برامج الصندوق القطرية تتكيف مع أزمة كوفيد-19: تحديثات من منطقة آسيا والمحيط الهادي

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

برامج الصندوق القطرية تتكيف مع أزمة كوفيد-19: تحديثات من منطقة آسيا والمحيط الهادي

المقدر للقراءة دقيقة 11

منذ أن تفحلت أبعاد الفيروس المسبب لفيروس كوفيد-19 حتى أصبح يشكل جائحة في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادي قبل ستة أشهر، أصبح حجم التحدي أصعب من أي وقت مضى. فعدد الحالات المبلغ عنها يستمر في الارتفاع، حيث أصبحت منطقة جنوب آسيا (بنغلاديش والهند وباكستان) هي أكثر المناطق دون الإقليمية تضرراً. حتى البلدان التي كان يثنى عليها في البداية لقدرتها على احتواء الفيروس تجد نفسها الآن تتصارع مع تزايد أعداد الحالات. كما أن الآثار الاجتماعية والاقتصادية المتوقعة عبر المنطقة حقاً مخيفة.

ومع ذلك، هناك بعض الأخبار المشجعة. فالأسواق الزراعية العالمية لا تزال مستقرة، وتثبت قدرتها على الصمود. ولا تزال مستويات إنتاج المحاصيل الأساسية، بما في ذلك الأرز، تسجل معدلات قياسية. ولضمان تأمين الأمن الغذائي على المستويين العالمي والإقليمي، من الضروري أن تستمر تجارة الأغذية دون انقطاع. ويواصل الصندوق العمل عن كثب مع الدول الأعضاء، ومنظومة الأمم المتحدة الأكبر، والشركاء الإنمائيين الآخرين لدعم مبادرات الأمن الغذائي في البلدان التي نعمل فيها، بما في ذلك برامج شبكات الأمان، والخدمات والمدخلات الزراعية، والتخزين الآمن للأغذية، ودعم التسويق والمساعدة في مجال التمويل الريفي. ونعمل أيضاً باستمرار على تحديث وتطوير دعمنا على المستوى القطري وفقاً للوضع على الأرض:

ففي باكستان، يقدم البرنامج الوطني للتخرج من الفقر NPGP الذي يموله الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وينفذه الصندوق الباكستاني للتخفيف من الفقر دعماً إضافياً لدخل الأسر المعرضة للخطر بشكل خاص، على أمل مساعدتها على تجنب البيع الاضطراري لأصول سبل عيشها ذات الأهمية الحيوية. ويمكّن مكمّل الدخل، المزمع استخدامه كرأس مال عامل، الأسر من شراء العلف للحفاظ على حيواناتها على قيد الحياة، وإصلاح الآلات الزراعية الأساسية، أو مواصلة تشغيل المشاريع الصغرى. وعلاوة على ذلك، في إطار مرفق تحفيز فقراء الريف الجديد التابع للصندوق، تم تخصيص منحة قدرها 1.07 مليون دولار أمريكي لإنشاء قنوات للإمداد بالمدخلات بين مجموعات المزارعين وموردي المدخلات. كما يتم تطوير وتشغيل منصة رقمية مبسطة، مع تقديم المدخلات إلى عتبات أبواب المزارعين.

وفي أفغانستان، يقدم المشروع المجتمعي للزراعة والثروة الحيوانية ومشروع برنامج دعم الأولويات الوطنية- 2 حملات توعية، إلى جانب التدريب والدعم الخاصين، لتمكين منتجي الثروة الحيوانية من تلبية متطلبات الصحة والنظافة الجديدة المتعلقة بكوفيد-19 للإنتاج والتجهيز، وبالتالي الحفاظ على قدرتهم على تسويق منتجاتهم. وأصبح اليوم التدريب البيطري يشتمل على مواد إضافية تتعلق بكوفيد-19. ويشمل المشروع المتكامل لتنمية الموارد المائية في أرغنداب المعتمد حديثاً والذي يموله الصندوق ومصرف التنمية الآسيوي، بناء مرافق التخزين البارد (للبطاطا والبصل) وتوفير مجففات شمسية (للفواكه)، كل ذلك لمساعدة المنتجين على الحفاظ على المنتجات الزراعية طازجة في حالات وقوع اضطرابات السوق المتعلقة بكوفيد-19. وتمت الموافقة مؤخراً على منحة جديدة لمرفق تحفيز فقراء الريف بقيمة 0.89 مليون دولار أمريكي لتكملة عملية إعادة البرمجة هذه من خلال توفير الدعم للمدخلات الأساسية وتسهيل وصول المنتجات إلى الأسواق.

ولقد أعيدت هيكلة مشروع برنامج الخدمات الزراعية المعنية بالابتكار والصمود والإرشاد في كمبوديا لتقديم دعم فوري في مجال الإنتاج للفئات الضعيفة من أصحاب الحيازات الصغيرة. وفيما يلي بعض الأمثلة على مبادرات الدعم الجديدة التي يضمها المشروع: يتلقى المزارعون تدريباً إرشادياً ودعماً بالمدخلات لزيادة إنتاجيتهم، لا سيما فيما يتعلق بالمنتجات ذات الدورات القصيرة مثل الدواجن والخضروات. ولقد تم إنشاء أسواقاً متنقلة للخضروات على مستوى المقاطعات، مصممة بحيث تمتثل لجميع احتياطات السلامة ذات الصلة، لتعزيز الإنتاج والمبيعات المحلية. ويتم توصيل المحصلين والمشترين المحليين مباشرة بمجموعات المنتجين على نطاق صغير من أجل إعادة إنشاء سلاسل القيمة المحلية. وأخيراً (بدعم من منحة من جمهورية كوريا)، أُطلق المشروع "شامكا"، وهو سوق افتراضية توصل المزارعين بالمشترين والموردين.

وتكمّل منحة مرفق تحفيز فقراء الريف المعتمدة حديثاً بقيمة 0.54 مليون دولار عملية إعادة البرمجة هذه. وهي تركز على الدعم الفوري لإنتاج الفئات الضعيفة من منتجين الخضروات والدواجن المنزلية.

وتمت إعادة برمجة مشروع برنامج النهوض بأنشطة الأعمال الزراعية لدى أصحاب الحيازات الصغيرة في سري لانكا، ,الذي تم تصميمه في الأصل لدعم نهج سلسلة القيمة للشراكات بين المنتجين والقطاعين العام والخاص الذي يستهدف تصدير المحاصيل، بحيث يركز على سلاسل القيمة التي تستجيب مباشرة لقضايا الأمن الغذائي الناشئة المتعلقة بكوفيد-19، فاليوم أصبح يدعم 16 محصولاً ذا أولوية، بما في ذلك الذرة واللوبياء والفلفل الحار والماش (اللوبياء الذهبية)، بالإضافة إلى دعمه إنتاج بذور المحاصيل الرئيسية مثل البطاطا والفلفل الحار. ويقوم حالياً برنامج النهوض بأنشطة الأعمال الزراعية لدى أصحاب الحيازات الصغيرة أيضاً بإنشاء منصة رقمية متكاملة لتوصيل الشركاء على طول سلسلة القيمة بعضهم ببعض، ولضمان استمرار الأعمال التجارية الزراعية وخدمات التسويق، لا سيما للمشاركين في المشروع المتواجدين في المناطق النائية.

وتشهد جميع أنحاء الهند على أمثلة عدة لمشاريع أعيد توجيهها استجابة للأزمة. فلقد ساعد مشروع التخفيف من وطأة الجفاف في أندرا براديش في ولاية أندرا براديش صغار المزارعين على تسويق منتجاتهم الزراعية من خلال منصات مؤسسية ورقمية بالإضافة إلى التكيف مع الظروف الجديدة للسوق. وعلى سبيل المثال، اشترت مؤسسة البذور الحكومية بذور الفول السوداني من 73 منظمة منتجة للبذور خلال فترة الإغلاق بقيمة إجمالية قدرها 3 ملايين دولار أمريكي، مما أدى إلى زيادة دخل هؤلاء المنتجين بشكل كبير. وجاري انتقال المشاريع أيضاً إلى منصات رقمية للربط مباشرة بين المزارع والمستهلك. وفي جارخاند، على سبيل المثال، يبيع المزارعون الذين يدعمهم برنامج مشروع التمكين القبلي وسبل العيش في جارخاند الخضراوت والفواكه عبر تطبيقAajeevika Farm Fresh، وهو تطبيق طورته جمعية تعزيز سبل العيش في ولاية جارخاند. وفي ولاية ماهاراشترا، تتيح مجموعات المساعدة الذاتية التي يدعمها برنامج تجاسويني: تمكين النساء الريفيات بيع المنتجات الطازجة من خلال مجموعات واتساب/الهاتف. وفي أوتاراخند، يساعد مشروع دعم سبل العيش المتكاملة منتجي الزهور على التعامل مع الانهيار في الطلب أثناء الإغلاق من خلال دعم انتقالهم إلى منتجات ذات قيمة أعلى، مثل مساحيق بتلات الزهور وأعواد البخور والأصباغ الطبيعية.

وتم تكييف البرنامج القطري في بنغلاديش بعدد من الطرق، مع التركيز بشكل خاص على الإمداد بالمدخلات وتقديم المساعدة في مجال التسويق للفئات الضعيفة من المزارعين. وعلى سبيل المثال، قام مشروع المنافسة الزراعية لأصحاب الحيازات الصغيرة بتوزيع بذور الخضروات وتوفير التدريب على إنتاج الخضروات والفواكه عالية القيمة. ولقد تم تسليم البذور مباشرة إلى عتبات أبواب المزارعين لتجنب الازدحام في المكاتب المحلية. وفي الوقت نفسه، قدم مشروع البرنامج الوطني للتكنولوجيا الزراعية- المرحلة الثانية عربات ريكاشا تعمل بالبطاريات لمساعدة مربي الماشية على بيع منتجاتهم. ولقد عملت هذه العربات الريكاشا بمثابة "أسواق على عجلات" ساعدت المزارعين على نقل الحليب والبيض والدواجن واللحوم ومنتجات الألبان مباشرة إلى المجتمعات المحلية وعتبات المنازل، مما أدى إلى تقليل مخاطر الانتقال المجتمعي للعدوى وتجنب الأسواق التقليدية الرطبة قدر المستطاع. كما دعمت المرحلة الثانية من البرنامج الوطني للتكنولوجيا الزراعية أسواق الأسماك والمحاصيل على الإنترنت، وشراء إمدادات المدخلات الهامة (البذور، والأسمدة، والأعلاف، ومنتجات الصحة النباتية)، وتكنولوجيا ما بعد الحصاد المتعلقة بالتخزين الآمن للأغذية وإطالة مدة الصلاحية. وعملت المشاريع في سائر أنحاء البلد أيضاً مع الشرطة المحلية لضمان حرية حركة السلع الزراعية أثناء الإغلاق.

وأخيراً، ساعد مشروع الترويج للمشاريع الزراعية وإضفاء الطابع التجاري على الزراعة 1.3 مليون فرد من أصحاب المشاريع الصغرى في مختلف أرجاء بنغلاديش على تنفيذ البروتوكولات الصحية لضمان التشغيل الآمن ونقل المنتجات. كما ربط المشروع ما بين المزارعين وتجار التجزئة عبر الإنترنت لتمكينهم من تسويق محاصيل عالية القيمة. وتُستكمل هذه المبادرات بمنحة مرفق تحفيز فقراء الريف المعتمدة حديثاً البالغ قيمتها 0.915 مليون دولار أمريكي، والتي ستوفر المدخلات وبناء القدرات لمساعدة الأسر على تطوير حدائق خضروات منزلية غنية بالمغذيات.

ولتحسين فرص الحصول على التمويل، قامت الصناديق الإنمائية للمرأة، وهي مبادرة يدعمها الصندوق تعمل في 11 محافظة في فييت نام، بتمديد المواعيد النهائية لسداد القروض وبخفض أسعار الفائدة. وأدت مشاريع أخرى يمولها الصندوق في سائر أنحاء البلد إلى تسريع دعم المنح المطابقة لمجموعات المزارعين ذات الاهتمام المشترك مع خفض عتبات مساهمات أعضاء تلك المجموعات. وقدمت هذه المشاريع أيضاً تدريباً مهنياً يستهدف الشباب الذين فقدوا وظائفهم في المدن فعادوا إلى المناطق الريفية. ولضمان السلامة، تجري الآن التدريبات الإرشادية بشكل افتراضي. كما دعم الصندوق تطوير نظام تسويق عبر الإنترنت قائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بدعم مالي من حكومة جمهورية كوريا.

وفي إطار مشروع ‏سامريدهي - مشروع المشاريع الريفية والتحويلات الجاري، تعطى الأولوية إلى الأسر المهاجرة في ريف نيبال لمنحها فرص جديدة للحصول على العمل وإدرار الدخل، مع التركيز على التدريب المهني، لدعم العدد الكبير من العمال المهاجرين العائدين. وفي الوقت نفسه، تم تصميم مشروع برنامج سلاسل القيمة من أجل التحول الشامل في مجال الزراعة الذي تم وضع خطته مؤخراً ليتيح التسويق الآمن للمنتجات، بما في ذلك توفير التسويق الجماعي من خلال منظمات المنتجين، بحيث تجمع الشاحنات المنتجات بكميات كبيرة من القرى مباشرة. كما سيدعم المشروع توسيع نطاق الدفع الإلكتروني، فضلاً عن تبني ممارسات العمل الآمنة على نطاق واسع عبر سلاسل التوريد. وستركز إحدى منح مرفق تحفيز فقراء الريف المعتمدة مؤخراً البالغ قيمتها 0.543 مليون دولار أمريكي على توسيع مجال الخدمات الرقمية (مثل أسعار السوق الزراعية، والمعلومات التجارية، والمشورة الفنية والإنتاجية، والعروض من موردي المدخلات وغيرهم من مقدمي الخدمات) أمام المشاركين في العديد من المشاريع القطرية التي يمولها الصندوق. وستقدم لهؤلاء المزارعين أيضاً خدمات مالية رقمية، عبر بطاقة Kisan Card الجديدة والتطبيق المصاحب لها، التي تسهل المدفوعات عن بُعد - والمفيدة بشكل خاص في الحالات التي تكون فيها الفروع المصرفية قيد الإغلاق والمعاملات المادية غير ممكنة.

وثمة أمر واضح. لا يزال الطريق طويلاً أمامنا قبل أن نتغلب على الأزمة الحالية ونتوصل إلى توازن جديد في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وحتى ذلك الحين، لا يمكننا السماح لجائحة كوفيد-19 بعرقلة التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بحلول عام 2030. ولا يزال الصندوق ملتزماً التزاماً تاماً بالعمل في شراكة مع الدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة الأكبر للتخفيف من آثار كوفيد-19 على الأمن الغذائي، ولضمان عدم إغفال السكان الريفيين الأكثر ضعفاً.