المشروعات التي يدعمها الصندوق تساعد النساء على العودة إلى المناطق الريفية

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

المشروعات التي يدعمها الصندوق تساعد النساء على العودة إلى المناطق الريفية

المقدر للقراءة دقيقة 7
© Juan Manuel Rada

إن الحياة في المناطق الريفية ليست بتلك السهولة دائما، خاصة بالنسبة للمرأة الريفية، التي لم تحظ مساهماتها ونجاحاتها بالاهتمام الذي تستحقه إلا في الآونة الأخيرة.

ولكن المرأة الريفية قوية وصامدة، وإذا ما أتيحت لها الفرصة والدعم الكافي فيمكنها أن تثبت لنفسها وللعالم أنها قادرة على التطور وأنها يمكن أن تقود وتساهم بطرق لا تفيد نفسها وأسرتها فحسب، بل مجتمعات محلية بأكملها.

وتعتبر Eliza وIrma مثالا إيجابيا على ذلك. فرغم أن قصتهما تختلفان في تفاصيل كثيرة إلا أنهما متشابهتان للغاية. لقد أمضت هاتان الشابتان اللتان تنحدران من الريف البوليفي بعض الوقت وهما تعيشان في المدينة ولكنهما عادتا في النهاية إلى مسقط رأسهما، وبمساعدة من برنامج الإدماج الاقتصادي للأسر والمجتمعات الريفية في أراضي دولة بوليفيا المتعددة القومياتالذي يدعمه الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، تدير كل منهما مشروعا تجاريا ناجحا.

Eliza وطفليها يتجولون في أراضي جمعية روكاميرو.   (© Juan Manuel Rada )

إعادة تأهيل الغابة المطيرة: قصة Eliza

Eliza Roca أم لثلاثة أطفال تبلغ من العمر 28 عاما وتنحدر من فيلاديلفيا، وهي بلدة صغيرة تقع في الغابات المطيرة في شمال بوليفيا. وهي عضوة في رابطة روكاميرو التي تضم مجموعة من خمس عائلات تكرس جهدها لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة من خلال ممارسات الزراعة الحراجية الجيدة.

وقبل بضع سنوات، غادرت فيلاديلفيا لتدرس في مدينة سانتا كروز، لكنها تركت الدراسة في سن العشرين عندما رُزقت طفلها الأول. ومكثت في سانتا كروز لثلاث سنوات أخرى تغسل الأطباق في المطاعم، لكنها في النهاية سئمت من ذلك وقررت العودة. وشرحت سبب عودتها قائلة "لقد كان علي تقديم الكثير من التضحيات مقابل القليل من المال".

واليوم هي تركز على عملها مع رابطة روكاميرو. وبالنسبة لها ولزملائها الأعضاء، تمثل الزراعة الحراجية التي يمارسونها أكثر بكثير من مجرد عمل تجاري. وتمتلئ مزارعهم التي تبلغ مساحتها 37 هكتارا بالمحاصيل الشجرية المربحة والتي تعيد الإيكولوجيا المحلية لأوضعاها الطبيعية. ويعد هذا التأهيل الذي يدخل ضمن تقنية barbechos(إراحة الأرض)، على اعتبار أنها تحيي الأراضي المتدهورة، تقنية رئيسية في هذه المنطقة من غابات الأمازون المطيرة. وتقول Eliza حول ذلك "الناس هنا يتعجبون من وجود الأشجار والفواكه في كل مكان على أرضنا. فالمكان يبدو حقا وكأنه غابة ".

وهم يزرعون الموز واليوكا وأشجار مارا (مجموعة متنوعة من الماهوغوني) وسينيني (نبات طبي) وآساي (شجر من النخيل) والكاكاو والبن. وتُحدد دورات زراعة ونمو تلك النباتات بعناية: يمكنهم جني اليوكا بعد سبعة أشهر؛ وبعد سنتين إلى ثلاث سنوات يمكنهم جني سينيني وآساي؛ ; وبعد أربع سنوات يمكنهم جني الكاكاو. وبهذه الطريقة، يحصلون باستمرار على منتجات لبيعها وبالتالي توليد الدخل.

ولطالما اتبع والد Eliza هذه الطريقة في الزراعة. وبفضل الدعم الذي يتيحه برنامج الإدماج الاقتصادي للأسر والمجتمعات الريفية في أراضي دولة بوليفيا المتعددة القوميات يمكنها حاليا هي وشركاؤها في العمل التجاري التوسع في نموذج أبيها وتحسينه. واعترافا بمعرفتها التقليدية، قدم لها المشروع شهادة باعتبارها مزارعة كاكاو.

ومن شأن هذه المؤهلات التي تتوفر عليها أن تضمن لها وظيفة جيدة خارج فيلاديلفيا، ولكنها في الوقت الحالي لن تقايض مكانتها في العالم بأي شيء.

وفي هذا تقول: "حياتي هنا في الريف أفضل من المدينة". أنا هنا أكسب قوت يومي، والأهم من ذلك أن أطفالي ينشؤون في بيئة صحية. أنا سعيدة لوجودي هنا، لأنه يمكنني الاستمرار في تطوير نظام الزراعة الحراجية الذي وضعه والدي ".

في مطبخهم الصناعي الجديد، Irma وأعضاء رابطة الألبان يعرضون بعض منتجات الزبادي الخاصة بهم.   (© Juan Manuel Rada )

بداية جديدة لمنتجي الألبان: قصة Irma

بعدما أنهت دراستها الثانوية، غادرت Irma Guarachi قريتها جاتيتا إستي لتدرس في جامعة بأورورو القريبة من قريتها، وهي مدينة في غرب بوليفيا. ولكنها سرعان ما اكتشفت أنها لم تنجذب إلى صخب الحياة في المدينة، وبالتالي عادت إلى قرية جاتيتا إستي قبل خمس سنوات، عاقدة العزم على المشاركة بشكل أكبر في مجتمعها.

وتعلم Irma منذ طفولتها أن قريتها جاتيتا إستي تدور في حلقة مفرغة. فمعظم الأسر، ومن بينها أسرة Irma، تقوم بتربية الأبقار لأغراض اللحوم والحليب. وتنتج أيضا الجبن لبيعه في المدن المجاورة، ولكنها لم تبع منتجاتها أبدا بسعر جيد: وفي العادة لا يتجاوز هذا السعر ثلاث بوليفيانو (حوالي 0.5 دولار أمريكي) للقطعة الواحدة. وهناك الكثير من مشتقات الحليب الأخرى إلى جانب الجبن، بالطبع والتي يمكن بيعها بسعر أفضل من الجبن أيضا، ولكن القرية لم تستطع إنتاجها لأنها لم تكن لديها المعدات المناسبة، ولا الأموال الكافية لشرائها.

وفي عام 2016، بعد عام واحد من عودة Irma، سمعت هي ومجموعة من صديقاتها عن برنامج الإدماج الاقتصادي للأسر والمجتمعات الريفية في أراضي دولة بوليفيا المتعددة القوميات، وقررن إعداد خطة استثمارية لطلب مساعدة المشروع في تحسين معدات قريتهن أخيرا. وبعد الموافقة على خطتهن، اجتمعن معا لتشكيل رابطة محلية لمنتجي الحليب والألبان، حيث شغلت Irma منصب الرئيسة المؤسسة. وبفضل دعم المشروع، تمكن أخيرا من تمويل مطبخ صناعي وتجهيزه بالمقالي والثلاجات والحاضنات والخزانات وموازين الحرارة، وكل ما يحتجن إليه لإنتاج الزبادي. وبعد عام من ذلك، وبفضل المشروع مرة أخرى ودعم بلديتهن، استثمرن في مزيد من التحسينات لمساعدتهن على تلبية معايير النظافة.

وفي هذا تقول Irma البالغة من العمر 27 عاما "هنا تغيرت حياتنا نهائيا."

ورغم أن الرابطة ما تزال تنتج الجبن الآن، إلا أن تركيزها منصب على الزبادي، ويمكنهن في يوم عادي إنتاج 50 زجاجة من سعة لترين. وتخصصهن الحقيقي هو كيك bolos، وهي حلوى تقليدية تشبه الزبادي المجمد، والتي تقدمنها بعشرات النكهات المختلفة.

وتضيف Irma: "لم نعد مضطرات لبيع الجبن والتخلي عن الأبقار، لأننا الآن نستطيع إنتاج منتجات ألبان عالية الجودة". وتضيف "ما تزال أمامنا أشياء يجب تحسينها، ولكننا نعلم أن النموذج الذي نسير عليه هو نموذج صائب، لأن الحليب تتضاعف قيمته ثلاث مرات عند تجهيزه."

وتمتد الفوائد إلى ما وراء شركتهن الصغيرة أيضا: فخلال الأسابيع التي تشهد طلبا مرتفعا، يتعين عليهن شراء الحليب من المنتجين المجاورين لأن أبقارهن لا تستطيع مواكبة الطلب. وبهذا يحصل هؤلاء المنتجون على دخل إضافي دون تكبد تكاليف النقل المعتادة أيضا.

وIrma مقتنعة بأن العمل مع الرابطة قد أتاح لها فرصا أكثر لم يكن البقاء في المدينة سيتيحه لها.

وتقول في هذا الصدد: "لقد تطورت كثيرا منذ أن أسسنا هذه المجموعة. فقد تمكنت من السفر والتعرف على العديد من الأشخاص الذين لم أكن لألتقي بهم لولا ذلك. وقد تعلمت الكثير وأنا دائما أبحث وأجرب لتطوير منتجات جديدة. أنا نفسي مندهشة من المسار الذي قطعته، أو المسار الذي قطعناه."

وتتابع قائلة: "لست نادمة على العودة. فمعظم الوظائف في المدينة متعبة للغاية وتنطوي على الكثير من التضحيات. ولكن هنا، لدينا كل ما نحتاج إليه."

 

تعرف على المزيد عن عمل الصندوق في بوليفيا.