السكان الريفيون يعتمدون على التنوع البيولوجي. وإليكم كيف يحميه الصندوق.

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

السكان الريفيون يعتمدون على التنوع البيولوجي. وإليكم كيف يحميه الصندوق.

المقدر للقراءة دقيقة 6
© IFAD/Petterik Wiggers

التنوع البيولوجي ضروري لبقاء كوكبنا. فهو يدعم احتياجاتنا الأكثر حيوية، مثل الغذاء والماء، ويوفر القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ، أحد أكبر التهديدات التي تواجهنا. ولكن بعيدا عن صخب الامتدادات الحضرية التي نشهدها، يكتسي التنوع البيولوجي أهمية خاصة بالنسبة لصغار المزارعين، الذين تعتمد سبل عيشهم وازدهارهم إلى حد كبير على الموارد الطبيعية.

ولهذا السبب، أطلقنا في عام 2022 استراتيجيتنا الأولى للتنوع البيولوجي، التي تحدد التزامات الصندوق بمواصلة دمج التنوع البيولوجي في مشروعاتنا، وتحقيق التوازن بين أهداف الحفظ وحقوق المجتمعات الريفية ورفاهها.

وإليكم كيف نفعل ذلك.

العمل يدا بيد مع الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية

تعتمد مشروعات الصندوق على المعرفة التقليدية للتنوع البيولوجي للتكيف مع تغير المناخ. © IFAD / Giancarlo Shibayama

 

في ظل وجود ثمانين في المائة من التنوع البيولوجي المتبقي في العالم في أراضي الشعوب الأصلية، تضطلع الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية الأخرى بدور حاسم في حماية التنوع البيولوجي. ولهذا السبب، يعمل الصندوق مع هذه المجموعات لضمان مشاركتها الكاملة والفعالة في عمليات صنع القرار.

وعلاوة على ذلك، يموّل الصندوق المشروعات التي تصممها وتنفذها مجتمعات الشعوب الأصلية، بالاعتماد على معارفها التقليدية بالتنوع البيولوجي من أجل التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره. وكما هو الحال في المغرب، أدى مشروع يموله مرفق مساعدة الشعوب الأصلية إلى التوعية بأهمية الحفاظ على شجرة الأرغان حتى تتمكن المرأة الأمازيغية من الازدهار.

كوكب صحي، أشخاص أصحاء

لكي يكون لدينا أشخاص أصحاء، نحتاج إلى نظم إيكولوجية صحية. ويعمل أيضا اثنان من كل ثلاثة مشروعات للصندوق تدعم التنوع البيولوجي، على تعزيز التنوع التغذوي، مما يؤدي بدوره إلى أنماط غذائية أكثر صحة وأشخاص أصحاء أكثر.

وفي البرازيل، أدى مشروع التنمية المستدامة الريفية في الإقليم شبه القاحل في ولاية باهيا الذي يدعمه الصندوق إلى تحسين فرص الوصول إلى الأسواق امام النساء والشعوب الأصلية مchampion definition

 مجموعة واسعة من المحاصيل التقليدية. وهذا يعني أن بمقدور السكان المحليين الحصول على نمط غذائي أكثر صحة وتنوعا ومراعاة للبيئة، توفره المجموعات الضعيفة.

ولكن النظم الإيكولوجية تعتمد أيضا على الممارسات الزراعية الصحية. ولهذا السبب، فإننا ندمج الإيكولوجيا الزراعية – وهو نهج إيكولوجي للزراعة – في 77 في المائة من مشروعاتنا ونحن ملتزمون بتوسيع نطاق هذا النهج.

تمويل الأشخاص والطبيعة والمناخ

منذ عام 2000، استثمر الصندوق أكثر من 4 مليارات دولار أمريكي في برامج لمكافحة تدهور الأراضي وتعزيز الإدارة المستدامة للأراضي. فعلى سبيل المثال، يساعد برنامج التأقلم لصالح زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة البلدان على التكيف مع تغير المناخ من خلال الحلول القائمة على الطبيعة.

ونحن نساعد البلدان على الوصول إلى مرفق البيئة العالمية ونشارك في قيادة البرنامج المتكامل للنظم الغذائية. ونقوم أيضا بتجميع التمويل من الصندوق الأخضر للمناخ.

ولكن لا يمكننا مواجهة أزمة التنوع البيولوجي بمفردنا. فهناك حاجة إلى اتباع نهج تتضافر فيه جميع الجهود. ولهذا السبب، نشجع الآليات المالية لجذب الاستثمار الخاص لأغراض جهود الحفظ. فعلى سبيل المثال، يوفر صندوق مستجمعات تانا العليا في كينيا رأس مال حيويا مشتركا بين القطاعين العام والخاص للمجتمعات التي تدير الأراضي بطريقة مستدامة وتحمي المياه المتدفقة إلى المناطق الحضرية في البلد.

ولا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، وتعاني الزراعة المستدامة من نقص حاد في التمويل. وبحلول عام 2030، يهدف الصندوق إلى تخصيص ثلث التمويل المناخي للحلول القائمة على الطبيعة.

تعزيز الشراكات والمعرفة

تعتبر دراسة الجدوى التجارية القوية والأدلة الراسخة عوامل ضرورية لتعبئة التمويل. ولهذا السبب، نقوم بتدريب الأشخاص وتوليد المعرفة، ليس لتطوير مشروعات فعالة فحسب، بل أيضا لتأمين التمويل من أجل تنفيذ المزيد من الأنشطة الناجحة.

ويوضح المؤشر الأساسي للتنوع البيولوجي لدينا كيف تعمل مشروعات الصندوق على تحسين التنوع البيولوجي النباتي والحيواني وتعزيز القيمة الاقتصادية للطبيعة من خلال أداة جغرافية مكانية.

ولمشاركة ما نعرفه، أنشأنا مجتمع ممارسة التنوع البيولوجي، ونشارك في منصات مخصصة، بما في ذلك عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية.

ونظرا لأن الحاجة إلى حماية تنوع الطبيعة المذهل أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، فإن حركة عالمية ترمي إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي آخذة في النهوض. فعلى سبيل المثال، يحدد إطار كونمينغ – مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي الطرق التي يمكن من خلالها أن نبني عالما يستطيع فيه البشر العيش في وئام مع الطبيعة. وبدعم هذا الإطار ومن خلال مشروعاتنا الخاصة، فإن الصندوق لا يدعم التنوع البيولوجي فحسب، بل يعزز أيضا دمجه في عملنا في جميع أنحاء العالم.