الحدائق المجتمعية في غامبيا: حل واحد، وفوائد عديدة

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

الحدائق المجتمعية في غامبيا: حل واحد، وفوائد عديدة

المقدر للقراءة دقيقة 5

©IFAD/Barbara Gravelli

يمكن لأي شخص يتوقف في بيريفيت أن يلاحظ مدى اهتمام السكان المحليين في هذه القرية الصغيرة الواقعة في غرب غامبيا بالحديقة المجتمعية. فقد تحولت هذه الساحة التي تبلغ مساحتها خمس هكتارات إلى أرض مليئة بالفرص لما يصل إلى 250 امرأة تزرع الخضروات. وبات بمقدرو المجتمع المحلي، الذي كان يعتمد سابقاً على إنتاج الأرز ومحاصيل قليلة أخرى بصورة محدودة وغير منتظمة، أن يزرع طائفة متنوعة من المحاصيل المغذية – مثل الطماطم، والبصل، والفلفل، والملفوف، والبطاطا الحلوة.

ويرجع الفضل في هذا التحول إلى سلسلة من الاستثمارات الحديثة في بيريفيت. ويعود إنشاء الحديقة المجتمعية إلى عام 2012، إلا أنها بدأت بالإنتاج فعلياً في عام 2016 حين وفّر الصندوق هياكلاً ومعدات تضمنت بئراً، وشبكة أنابيب لتوزيع المياه، ونظاماً للطاقة الشمسية، كما عمل على بناء قدرات المزارعين المحليين.

وتمثّل بيفيريت واحدة من أصل تسع حدائق مجتمعية قيد التشغيل حالياً يدعمها الصندوق في غامبيا. وبالإضافة إلى ذلك، يتم الانتهاء من تشييد 24 حديقة إضافية، ومن المتوقع استكمالها خلال الأشهر القليلة القادمة، على أن تتبعها في مرحلة لاحقة 17 حديقة أخرى.

Community gardens in the Gambia©IFAD/Barbara Gravelli

لقد أصبحت الحدائق المجتمعية نموذجاً في البلاد للزراعة المستدامة على نطاق صغير، وعادت بفوائد عديدة:

خلق فرص العمل. أدت الاستثمارات في حدائق الخضروات المجتمعية إلى تعبئة المجتمعات المحلية وخلق فرص العمل. ويتلقى المزارعون – ولا سيما النساء – التشجيع ليعملوا في زراعة محاصيلهم الخاصة ضمن الفسحات المحددة لهم.

تعليم المزارعين. . تشكّل هذه الحدائق فسحة تسمح بالتبادل المجتمعي وتقاسم المعارف. وتقدّم عدة حدائق فرص التدريب الرسمي من خلال مدارس المزارعين الحقلية، حيث يكتسب الطلاب معلومات حول إنتاج المحاصيل، ومكافحة الآفات، وإدارة الأعمال، وريادة المشروعات الريفية.

تعليم الأطفال. بات بمقدور الأسر الآن إرسال إطفالها إلى المدرسة. وتزوّد بعض الحدائق التي يدعمها الصندوق المدارس المحلية بإنتاجها من المحاصيل، مما يزيد من الإقبال على حضور الصفوف ويرفع مستوى التغذية.

Community gardens in the Gambia©IFAD/Barbara Gravelli

تمكين النساء. نظراً لاضطلاع النساء تقليدياً بزراعة محاصيل الكفاف ضمن العديد من السياقات الريفية فإنهن تشكلن أغلبية مزارعي هذه الحدائق. ويمكن للنساء زيادة مساهماتهن في ميزانيات أسرهن، وبالتالي الانخراط بصورة أكبر في عملية صنع القرار ضمن الأسرة.

وتساهم المزارعات في ميزانيات أسرهن وفي إعادة الاستثمار في الحدائق. ويقول فاباكاري جاتا الذي يقدّم التدريب الزراعي للمزارعين المحليين: "قبل تدخّل الصندوق، لم تمتلك أي من نساء القرية حساباً في المصرف. أما الآن، وبفضل الحدائق التي زادت من مستوى الدخول، فقد بات الجميع يمتلكون حسابات مصرفية".

تمكين الشباب. تتمتع حدائق الخضروات المجتمعية بأثر هائل على المستوى المجتمعي، ولا سيما في القرى الصغيرة. وتتحول هذه الحدائق إلى مراكز للأعمال، وتسترعي اهتمام السكان المحليين، وتشجع الشباب على الانخراط في الزراعة. وبفضل جذبها للعمال الشباب، تساعد هذه الحدائق على تجنب النزوح من الأرياف والهجرة، وتتيح للأجيال الشابة فرص الحصول على حياة كريمة.

الأمن الغذائي، والتغذية، والصحة: تزوّد هذه الحدائق المجتمعات المحلية بإمكانية الحصول على الأغذية المتنوعة بأسعار يسيرة. وتتسم جميع الأغذية تقريباً بكونها عضوية، وكذلك الأمر بالنسبة للأسمدة والمبيدات. وبالإجمال، شهدت تغذية الأطفال والبالغين تحسناً عاماً.

ويقول كارافاندينغ بادجيي، رئيس رابطة حديقة بيريفيت، "بفضل هذه الحديقة، زادت دخولنا بشكل كبير". ويضيف قائلاً: "نتمتع الآن بحمية غذائية صحية وأكثر توازناً. لقد حسنّت هذه الخضروات من تغذيتنا، وباتت لدينا خيارات غذائية متنوعة يومياً."

Community gardens in the Gambia©IFAD/Barbara Gravelli

الصمود في وجه تغير المناخ: يكافح سكان غامبيا الريفيون للتأقلم مع موجات الجفاف، وعدم انتظام الهطولات المطرية، ومحدودية الوصول إلى المياه. وتوفّر حدائق الخضروات التي يدعمها الصندوق نظماً ملائمة لإدارة المياه تسمح بالتأقلم مع آثار تغير المناخ ومع التناقص المطرد في قابلية التنبؤ بها. وغالباً ما تتم الاستعانة بتكنولوجيات الطاقة المتجددة، من قبيل الألواح الشمسية، في تشغيل نظم الري.

التنمية المجتمعية: أسهمت الزراعة المشتركة للمحاصيل بشكل كبير في تنمية المجتمعات المحلية. وعادت زيادة الإيرادات بفوائد تحولية على كامل المجتمع المحلي.

الاستدامة: بعد الاستثمارات الأولية، تميل الحدائق المجتمعية في السياقات المشابهة للسياق الريفي في غامبيا إلى التوسع بصورة ذاتية. ويشكّل المنتجون رابطات رسمية أو غير رسمية، مع المساعدة الخارجية أو من دونها، بهدف التصدي للقضايا الناشئة. وتتم إعادة استثمار الأرباح في صيانة الحدائق وتنميتها.