إنقاذ المجتمعات الريفية في غامبيا من خلال إحياء غابات المنغروف

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

إنقاذ المجتمعات الريفية في غامبيا من خلال إحياء غابات المنغروف

المقدر للقراءة دقيقة 4

© IFAD/Barbara Gravelli

يمكن التعرّف بسهولة على أشجار المنغروف بجذورها المتشابكة حتى عند رؤيتها عن بعد. وتنمو هذه الأشجار والشجيرات على حواف المياه المالحة أو المياه منخفضة الملوحة والغنية بالترسبات الطينية. وتستضيف أشجار المنغروف أحد أكثر النظم البيئية تنوعاً من الناحية البيولوجية، كما أنها تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على التوازن الإيكولوجي وحماية سبل عيش المجتمعات المحلية. غير أن المناطق الرطبة الغنية بالحياة البرية تتعرض في أنحاء مختلفة من أفريقيا الغربية لتهديد آثار تغيّر المناخ والقطع الجائر للأشجار.

وعلى أطراف بوندالي-تيندا، وهي قرية صغيرة تقع في غامبيا على الحدود مع إقليم كازامانس السنغالي، تغطي غابة من أشجار المنغروف المنطقة التي يجري فيها نهر بينتانغ بولونغ، وهو أحد أكبر روافد نهر غامبيا. وتستمد 15 أسرة محلية حاجتها من الغذاء والدخل من خلال مزاولتها لأنشطة الصيد في هذه الغابة.

© IFAD/Barbara Gravelli

وأدت سنين عديدة من تدهور الغطاء النباتي إلى ظهور جيوب شاسعة خالية من الغابات تفتقر إلى مناطق الظل وتندر فيها أشكال الحياة تحت الماء. ومع تراجع غابات المنغروف ازداد الهواء جفافاً، مما زاد من معاناة الصيادين في سعيهم لكسب عيشهم وتلبية احتياجات أسرهم.

إلا أنه منذ عام 2017 تغيّر هذا الوضع. فقد تمكّن المشروع الوطني لتنمية الأراضي الزراعية وإدارة المياه، بدعم من برنامج التأقلم لصالح زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة التابع للصندوق، من إحياء ما يزيد عن ثلاثة هكتارات من أشجار المنغروف في قرية بوندالي-تيندا. وقد تم زراعة أشجار جديدة في المناطق المتدهورة من مجرى النهر مع الحفاظ على المسطحات الطينية، والتي تشكّل موئلاً للطيور المائية المستقرة أو المهاجرة.

وتستذكر إبريما فاتي، إحدى قادة المجتمع المحلي: "قبل التدخل كنا نرى الأفق فارغاً فوق هذه المياه. أما الآن فقد بدأت المساحات الخضراء بالظهور مجدداَ، ومن الممكن رؤية أسماك أكبر، وحتى بعض التماسيح، في هذه المنطقة".

سخرية المناخ

تتسم أشجار المنغروف بحساسيتها العالية لتغيّر المناخ. ويشتد تأثير تغيّر أنماط درجات الحرارة وهطولات الأمطار، مع ما يسببه ذلك من ارتفاع في مستوى المد والجزر، على غابات المنغروف في غامبيا والبلدان المجاورة. وقد أدى ارتفاع مستوى المد والجزر وتزايد ملوحة التربة إلى تدهور حالة المستنقعات في كامل الإقليم.

ومن المثير للسخرية أن أشجار المنغروف نفسها تعد من أكثر الموارد فعالية في مواجهة تغيّر المناخ. ويمكن لهذه الأشجار أن تختزن كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون بالتناسب مع امتدادها من أي غابة أخرى، وقد يؤدي تدميرها، بالتالي، إلى انبعاث كميات هائلة من غازات الدفيئة في الجو، مع ما يحمله ذلك من أضرار كارثية.

الفوائد الأخرى

تلعب أشجار المنغروف دوراً أساسياً في حماية المجتمعات المحلية من أحوال الطقس المتطرفة وغيرها من الظواهر المناخية المعاكسة. وتحافظ هذه الأشجار على الترسبات وتساعد على تصفية مياه السيول، الأمر الذي يمنع تآكل التربة وتراكم الطمي. علاوة على ذلك، تمنع جذور المنغروف نشوء العواصف بصورة فعّالة، مما يحمي المجتمعات المحلية الساحلية من مخاطر الفيضانات.

© IFAD/Barbara Gravelli

وتزيد هذه النظم الإيكولوجية الدينامية والمرنة من استدامة الظروف البيئية والاجتماعية الاقتصادية عبر:

  • - المساهمة في تبريد النظم المناخية الصغرية في المناطق التي تتعرض لدرجات حرارة عالية بصورة متكررة
  • - توفير الموائل للأسماك، والمحار، وسلطعون الطين، والرخويات، مما يزيد موارد الغذاء، ويرفع دخل الصيادين ويعزز التنوع الحيوي
  • - توفير مكان ملائم لتفريخ الأسماك، مما يسمح بتكاثر الكائنات المائية بصورة مستدامة
  • - تأمين الخشب اللازم لاستخدامات المجتمع المحلي المحدودة، من قبيل تقديد الأسماك.

وقرية بوندالي-تيندا هي أحد الأمثلة فقط عن حالات إحياء غابات المنغروف التي يدعمها الصندوق في غامبيا. وقد استصلح المشروع الوطني لتنمية الأراضي الزراعية وإدارة المياه 1 400 هكتار من الأراضي في مختلف أنحاء البلاد، مما عاد بالفوائد على حوالي 160 000 شخص. ومن المزمع إحياء 630 هكتار إضافي بحلول نهاية العام بفوائد ستعود على ما يزيد عن 40 000 شخص.