أربع طرق يستطيع من خلالها صغار الصيادين مساعدتنا على التغلب على عاصفة المناخ

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

أربع طرق يستطيع من خلالها صغار الصيادين مساعدتنا على التغلب على عاصفة المناخ

المقدر للقراءة دقيقة 7

يشكل تغير المناخ والتدهور البيئي تهديدا غير مسبوق لمصايد الأسماك. ويؤدي تغير أنماط هطول الأمطار إلى تغير موائل الأسماك وتقليل الإنتاج. وتصبح العواصف والأعاصير أكثر قوة وتواترا بشكل متزايد، مما يتسبب في تدمير المجتمعات الساحلية.

ويؤدي الاحترار العالمي إلى تغيير نوعية المياه وأنماط دوران المحيطات والبحيرات. ويمتص الماء الأكثر دفئا المزيد من ثاني أكسيد الكربون، مما يجعله أكثر حمضية ويضر بالعديد من الأنواع المائية. ويؤدي ارتفاع درجة الحرارة أيضا إلى إتلاف الشعاب المرجانية – فمنذ عام 1950، فُقد نصف هذه الموائل البحرية الرائعة والمنتجة.

يعمل حوالي 60 مليون شخص على مستوى العالم في قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية
© IFAD/Dhiraj Singh

وبالنسبة للعديد من أفقر الأشخاص في العالم، يعتبر صيد الأسماك وتربية الأحياء المائية جزءا أساسيا من الحميات الغذائية الصحية. ويحصل نحو 3.2 مليار شخص على خُمس البروتين الحيواني لديهم من الغذاء المائي مثل سمك القد والسردين، بينما توفر النباتات المائية، مثل الأعشاب البحرية، العديد من المغذيات الصحية.

وعلاوة على ذلك، يعمل حوالي 60 مليون شخص في قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية على مستوى العالم، وأكثر من 80 في المائة منهم من صغار المنتجين، ومعظمهم في البلدان النامية. وبالنسبة للكثيرين، يمثل تغير المناخ تهديدا حقيقيا لأنماط حياتهم.

وترد فيما يلي أربع طرق يتغلب بها صغار الصيادين على عاصفة تغير المناخ – ويصبحون جزءا من الحل.

1-      الصيادون يخففون من حدة تغير المناخ

ينبعث من أنشطة صغار الصيادين كميات أقل من غازات الاحتباس الحراري. © IFAD/Dhiraj Singh

.

ينبعث من صيد الأسماك وتربية الأحياء المائية عموما كميات أقل من غازات الاحتباس الحراري لكل وحدة من البروتين، مقارنة بالصناعات الغذائية الأخرى، إذ يميل صغار الصيادين إلى استخدام قوارب أخف وزنا غالبا ما تعمل بأشرعة الرياح. وحتى عندما تكون هذه القوارب مزودة بمحركات، عادة ما تستخدم في الرحلات القصيرة ولا تستهلك الكثير من الوقود.

وتعد بحيرة فيكتوريا أكبر مصايد الأسماك الداخلية في أفريقيا، إذ تدعم أكثر من 800 000 أسرة تمارس الصيد. ويعمل الصندوق مع هذه المجتمعات في كينيا وتنزانيا وأوغندا لمساعدتها على الصيد بشكل مستدام باستخدام الطاقة الشمسية لصيد الأسماك والحفاظ عليها. ولن يؤدي ذلك إلى خفض الانبعاثات من خلال إلغاء استخدام مصابيح الصيد التي تعمل بالكيروسين فحسب، بل سيقلل أيضا خسائر ما بعد الحصاد وييسر على السكان الريفيين الحصول على منتجات سمكية صحية.

وفي جيبوتي، تُبقي الثلاجات التي تعمل بالطاقة الشمسية الأسماك طازجة طوال الطريق المؤدي إلى الأسواق.

2-      الصيادون يتكيفون مع تغير المناخ

يساعد الصندوق صغار الصيادين على تعديل أسلوب عملهم للتكيف مع تغير المناخ مع حماية الموائل الحرجة، ورصد المخزونات، بل وإغلاق فترات الصيد لحماية الأنواع الصغيرة والمتكاثرة.

وفي أنغولا، ترتفع درجات الحرارة وتتفاوت معدلات هطول الأمطار، مما يتسبب في حدوث فيضانات وحالات جفاف. وبمساعدة مشروع مصايد الأسماك الحرفية وتربية الأحياء المائية، يجعل الصيادون الحرفيون مصايدهم أكثر استدامة، فهم يرصدون أنشطة الصيد ويتوقفون عن استخدام الشباك التي تصطاد الأسماك الصغيرة. وأنشأ الصيادون أيضا مرافق صحية جديدة في مواقع الإنزال لتحسين سلامة الأغذية والحصول على أسعار أفضل لأسماكهم.

 

وفي الفلبين، يقوم الصيادون بدوريات في مياههم لوضع حد للصيد الاستغلالي.

3-      الصيادون يستعيدون النظم الإيكولوجية

امرأة في السنغال تعتني بأكاليل المحار على طول ضفاف دلتا سالوم، وهو نظام إيكولوجي استوائي من غابات المنغروف © IFAD/Ibrahima Kebe Diallo

تعد أشجار المنغروف وأحواض الأعشاب البحرية والمستنقعات المالحة موائل طبيعية للأنواع المائية التي يعتمد عليها الصيادون، كما أنها تحمي المجتمعات الساحلية من الطقس المتطرف عن طريق حماية السواحل من العواصف، ومنع الفيضانات والتآكل، وتحسين جودة المياه. وعلاوة على ذلك، فهي تساعد على إزالة الكربون الموجود في الغلاف الجوي وتخزينه بمعدلات أعلى بكثير من النظم الإيكولوجية الأرضية.

وفي إريتريا، طورت مجتمعات الصيد اتفاقيات "سياج اجتماعي" يوافقون فيها بشكل جماعي على عدم استغلال المناطق المحمية. ومن خلال إنشاء مشاتل المنغروف وإعادة زراعة الأشجار، زودوا تغطية غابات المنغروف بنسبة 86 في المائة. وهم ينتقلون من صيد الكفاف إلى سبل عيش متنوعة، بما في ذلك الصيد المستدام وإنتاج الأسمدة العضوية وجمع العسل من غابات المنغروف.

وفي السنغال، تحافظ النساء العاملات في صيد الأسماك على غابات المنغروف، ويحصدن المحار والعسل.

4-      الصيادون يبنون القدرة على الصمود

تنوع مجتمعات الصيد مجموعة الأنواع التي تزرعها من خلال تربية الأحياء المائية، وهي بذلك لا تعتمد على منتج واحد. وهذا يجعلها قادرة على الصمود في مواجهة الظروف الجديدة، مثل تغير أنماط مصايد الأسماك وتأثيرات تغير المناخ.

فعلى سبيل المثال، تتسم الأعشاب البحرية بالقيمة العالية وسهولة النمو، وتنتج غذاء مغذيا للإنسان والحيوان على حد سواء، كما أنها مصدر للأسمدة والوقود الحيوي، مما يساعد على تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

ومن خلال العمل مع برنامج تنمية الزراعة ومصايد الأسماك، تقوم المجتمعات الساحلية في جزيرة زنجبار في تنزانيا بتنمية سلالات محلية من الأعشاب البحرية تكون أكثر قادرة على الصمود في وجه آثار المناخ. وبمساعدة المشروع، تحسن هذه المجتمعات جودة بذور الأعشاب البحرية، وتستثمر في طرق الإنتاج التي تزيد المردود وتوفر العمالة، وتبتكر طرقا لمعالجة منتجات الأعشاب البحرية وإضافة قيمة لها.

وفي نيجيريا وغانا، توفر تربية الأحياء المائية في الأقفاص طريقة أكثر اخضرار لتربية الأسماك.

Hassan Basri Heremba يحصد الأعشاب البحرية في قرية سيسير، غرب بابوا.
© IFAD/Joanne Levitan


وتشكل مصايد الأسماك الصغيرة جزءا أساسيا من مستقبل مستدام، فلديها القدرة على إطعام العالم مع الحفاظ على الموارد البحرية – إذا حصلت على الدعم الذي تحتاج إليه. ويلتزم الصندوق بمساعدة صغار المزارعين على التكيف مع تغير المناخ، وحماية النظم الإيكولوجية التي يعتمدون عليا، وبناء مجتمعات ريفية مزدهرة.