوي. فالزراعة هنا تكاد تعتمد كليا على هطولات الأمطار، مع وجود نظم ري قليلة. وفي جوهر الأمر، إذا لم تأت الأمطار، يفقد المزارعون محاصيلهم - ومع تكرار موجات الجفاف بشكل متزايد، أصبح هذا واقعا بالنسبة للعديد من المجتمعات المحلية الريفية. 

والأمر غير المستغرب هو أن الأقاليم الريفية الأشد فقرا في زمبابوي هي الأكثر تضررا. وفي هذا العام وحده، أدت تأثيرات النينيو إلى ترك جنوب البلاد جافا تماما في منتصف موسم الزراعة. ومع تدمير حقول الذرة، يقدّر  
بأن 6 ملايين شخص سيعانون من انعدام الأمن الغذائي بنهاية هذا العام. 

ومما يفاقم من تحدي تغير المناخ أن السكان الريفيين يواجهون نفس العقبات التي يواجهها صغار المزارعين حول العالم. فالعديدون منهم يفتقر إلى الموارد، والمعرفة، والاستثمارات التي يحتاجون إليها كي يزدهروا في عالم متغير. 

 ما هي الفرص غير المستغلة في زمبابوي؟ 

يكمن المفتاح لمستقبل الزراعة في زمبابوي في الاستثمار في صغار المزارعين. ويبدأ هذا بضمان موارد مائية يعتمد عليها. وفي وجه تغير المناخ، يمكن للبنية التحتية المستدامة للري أن تحمي سبل العيش، وتسمح للأعمال بالنمو وبناء مجتمعات محلية ريفية مزدهرة وتنعم بالأمن الغذائي. 

وتمثل زراعة البستنة فرصة كبيرة غير مستغلة، مع إمكانات ضمان الأمن الغذائي وبناء الرخاء من خلال الوصول إلى الأسواق، بما في ذلك الصادرات. ويمكن زراعة الفاكهة والخضروات بشكل مربح في قطع أراض صغيرة، وخلق وظائف في مجالات التجهيز، والنقل، والتسويق. 

كما أن النسبة العالية للشباب بين سكان زمبابوي تشكل أصولا رئيسية ولكن مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية. فحوالي ثلثي السكان دون سن 25 عاما، والعديدون منهم غير مهتمين بالزراعة. ومع توفير الفرص والدعم المناسبين، يمكن للشباب الريفي بناء مستقبل لهم في وطنهم والمساعدة في دفع نهضة زراعية. 

ما هو الفارق الذي يحدثه الصندوق في الحياة الريفية في زمبابوي؟ 

نحن نعلم أن المياه هي الشاغل الرئيسي للسكان الريفيين في زمبابوي. ولذلك نساعد السكان الريفيين على إدارة مواردهم المائية بشكل مستدام. والمشروعات المدعومة من الصندوق، مثل برنامج إعادة إحياء نظم الري لأصحاب الحيازات الصغيرة، تنشط مخططات الري وتعزز وسائل القدرة على عدم التأثر بتغير المناخ، مما يضمن وجود شريان حياة خلال فترات الجفاف. 

كما ندعم صغار المزارعين في زراعة الأغذية المغذية والوصول إلى الأسواق، مما يسمح لهم ببناء أسس الصحة السليمة وتنمية أعمالهم. ويجمع مشروع التجمعات الزراعية لأصحاب الحيازات الصغيرة بين التثقيف التغذوي والزراعة الذكية مناخيا وتعزيز سلاسل القيمة لتمكين السكان الريفيين من زراعة وتسويق المنتجات عالية القيمة. 

ولكن الكلمة التي تتردد على لسان الجميع هذه الأيام هي pfumvudza، وتعني حرفيا "أوراق الربيع الجديدة". وقد أصبحت تشير إلى النمط المحلي لزراعة الحفظ.  ويستخدم هذا النمط الزراعي، الذي يروج له برنامج إعادة إحياء نظم الري لأصحاب الحيازات الصغيرة كطريقة قائمة على الأدلة لزيادة القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ، أساليب مثل عدم حراثة التربة، والتقشيش، والزراعة التناوبية من أجل زيادة الغلال بشكل مستدام

لقد أذهلتني قصة Samson، المزارع المدعوم من الصندوق، والمناصر المتحمس لزراعة pfumvudza في شرقي زمبابوي. فبالإضافة إلى استخدام وسائل زراعية مستدامة، تحول من زراعة الذرة إلى زراعة حبوب تقليدية وقادرة على الصمود في وجه تغير المناخ: الذرة الرفيعة. 

وبينما كان المزارعون الآخرون يرون حقولهم تذبل خلال موجة الجفاف الأخيرة، كانت محاصيل Samson قد أزهرت بالفعل، واعدة بحصاد وفير بعد بضعة أشهر.  

وقصة Samson تمنحني الأمل لأنها لا تثبت أن لدينا الحلول للتحديات الزراعية في زمبابوي وحسب، بل تثبت أيضا أن المزارعين راغبون في تطبيقها. 

Samson وزوجته Mikan يقفان في حقلهما الأخضر المورق للذرة الرفيعة. © SIRP/Precious Nkomo 

ما الذي تتمنى أن يعرفه المزيد من الناس عن زمبابوي وسكانها؟ 

زمبابوي بلد آمن وجميل إلى أقصى الحدود وذو تاريخ غني. وقبل كل شيء، سكانه الريفيون ملتزمون ببناء مستقبل أفضل معا. وحيثما تنقلت، وجدت الزمبابويين متقبلين للأفكار الجديدة وراغبين في التعلم والتعاون. 

وفي حين يشكل تغير المناخ تحديا هائلا، أنا على ثقة بأن صغار المزارعين في زمبابوي – ولا سيما الشباب الريفي – يمكنهم التغلب عليه مع تقديم الدعم المناسب. وفي متناول اليد مستقبل يتمتع بقوة زراعية متجددة.  

اكتشف المزيد