الوظائف الخضراء للشباب: ما الذي يصلح وما الذي ينقص؟

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

الوظائف الخضراء للشباب: ما الذي يصلح وما الذي ينقص؟

المقدر للقراءة دقيقة 8

يشعر الشباب الريفيون بقلق متزايد إزاء البيئة. فالكثير منهم يعمل في قطاعات مهددة بتغير المناخ، وهم يدركون جيداً أن صناعتهم وأنظمتهم الغذائية ستحتاج إلى أن تصبح أكثر صموداً واستدامة من أي وقت مضى.

وفي هذا السياق، يُنظر بشكل متزايد إلى إيجاد الوظائف الخضراء اللائقة - تلك التي تساهم في الحفاظ على البيئة أو استعادتها - على أنه أحد الحلول المحتملة. وعلاوة على ذلك، تقدر التوقعات أن ممارسات الإدارة المستدامة يمكن أن تولد ما يصل إلى 60 مليون وظيفة زراعية جديد.

إن وجهات نظر شباب الريف بشأن انتشار الوظائف الخضراء لا تقدر بثمن. واعترافاً بذلك، ضم الصندوق جهوده مع جهود وزارة الخارجية الهولندية وفتحا مساحة تشاورية لشباب الريف.

وفي حوار حديث، سألنا المشاركين - المنحدرين من جميع أنحاء أفريقيا - عما يعتقد كل منهم أنه الأكثر أهمية لتعزيز نمو الوظائف الخضراء المجزية في المناطق الريفية. ولقد عكست إجاباتهم مجموعة متنوعة من التحديات المختلفة التي يواجهونها - واتفاقهم على أن الحلول الذكية مناخياً، وفرص إقامة الشراكات بين المنتجين من القطاعين العام والخاص، والتعلم بين الأقران والمنصات الرقمية هي سبيل المضي قدماً.

Aminu Ndakogi Kanko - نيجيريا

Aminu قائد شباب ومجمّع للأرز، يجمع الأرز من صغار المزارعين لبيعه إلى مشترين أكبر. وعلى الرغم من أنه قرر في نهاية المطاف أن يكرس نفسه للزراعة، إلا أن خلفيته الدراسية كانت في علم الحاسوب - وهو يولي نفس التركيز التقني لأعماله الزراعية. ولم يكتفِ بإعادة جدولة التقويم الكامل للزراعة لتصبح في موسم الجفاف من خلال الاستخدام الرشيد لنظام المضخات، بل قام أيضاً بتطوير منصته الرقمية الخاصة لبيع منتجاته مباشرة إلى المستهلكين. وبالنسبة لـ Aminu، فإن إشراك الشباب في عمليات صنع السياسات على جميع المستويات هو السبيل إلى تحقيق الاقتصاد الأخضر. ويود أن يرى المزيد من الفرص في مجال بناء القدرات لشباب الريف - كما يعتقد أن التسويق الرقمي سيساعد المزارعين الشباب على الحفاظ على قوة مبيعاتهم.

Bourahima Diallo - مالي

Bourahima هو رئيس شبكة تمويل شباب الريف وينتمي إلى رابطة المربين والمسمنين في بلدية نارينا. وفي مزرعته، يتصدى لتغير المناخ وتدهور التربة من خلال استخدام تقنيات زراعية ذكية مناخياً: فهو لا يستخدم سوى الروث العضوي من أبقاره ويروج لاستخدام البذور عالية الإنتاجية المقاومة للمناخ. ويعتقد Bourahima أن الشراكة بين المنتجين من القطاعين العام والخاص تحمل مفتاح ازدهار الوظائف الخضراء. ويتمنى أن تقوم المزيد من الجهات الفاعلة من القطاع العام - مثل مطاعم المدارس والمؤسسات الحكومية - بالشراء مباشرة من المشروعات التجارية الزراعية التي يقودها الشباب.

Elly Matende - كينيا

Elly مزارع ألبان، ويمتلك مزرعة ماتندي لأبقار الهولشتاين العضوية المُدارة عائلياً. كما يقوم بتدريب الشباب الآخرين، سواء أولئك الذين يعملون أصلاً في الزراعة أو المهتمين بالانضمام إليها، على مختلف جوانب صناعة الألبان - بدءاً من دمج ممارسات الزراعة العضوية وصولاً إلى جعل أنشطتهم الزراعية أكثر استدامة. ومن وجهة نظر Elly، فإن هذا النوع من تقاسم المهارات أمر محوري للاقتصاد الأخضر. فيقول: "أعتقد أنه من المهم تشجيع أنشطة بناء القدرات بين الأقران، التي من شأنها أن تعزز إحداث تغيير في تصور الأجيال الشابة للوظائف الخضراء، علاوة على توفير الكفاءات المناسبة".

Ali Hawau - الكاميرون

Ali منتجة لطيور اللاحم التي تعلن عنها وتبيعها من خلال مختلف المنصات الرقمية. كما أنها تستخدم روث الطيور في البستنة، وهي ممارسة عضوية تسمح لها بالاستفادة من أوجه التآزر بين المحاصيل والماشية من خلال استخدام النفايات استخداماً منتجاً. وهي تعتقد أنه ينبغي إدماج مثل هذه الممارسات الزراعية الإيكولوجية - تلك التي تهدف إلى زيادة تنوع المحاصيل وتقليل المدخلات الخارجية - على نطاق أوسع. وتشعر Ali بالقلق أيضاً إزاء الروابط بين المزارعين والأسواق. فهي ترى أن قلة الطرق، على وجه الخصوص، هو سبب رئيسي للتحديات المتعددة التي تواجه المناطق الريفية، بدءاً من فقدان المحاصيل القابلة للتلف وصولاً إلى إقبال العديد من الشباب على الهجرة إلى المناطق الحضرية بحثاً عن عمل. وتقول: "إن إنشاء طرق جيدة سيسهل نقل المواد الغذائية ويحد من خسائر ما بعد الحصاد. كما أنه سيساهم في تقليل هجرة الشباب."

Henry Fordi - غانا

Henry مزارع عضوي. وهو أيضاً قائد مشروع غوزاكوزا المتمثل في فريق يقوم بتدريب الشابات والطلاب والمزارعين على أهمية الزراعة العضوية ويدعمهم في بدء الأعمال التجارية الزراعية المستدامة أو توسيع نطاقها. ويقدم Henry نفس الحنكة التجارية لمسألة الوظائف الخضراء. فيود أن يرى المزيد من "برامج الإرشاد التي يمكن أن تزود الشباب بالمهارات الملائمة لريادة الأعمال وترافقهم على طول مسار تطوير أعمالهم"، على حد تعبيره.

Henry Fordi - غانا

John هو منسق أكاديمية الأغذية في شبكة الشباب للوجبات المتأنية في أوغندا، التي يدرب من خلالها المزارعين الشباب على ممارسات الزراعة الإيكولوجية. كما أنه يربي الخنازير ويزرع محاصيله الخاصة. وفي عمله، يشهد فقدان الكثير من المحاصيل الصالحة بسبب الأسواق المشبعة - لذلك يعتقد أن الاستثمار في التكنولوجيا التي تساعد على تجنب هدر الأغذية سيكون أمراً بالغ الأهمية في السنوات المقبلة. ومن وجهة نظره، فإن مساعدة الوظائف الخضراء على التحول إلى الرقمنة ستجعلها أيضاً جذابة للأجيال القادمة من العمال.

Kone Zie Daouda - كوت ديفوار

ينتمي Kone إلى شبكة الشباب للزراعة الذكية مناخياً، التي يساعد من خلالها الشباب - الجدد في مجال الزراعة وأولئك المنتمين بالفعل إلى القطاع - على تحسين معارفهم الزراعية ومهاراتهم في ميدان أبحاث السوق ونسج العلاقات. ويرى Kone أن المساحات الرقمية بمثابة مساحات اجتماعات لشباب الريف. وهو يأمل في أن تسهل الابتكارات التكنولوجية الروابط بين شباب الريف - وأن تساعد مثل هذه المنصات على زيادة مشاركتهم أيضاً. كما أنه يتمنى أن ينخرط الشركاء الإنمائيون، مثل الحكومات والمنظمات غير الحكومية، على نطاق أوسع مع الشباب العاملين في مجال الزراعة.

طريق جديد للمضي قدماً: الجمع بين الاستدامة والربحية

أكد سفير الشباب والتعليم والعمل في وزارة الخارجية الهولندية بعد أن استمع إلى جميع المشاركين في الحوار على ضرورة عدم إحباط الشباب عند بدء أعمالهم التجارية الخاصة. فغالباً ما تكون تكاليف الإنشاء مرتفعة، الأمر الذي قد يبدو شاقاً للشباب الذين يأملون في تحقيق "مكاسب سريعة"، وعادة ما لا تظهر الفوائد إلا على المدى الطويل. وبالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أن الزراعة الخضراء تنطوي على إمكانات هائلة كقطاع، إلا أنه يتعين وضع الربحية في الاعتبار أيضاً.

ومع ذلك، خلص إلى أن شباب الريف - مثل أولئك المشاركين في الحوار، وعدد لا يحصى من الآخرين - أثبتوا أنه من الممكن إيجاد أعمال زراعية مستدامة ومربحة في الوقت ذاته.

ويدرك الصندوق بدوره أن الاستدامة والربحية يمكن أن يتواجدا معاً - وأن شباب الريف هم من بين محركات الاقتصاد الأخضر الجديد. وكما هو الحال بالنسبة للعديد من المشاركين في الحوار، فإن التواصل مع القطاع الخاص يمثل أيضاً أولوية عالية للصندوق. ولقد بدأ الصندوق بالفعل في وضع أدوات وسياسات جديدة لتعميق انخراطه مع القطاع الخاص كوسيلة لدعم نمو فرص العمل لشباب الريف - ومستقبل مستدام.

تم تحرير هذه المقالة للمنتدى الافتراضي للشباب في القلب، وهو فعالية مخصصة لإشراك شباب الريف في الاقتصاد الأخضر.