الصمود في ريف سوريا: صوت تغريد الطيور

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

الصمود في ريف سوريا: صوت تغريد الطيور

المقدر للقراءة دقيقة 3
© IFAD/Mouhab Alawar

خلال العقد الماضي، أصاب النزاع جزءا كبيرا من الاقتصاد الريفي في سوريا بالشلل. ويردد السكان في جميع أنحاء المناطق الريفية ما بات قولا شائعا: "لا صوت أعلى من صوت الطلقات النارية". غير أن امرأة واحدة على الأقل في ريف سوريا تستمع إلى نغمة مختلفة.

بالنسبة لعرفت غانم، يمثل تغريد الطيور جوهر الحياة السعيدة. وبفضل التخطيط الجيد وقرض صغير من مشروع التنمية المتكاملة للثروة الحيوانيةالذي يدعمه الصندوق، تمكنت عرفت من تحويل شغفها بالطيور المغردة إلى العمل الذي كانت تحلم به.

وقد وجد العديد من سكان سوريا أنفسهم عاطلين عن العمل، ومرت الظروف المعيشية في جميع أنحاء البلاد بسلسلة من الأزمات الاقتصادية المتفاقمة. ولهذا السبب، عندما سمعت عرفت بمشروع التنمية المتكاملة للثروة الحيوانية، رأت فيه على الفور فرصة متاحة.

وتقول عرفت: "قررت التقدم بطلب للحصول على قرض بقيمة 125 ألف ليرة سورية (حوالي 250 دولار أمريكي) لشراء بضع دجاجات". "وقدمت العلف لها بمحبة فكانت كريمة في إعطائي البيض كل صباح. وجمعت البيض وقمت ببيعه لجيراني وسكان محليين آخرين. وبما أن البيض جزء مهم من وجبة الإفطار، كان لدي سوق جيد هنا في القرية".

وعاما بعد عام، زادت عرفت من عدد دجاجاتها، وباعت كمية أكبر من البيض وكسبت المزيد من النقود لإعالة أسرتها المكونة من ستة أفراد. وفي أحد الأيام، سمعت عن الطلب المرتفع في المدينة على الطيور المغردة – وعن تحقيق الناس في القرى المجاورة لأرباح كبيرة من تربيتها. وتقول مبتسمة: "اتخذت القرار الجريء باستبدال دجاجاتي الجميلة بطيور مغردة".

وقامت عرفت ببيع دجاجاتها بسعر جيد خلال موسم الذروة وأضافت هذا المال إلى مدخراتها. وساعدها مشروع التنمية المتكاملة للثروة الحيوانية في اختيار نوع جيد من الطيور المغردة. وكانت الطيور باهظة الثمن، لذا لم يكن بإمكانها سوى شراء عدد قليل منها في البداية. وقامت بإفراغ غرفة في منزلها الصغير لتوفر مكانا مبهجا للقادمين الجدد. ولكنها تمكنت من المتاجرة بالطيور بأسعار أعلى بعد أشهر قليلة فقط – وبدأت أعمالها الجديدة في النمو.

وتقول عرفت: "يبدأ كل عمل صغيرا". وتضيف: "أشعر بسعادة كبيرة لأني حققت النجاح كامرأة ريفية، وأنا فخورة بامتلاكي للعديد من الطيور الآن. وبإمكاني شرب قهوتي اليومية بينما أستمتع بتغريدها. كما أني أحقق ربحا كبيرا يسمح لي بمساعدة أسرتي على تلبية جميع احتياجاتها".

وفي بلد تخرج فيه الأسعار عن السيطرة، لم تجد عرفت طريقة مبتكرة لتحسين ظروفها المعيشية فحسب، وإنما لخفت صوت الطلقات النارية بألحان تغريد الطيور أيضا.

تعرف على المزيد حول عمل الصندوق في  سوريا..