التقرير السنوي لعام 2019 يؤكد من جديد أهمية استثمارات الصندوق في الأوقات الصعبة

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

التقرير السنوي لعام 2019 يؤكد من جديد أهمية استثمارات الصندوق في الأوقات الصعبة

المقدر للقراءة دقيقة 5

يشهد العالم مرة أخرى في عام 2020، كيف أنه عندما تطرأ الأزمات، فإن أشد الناس فقراً وضعفاً هم من يعانون أكثر من غيرهم. فعندما تدخل الاقتصادات في حالة ركود، عادة ما يصبح العاملون في وظائف غير رسمية أو في وظائف محفوفة بالمخاطر - وكثير منها في المناطق الريفية أو له علاقة بالقطاع الزراعي - هم الأكثر تضرراً. كما أن الأشخاص الذين يعيشون في البلدان التي تفتقر إلى الموارد للتعامل مع الأزمات يكونون عرضة للخطر بشكل خاص.

ولا زلنا نشعر بقلق عميق إزاء تأثير جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) على سكان الريف، وخاصة من حيث عواقبها الاجتماعية والاقتصادية، التي تهدد مكاسب التنمية التي تحققت في السنوات الماضية. ومع ذلك، فقد رأينا مؤخراً أدلة تشير إلى أن استثماراتنا السابقة ساعدت الكثير من الناس في التعامل مع الصدمات مثل هذه الجائحة. وعلى سبيل المثال، في سيراليون، ساعدت شبكة من الخدمات المالية الريفية التي أُنشئت في إطار مشروع يدعمه الصندوق على إبقاء الاقتصاد الريفي يعمل خلال جائحة إيبولا في عامي 2014 و2015 وهي تضطلع اليوم بدور مشابه في ظل الأزمة الحالية. وإجمالاً، أدت استثمارات الصندوق بين عامي 2016 و2018، إلى تحسين القدرة على الصمود لدى 26 مليون شخص من سكان الريف حول العالم.

وتم نشر هذه المعلومات وغيرها في تقريرنا السنوي لعام 2019. وتتيح لنا هذه القصص المجمعة من الرجال والنساء الذين نخدمهم، إلى جانب الحقائق والأرقام التي نشارك دولنا الأعضاء وشركائنا إياها بانتظام، فرصة للإبلاغ عن عملنا خلال عام 2019 والتفكّر في التحديات التي لا تزال تواجه سكان الريف اليوم - ولا سيما في سياق الجائحة الحالية.

وكان عام 2019 عاماً محورياً بالنسبة للصندوق. فلقد زادت الموافقات على المشروعات والبرامج لتسجل رقماً قياسياً بلغ 1.67 مليار دولار أمريكي، مما مكننا من الوصول إلى عدد من سكان الريف أكبر من ذي قبل.

وسعياً منا لتكثيف جهودنا الرامية إلى تمكين سكان الريف من خلال عملياتنا، أعطينا الأسبقية للمبادرات التي تدعم موضوعاتنا ذات الأولوية - تغير المناخ والبيئة، والتمايز بين الجنسين، والشباب، والتغذية. وطورنا العديد من الأدوات والنُهج الجديدة خلال عام 2019، بما في ذلك خطة عمل جديدة لشباب الريف. وتحدد هذه الخطة إطاراً للاستثمار المُراعي للشباب على نطاق جميع المشروعات التي يدعمها الصندوق، مما يعني أن إيجاد الفرص للشباب يحظى بالأولوية في عملنا بشكل منهجي. كما راجعنا إرشادات الاستهداف الخاصة بنا، وقمنا بتكييف منهجياتنا الأسرية لإدماج القضايا ذات الصلة بالشباب، والتغذية، والبيئة وتغير المناخ، وقمنا أيضاً بتحسين إجراءات التقدير الاجتماعي والبيئي والمناخي لدينا.

ويستند التقدم الذي أحرزناه في عام 2019 إلى الإصلاحات الداخلية الأخيرة التي تهدف إلى تعظيم مساهماتنا في القضاء على الفقر والجوع. وعلى مدار العام، واصلنا السعي لتحقيق اللامركزية، والانتقال إلى ما بعد تدخلات المشروع الواحد إلى نُهج أكثر شمولية لمعالجة المسائل النُظمية للسكان الذين نخدمهم. واتخذنا خطوات لتعزيز المجالات الرئيسية استعداداً للتجديد الثاني عشر لموارد الصندوق. كما نواصل تطوير إطار مالي يمزج مساهمات تجديد الموارد مع التمويل بالديون. وعلى الرغم من أن مساهمات تجديد الموارد ستظل حجر الأساس للنموذج المالي للصندوق، إلا أن الإطار الجديد سيسمح لنا بتوسيع نطاق برنامج القروض والمنح لدينا والوصول إلى المزيد من سكان الريف حول العالم. .

وفي الوقت نفسه، نعمل على تعزيز إطار المخاطر المالية لدينا لضمان الاستدامة المالية للنموذج الجديد. ومن بين التدابير الأخرى، وضعنا سياسة متينة لكفاية رأس المال من شأنها تخفيف آثار المخاطر المالية المرتبطة بالاقتراض.

كما اتخذنا خطوات لجذب الاستثمارات التي تشتد الحاجة إليها في المناطق الريفية. وشهد عام 2019 الموافقة على استراتيجيتنا بشأن الانخراط مع القطاع الخاص، والتي ستمكننا من الوصول إلى شركاء القطاع الخاص الذين هم في وضع يسمح لهم بالاستثمار في المناطق الريفية. وأطلقت مبادرة أخرى بعنوان الصندوق الرأسمالي للأعمال الزراعية، في مجلس محافظي الصندوق لعام 2019. ويهدف هذا الصندوق إلى تجميع الاستثمار في المناطق الريفية، مع التركيز بشكل خاص على إيجاد فرص عمل للشباب. وهو ثمرة جهد تعاوني بين الصندوق والاتحاد الأوروبي، ومجموعة دول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادي، والتحالف من أجل ثورة خضراء في أفريقيا، وحكومة لكسمبرغ.  

وشهد عام 2019 إصلاحات داخلية وتقدم في العديد من المجالات الهامة الأخرى. ومن بين الجهود الأخرى، قمنا بتعزيز عمليات ضمان الجودة لدينا، وطورنا مهارات موظفينا وقدرتهم على التكيف مع نموذج العمل اللامركزي، وأنشأنا وحدة التغيير والإيصال والابتكار لتعزيز بيئة عمل تتسم بالكفاءة والإيجابية.

وإذ نسير قدماً نحو التجديد الثاني عشر لموارد الصندوق، ندرك تمام الإدراك أن العالم قد تغير بعمق. وتدعو جائحة كوفيد-19 إلى الاستثمارات الموجهة لمنع تحول الأزمة الصحية إلى أزمة غذاء وفقر. وفي الوقت نفسه، أثبتت مهمتنا وجاهتها الشديدة في عالم سريع التغير. وتكفل الخطوات الرئيسية التي اتخذناها عام 2019 أننا في وضع صلب يسمح لنا بتحفيز جهود تحقيق التعافي في الاقتصادات الريفية في عالم ما بعد جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى أننا قادرين على التدخل لمعالجة الآثار قصيرة الأجل للأزمة.

اقرأ المزيد عن استثماراتنا، وكيف نتكيف للتعامل مع التحديات العالمية، وعن قصص سكان الريف الذين نخدمهم في تقريرنا السنوي لعام 2019.