المرأة التونسية التي نسجت طريقها إلى حياة أفضل

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

المرأة التونسية التي نسجت طريقها إلى حياة أفضل

المقدر للقراءة دقيقة 4

وُلدت Sassia Kharchoufi في أسرة فقيرة في ريف بني خداش جنوب شرق تونس. وكان والداها غير قادرين على دفع تكاليف تعليم جميع أطفالهما، لذا أعطا الأولوية لتعليم الأبناء، وبدلا من ذلك، كلّفا Sassia البالغة من العمر تسع سنوات برعاية أغنام الأسر، ومحاصيلها والأعمال المنزلية. وعلى مدار العقد التالي، كانت حياتها تدور حول هذه الأعمال المنزلية – حتى عام 2003، عندما بلغت التاسعة عشرة من عمرها وتزوجت.

طريق النجاح مليء بالعقبات

أهدى والد Sassia المتزوجة حديثا أغنامها الثلاثة ونوْلا لمساعدتها على كسب الدخل. وكافحت Sassia لسنوات لإنشاء مشروع تجاري وإعالة أطفالها. وبحلول عام 2016، كانت تكسب ما يقل قليلا عن 310 دينار تونسي (100 دولار أمريكي) شهريا من بيع النعاج – وهو ما يعادل الحد الأدنى للأجور في تونس. ولم تكن الحياة سهلة، لكن تصميم Sassia جعلها تواصل. وبعد ذلك، في عام 2017، وقعت مأساة عندما أجبرها نزاع عائلي على بيع النعاج. وفي غمضة عين، فقدت Sassia كل شيء عملت من أجله بجد طوال سنوات.

 

لا تزال Sassia Kharchoufi صامدة في مواجهة الشدائد © IFAD/PRODEFIL

ومع ذلك، قاومت Sassia. فبعد حصولها على دبلوم في النسج في عام 2017، تواصلت مع مشروع التنمية الزراعية الرعوية وسلاسل القيمة المتصلة بها في ولاية مدنين، إذ حصلت من خلاله على أربعة أنوال وآلة خياطة و15 452 دينارا تونسيا (أقل بقليل من 5 000 دولار أمريكي). وتعني هذه المساعدة المالية للمشروع أن Sassia قادرة على استئجار غرفة تعمل فيها وتدرب فيها 14 شابة على نسج السجاد والأوشحة، من بين أشياء أخرى. وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، بدأ العمل الجاد لـ Sassia يؤتي ثماره عندما فازت بجائزة برنامج الجوار الأوروبي للزراعة والتنمية الريفية التابع للاتحاد الأوروبي لأفضل مشروع.

وبالرغم من الإنجازات التي حققتها، فإن حريتها في الحركة كانت، ولا تزال، موضع استياء من قِبل مجتمعها وجيرانها وحتى أشقائها. وكان والدها وزوجها هما حليفيها الذكور الوحيدين.

 

Sassia مع أحد إبداعاتها العديدة. © IFAD/PRODEFIL

بناء المستقبل

لم تتوان Sassia عن المضي قدما في خطتها. واليوم، تزيد قوة أعمال هذه المرأة البالغة من العمل 38 عاما أكثر فأكثر. فهي تشارك في معارض المدينة، حيث تبيع منتجاتها بنجاح كبير، وقد تضاعف دخلها الشهري إلى حوالي 700 دينار تونسي (227 دولارا أمريكي)، يُعاد استثمار معظمه في أعمالها أو يُوجه إلى إعالة أسرتها.

وبمساعدة ابنتها البالغة من العمر 15 عاما، تستطيع Sassia الاستمرار في زيادة أرباحها. ويتمثل هدفها التالي في تصدير منتجاتها إلى بلدان أخرى واستخدام جزء من الدخل لإجراء تحسينات في منزلها.

وتعد معركة Sassia الشاقة معركة شائعة في المجتمعات الريفية في جنوب شرق تونس، حيث غالبا ما تُقيّد حرية المرأة بسبب التقاليد الجنسانية. ويهدف الصندوق، من خلال مشروع التنمية الزراعية الرعوية وسلاسل القيمة المتصلة بها في ولاية مدنين، إلى مساعدة أجيال من النساء على توليد مستقبل لأنفسهن يكنّ فيه مستقلات ماليا وقادرات على دعم أسرهن والمساهمة في مجتمعاتهن.