الصندوق الدولي للتنمية الزراعية يساعد على بلورة استجابة بنغلاديش لأزمة فيروس كورونا في المناطق الريفية

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

الصندوق الدولي للتنمية الزراعية يساعد على بلورة استجابة بنغلاديش لأزمة فيروس كورونا في المناطق الريفية

المقدر للقراءة دقيقة 4

أحرزت بنغلاديش تقدّماً كبيراً في الحد من الفقر خلال العقدين المنصرمين، حيث انخفض معدل الفقر بواقع النصف، من 52 في المائة إلى 26.4 في المائة في المناطق الريفية، غير أن هذه النسبة ما زالت أعلى من نسبة الفقر في المناطق الحضرية (18.9 في المائة)، وما زال مجموع الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر في بنغلاديش يبلغ 41 مليون شخص.

وركّز عمل الصندوق خلال السنوات الأربعين الماضية، بالشراكة مع حكومة بنغلاديش، على دعم المجتمعات الريفية، لا سيما المنتجين على نطاق صغير، في جهودهم الرامية إلى تحسين الإنتاج الزراعي والوصول إلى الأسواق. ومع نزوح أعداد أكبر من السكان من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، لا بد أن يقترن إنتاج الأغذية المربح بالنقل الموثوق وتجهيز الأغذية وخدمات التعبئة والقدرة على الوصول إلى الأسواق.

يواصل شركاء الصندوق في بنغلاديش تنفيذ التدخلات على مستوى سلاسل القيمة في خضم تفشي وباء فيروس كورونا. ويساعد أصحاب المشاريع الصغرى المزارعين منتجي الألبان على البقاء، كما يضمنون بقاء سلاسل إمدادات منتجات الألبان على حالها من خلال مواصلة التدخلات اليومية في القطاعات الزراعية الفرعية.


وفي أواخر شهر مارس/آذار 2020، شهد فريقي انهياراً في إنتاج الأغذية وتوزيعها على المستوى الوطني. ويُعزى ذلك إلى الاضطرابات التي طرأت على إمدادات المدخلات وتسويق المخرجات على حد سواء. ويطبق البلد حالياً، أسوةً بالعديد من البلدان، تدابير الإغلاق –  مما منع المنتجين الزراعيين والشركات الصغرى من الوصول إلى الأسواق لشراء المدخلات، على غرار البذور والأسمدة والإصبعيات والعلف الحيواني،  إلى جانب  بيع المحاصيل ومنتجات الثروة الحيوانية وتربية الأحياء المائية. وبالعموم، أدّى تزايد الهواجس إزاء انتشار فيروس كورونا عن طريق أي تبادل أو اتصال بشري إلى زعزعة سلسلة الإمدادات.

وأحرزت بنغلاديش تقدّماً مستقراً للحد من الفقر وتحسين حياة المواطنين. وللأسف، قد تؤدي زعزعة سلسلة الإمدادات الزراعية، ما لم تُعالج، إلى الحد من هذه المكاسب التي تحققت بشق الأنفس، بما يشمل تكبّد المزارعين والشركات الصغرى تراجعاً في الدخل؛ وخسارة العمّال الريفيين لوظائفهم، وتراجع توافر الأغذية في الأسواق الريفية والحضرية؛ وانعدام الأمن الغذائي والتغذوي في صفوف الفقراء؛ وأزمة وطنية من حيث أسعار الأغذية واحتمال حدوث اضطرابات اجتماعية واسعة النطاق في نهاية المطاف.

وبالاستجابة إلى ذلك، قدّم فريق الصندوق في بنغلاديش مقترحاً إلى الحكومة لإنشاء نظام مرخّص للنقل والخدمات اللوجستية لحركة المدخلات والمنتجات في المناطق الريفية، عملاً ببروتوكولات السلامة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والسلطات الوطنية المعنية بالصحة بشأن جائحة كوفيد-19. وسيجري تطبيق هذا النظام على كل من جمع المحاصيل القائمة (خضراوات المناطق المعتدلة والأرز) وتوزيعها في الأسواق بشكل آمن، وتطبيق بروتوكولات السلامة لتوزيع المدخلات والمعدات لموسم زراعة الخضراوات الاستوائية والأرز والذرة المقبل. وسيسهّل ذلك أيضاً الإنتاج الحيواني وتربية الأحياء المائية وتوزيعها في الأسواق بشكل آمن.

ويسرّنا أن نبلّغ عن إدماج عناصر رئيسية من مقترحنا في خطة الاستجابة الوطنية الصادرة عن الحكومة لمواصلة تقديم الخدمات الأساسية في ظل الأزمة وتدابير الإغلاق القائمة. ويعمل فريقنا حالياً مع الشركاء الوطنيين لمعرفة ما إذا كانت الحكومة ستموّل وتنفّذ نظام النقل والخدمات اللوجستية الآمن في قطاع الزراعة مباشرة، أو إذا سيتقاسم الصندوق التكاليف من خلال إعادة تخصيص أموال من مشروعات جارية ينفّذها أحد شركائنا الإنمائيين الذين نتعامل معهم منذ زمن بعيد في الميدان.