الحفاظ على أسرة سعيدة وصحية: قصة Hafeeza

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

الحفاظ على أسرة سعيدة وصحية: قصة Hafeeza

المقدر للقراءة دقيقة 7

قبل أربع سنوات، قلبت مجموعة من المحن المتتالية حياة Hafeeza Begum رأساً على عقب.

فلقد أجبر المرض المفاجئ زوجها على إغلاق تجارته - التي كانت تتمثل في كشك شاي في بلدتهما ديغوليابارا، الواقعة في منطقة تانغايل في وسط بنغلاديش. وقبل ذلك بقليل، كانت Hafeezaقد فقدت طفلاً بسبب مضاعفات تتعلق بالحمل.

فأدركت Hafeezaالبالغة من العمر 24 عاماً، المنهكة جسدياً وعقلياً آنذاك، أن عليها رغم ذلك جعل أسرتها الصغيرة تقف على أقدامها من جديد. ولم يكن لديهما الكثير من الوقت - فلم يكن هناك أي أموال لتغطية الرسوم المدرسية لابنهما وابنتهما، وكانا يكافحان من قبل ذلك لدوام الطعام على المائدة. فلبضعة أيام، فكرت ملياً في الذهاب إلى العاصمة بحثاً عن عمل، ولكن بما أن زوجها كان طريح الفراش وبحاجة إلى مساعدة مستمرة، لم يكن من الممكن مغادرة المنزل. فأدركت Hafeezaأن عليها أن تجد طريقة لكسب المال من المنزل.

ثم بدأت فكرة تتشكل في خاطرها، إذ كانت ترى نساء أخريات في الحي الذي تقطن فيه يربين الماشية والدواجن لبيعها في السوق. وكنّ دائماً يبدين فخورات جداً بتجارتهن، ولطالما كانت Hafeezaتكن لهن نظرة احترام بالغ. ومع ذلك، لم تفكر يوماً في بدء مشروع خاص بها - حتى تلك اللحظة.

وتقولHafeeza : "لكنني كنت خائفة... خائفة جداً. كانت أسئلة كثيرة تتزاحم في عقلي دون إجابة: من أين سأحصل على المال الذي أحتاجه للبدء؟ وماذا لو فشلت؟" لم تكن قد شاركت في أعمال تجارية من قبل - ولم تتح لها حتى الفرصة لإكمال دراستها. ولم تعمل يوماً خارج المنزل قبل حدوث كل ذلك. ولم يكن بحوزتها مدخرات أو ممتلكات باسمها، ولم تكن تعرف أي شخص على استعداد لتغطية نفقات الإنشاء.

وبعد كثير من المداولات، التقت Hafeezaبممثل عن جمعية الخدمة الاجتماعية، وهي منظمة شريكة لمشروع الترويج للمشاريع الزراعية وإضفاء الطابع التجاري على الزراعة الذي يموله الصندوق. وأوضح أن مشروع الترويج للمشاريع الزراعية وإضفاء الطابع التجاري على الزراعة يعمل على تطوير صناعة للدواجن على نطاق صغير، باستخدام أصناف محلية من الدجاج، على نطاق منطقتين في بنغلاديش - وأنهم يقرضون المال بانتظام لبدء أعمال تجارية جديدة.

ورغم كل شكوكها، عرفت Hafeezaأنه ليس أمامها سبل عديدة مفتوحة لها - لذلك اتخذت الطريق الذي أتيح لها. وفي عام 2017، اقترضت 000 20 تاكا (حوالي 250 دولاراً أمريكياً) من جمعية الخدمة الاجتماعية لبدء مشروع دواجن خاص بها. وبذلك، أصبحت واحدة من 000 350 مقترض من الائتمان المتناهي الصغر المسجلين في المشاريع التي يدعمها الصندوق في في مختلف أرجاء بنغلاديش.

وما بين إدارة أعمالها الجديدة والعناية بأسرتها، مضى الشهران التاليان كالطيف في غمضة عين. وظلت Hafeezaعلى اتصال مع موظفي المشروع، تتلقى منهم بانتظام الإمدادات مثل علف الدجاج. وعندما اكتمل نمو الدفعة الأولى من الأفراخ، قامت ببيعها من خلال أحد مراكز خدمة المزارعين التي يديرها المشروع.

لكن اتضح أن تربية الدجاج صعبة، إذ كانت الدجاجات تمرض كثيراً، وعلى الرغم من أن موظفي المشروع كانوا يزودون Hafeeza بانتظام بالأدوية لإعطائها لها، إلا أن المرض كان يؤثر في النهاية على قابليتها للبيع. وحتى بعد اكتمال نمو الدفعة بالكامل وتعبئتها إلى مركز الخدمة، لم تستطع Hafeeza التخلص من الشعور بأنها باعتها في الوقت الخطأ.

وفي نهاية تلك الأشهر، تحقق أسوأ كابوس لها: لقد فشلت في جني الأرباح التي تحتاجها، مما يعني أنها لم تستطع الحصول على العائد المتوقع من استثمارها الأول. وراودها القلق من أن مشروعها قد لا يحلّق على الإطلاق.

فأدركت أنها بحاجة إلى مزيد من التدريب. فعندما حصلت على القرض لأول مرة، كانت قد حضرت جلسة توجيهية علمتها أساسيات الزراعة والبيع - ولكن ربما لم يكن ذلك كافياً. ولحسن الحظ، كان مشروع الترويج للمشاريع الزراعية وإضفاء الطابع التجاري على الزراعة يقدم بانتظام دورات تدريبية إضافية. فسجلت Hafeeza نفسها في فصول حول إدارة المزارع والأعلاف، والوقاية من الأمراض والتحصين، والتسويق والبيع.

وتزامنت نهاية تدريبها مع محاولتها الثانية في تربية الدجاج. وهذه المرة، استغرقت 50 يوماً لتربية 250 كتكوتاً - وعندما اكتمل النمو، حققت أخيراً ربحاً جيداً. ومنذ ذلك الحين، لم تعد تلتفت وراءها.

وبعد مرور ثلاث سنوات، ازدهرت حياة Hafeeza وعائلتها، إذ قامت بتنمية مزرعتها بعناية، واستثمرت بعض أرباحها مرة أخرى فيها عند الضرورة - وهي مسعى لا تجده مجزياً فحسب، بل ممتعاً. وأصبحت الآن تمتلك منزلاً كبيراً، وفضلاً عن تربية الدواجن، أصبحت تزرع المحاصيل على الأرض التي ورثتها عن والدها. والتحق ابنها البالغ من العمر سبع سنوات إلى المدرسة، وهي تتطلع إلى تسجيل ابنتها البالغة من العمر أربع سنوات العام المقبل. حتى أنها تمكنت من استخدام بعض أرباحها لمساعدة زوجها، الذي تعافى تماماً من مرضه، في فتح كشك جديد لبيع الطعام والشاي.

وتقول: "بدأت رحلتي الجديدة في وقت مضطرب. كنا قد تعرضنا، أنا وزوجي، لدمار جسدي ومالي. لكننا نجحنا في ترك ذلك الأمر وراءنا. والآن يحصل أطفالي على ما يكفي من الطعام وعاد زوجي إلى العمل مرة أخرى."

Hafeeza أمام قن دجاجاتها.

وعلاوة على دعم عائلتها، فإن عمل Hafeeza يشكل جزءاً من اتجاه أوسع يعمل على إحداث ثورة في الأنماط الغذائية والصحة والاستقرار الاقتصادي في جميع أنحاء بنغلاديش. فبالنسبة للعديد من الشباب والشابات في البلد، لا سيما في ضواحي المدن والبلدات، تشكل تربية الدواجن مصدر الدخل الرئيسي الوحيد المتاح. ولقد نجح العديد من صغار مزارعي الدواجن في تحسين سبل عيشهم في السنوات الأخيرة، وفي كثير من الأحيان بالقليل جداً من الدعم أو إمكانية الوصول إلى الموارد مثل التمويل أو التقنيات العصرية. وعلى الرغم من أن الفقر لا يزال مستمراً في هذه المناطق، فقد تم تخفيضه بشكل كبير، مع تحسن فرص حصول العديد من الأسر على الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية والسكن اللائق.

وتعود هذه التحسينات في سبل عيش المزارعين بقدر كبير إلى زيادة الطلب على البيض والدواجن على المستوى القطري. فأصبحت الأطعمة الغنية بالبروتين مثل البيض ولحوم الدجاج التي كانت في الماضي نادرة متاحة الآن للبنغلادشيين باختلاف مستويات دخلهم. ويمثل هذان المصدران وحدهما 36 في المائة من المدخول من البروتين في البلد بأكمله. وفي الآونة الأخيرة، وسط الدعوات المتزايدة من أطباء البلد لزيادة استهلاك البروتين كوسيلة لتقوية جهاز المناعة ضد كوفيد-19، تتطلع السلطات الصحية الوطنية بشكل متزايد إلى قطاع الدواجن كمصدر للبروتين بأسعار معقولة.

واليوم، على الرغم من أن أعمال Hafeeza لا تزال حيز التكيف مع آثار الجائحة، إلا أنها متفائلة أكثر من أي وقت مضى. فلم يتغير هدفها طويل الأمد المتمثل في شراء المزيد من الأراضي لتوسيع مزرعة دواجنها وزراعة المزيد من المحاصيل. وهي تريد أن يعرف أولئك الذين يكافحون أنه من المهم عدم فقد الأمل أو تجنب فرص النمو والتعلم.

فلم تنجح Hafeeza في خلق الاستقرار لنفسها ولأسرتها فحسب بفضل ما أبدته من صمود وتصميم، بل أصبحت أيضاً جزءاً من الجهود المبذولة لإطعام بلدها.

 

تعرف على المزيد بشأن عمل الصندوق في بنغلاديش.