إنقاذ الأمازون: قصة مجموعة من نساء الشعوب الأصلية في مواجهة تغير المناخ

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

إنقاذ الأمازون: قصة مجموعة من نساء الشعوب الأصلية في مواجهة تغير المناخ

المقدر للقراءة دقيقة 5

في قلب غابات الأمازون البيروفية، تعمل نساء من الشعو ب الأصلية من مجتمع أواكون على حماية أراضيهن من المناخ المتغير. وبالاعتماد على قرون من توجيهات الأسلاف، تمضي مجموعة مؤلفة من 70 امرأة أيامهن تحت مظلة كثيفة من أشجار الأرز الشاهقة في غابة النساء (Bosque de las Nuwas) في زراعة وإعادة تحريج المنطقة.

وغالبا ما يُشبّه موطنهن الأمازون برئتي الكوكب. ولكن مع مرور السنين، فإن تغير المناخ يعني ارتفاع درجات الحرارة، والرطوبة العالية، والجفاف، والرياح العاتية التي تؤثر على الإقليم. وقد دمر الطقس المتقلب، المقرون بإزالة الغابات على نطاق واسع، جزءا كبيرا من النظام الإيكولوجي، وأثّر على سبل عيش المجتمعات المحلية للشعوب الأصلية، بحيث أصبح من الأصعب عليها العيش فوق خط الفقر ومكافحة انعدام الأمن الغذائي.

النباتات توفر العلاج

لقد كان لإزالة الغابات وتغير المناخ آثار مدمرة على الأمازون وسكانه. ©Giancarlo Shibayama

أخذت نساء مجتمع أواكون بزمام المبادرة. وفي عام 2015، بدأن بزراعة النباتات الطبية في محاولة لإحياء كل من النظام الإيكولوجي وسبل عيشهن. وعلى مساحة تسعة هكتارات من الأراضي، تزرع مجموعة غابة النساء النباتات من أجل المشروبات، وتروج لسياحة بيئية مزدهرة.

وتنضم النسوة إلى أكثر من 000 17 مزارع مدعومين من قبل مشروع التنمية المحلية في مناطق المرتفعات والغابات المطيرة عالية الارتفاع، وهو مشروع يموله الصندوق والحكومة البيروفية لبناء القدرة على الصمود بين السكان الريفيين في مناطق المرتفعات والغابات المطيرة في البلاد.

وتعمل النساء، أو nuwas بلغة مجتمع أواكون، بلا كلل ولا ملل لحماية الأراضي التي تعلّمن فيها من جداتهن في يوم من الأيام كيفية تحديد، وزراعة، وإعداد النباتات لأغراض طبية، مثل علاج مشاكل البرد أو المعدة.

الابتكار واكتشاف الفرص أساسيان للبقاء على قيد الحياة والازدهار في الأمازون، وتتمتع هذه النساء بوفرة من هذه المهارات. واليوم، الغابة هي موطنهن وسبيل كسب عيشهن.

ريادة الأعمال والحفظ

رئيسة مجموعة النساء، Uziela Achayap، تقول إن المشروع يمثل انتصارا للنساء. ©Giancarlo Shibayama

تقول Uziela Achayap، رئيسة مجموعة النساء: "لقد تعلمت كامرأة العادات التقليدية. والغابة هي موطني حيث كافحت يوما بعد يوم لإعطاء المرأة فرصة في مجال ريادة الأعمال."

وتعتقد Uziela أن العمل الذي يقوم به فريق غابة النساء في مجال الزراعة وإعادة التحريج هو انتصار للنظام الإيكولوجي بقدر ما هو انتصار للنساء أنفسهن. وتوضح بأنه كان على الكثيرات منهن أن يناضلن ضد التحيز الجنساني العميق الجذور قبل أن يتمكن من العمل في الحقل ويصبحن رائدات أعمال ناجحات.

وتعتقد Ruth Cumbia Sejekam، منسقة لجنة عمل مجموعة النساء، بأن زيادة الوعي بأهمية الغابات أمر هام. وهي فخورة بأن ترى اهتمام الناس عندما يطلعون على تقاليدها. "عندما يشعرون بالحماس، أتحمس أنا أيضا، وننتهي بالضحك معا."

حماة النباتات 

منذ عام 2015، زرعت النساء أكثر من 100 نبتة طبية، وسجلن 136 منها في الأرشيف الإقليمي. واليوم، يزرعن 42 صنفا من الكسافا – وهي شجيرة خشبية صالحة للأكل – وينتجن الشاي من ثلاث نبتات، ويبعنه في السوق تحت العلامة التجارية المسجلة Nuwa.

تبيع النساء الشاي الذي ينتجنه تحت العلامة التجارية المسجلة Nuwa © Giancarlo Shibayama

وفيما بعد، يأملن في توسيع نطاق منتجاتهن والزراعة بشكل تجاري. وبمساعدة مشروع التنمية المحلية في مناطق المرتفعات والغابات المطيرة عالية الارتفاع يمكنهن القيام بذلك. وتوفير خزان للمياه ونظام للري بالتنقيط يعني أن النساء والمزارعين الآخرين يمكنهم تحمل الجفاف. وقد بدأت النساء حتى بتربية الأسماك في الخزان، والتي تأكل الطحالب وتبقي على المياه نظيفة.

"مشروع التنمية المحلية في مناطق المرتفعات والغابات المطيرة عالية الارتفاع"

ما تقوم به مجموعة النساء لا يعود بالفائدة عليهن فقط.

وتقول Brenda Lopez، من برنامج AGRORURAL التابع لوزارة الزراعة في بيرو: "إن الشعوب الأصلية تشعر بالتأكيد بأثر إزالة الغابات. فقد كانت بمثابة إنذار بالخطر بالنسبة لها، ولهذا السبب تقوم الآن بتطوير أنشطة مثل إعادة التحريج."

وتتفق Ruth، منسقة لجنة العمل مع ذلك، حيث تقول "إعادة التحريج ليست ذات فائدة بالنسبة لي. وفي يوم من الأيام، لن أبقى هنا. والذين سيبقون هنا هم من سيتمتع بالبيئة، والهواء، وكل شيء سنتركه لهم."