بعد الزلزال في تركيا، يحتاج السكان الريفيون إلى المزيد من الدعم أكثر من أي وقت مضى

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

بعد الزلزال في تركيا، يحتاج السكان الريفيون إلى المزيد من الدعم أكثر من أي وقت مضى

المقدر للقراءة دقيقة 4
بنايات منهارة في شمال شرق مدينة عثمانية، تركيا. © Airbus DS 2023

من الصعب نسيان صور الدمار الذي تنفطر له القلوب والناجم عن زلزالين هائلين ضربا جنوب تركيا وشمال غرب سوريا في فبراير/شباط. ففي أثناء دقائق، تحولت أحياء بكاملها إلى ركام ومات أكثر من 000 50 شخص في تركيا وحدها. واليوم، يعيش ما يُقدر بحوالي 1.6 مليون شخص في مساكن مؤقتة. والمأساة الإنسانية لا يمكن تصورها. 

وفي حين أن الكثير من الدمار الذي جرى بثه على وسائل الإعلام تركز في المدن والمناطق الحضرية، فإن السكان الضعفاء الذين يعيشون في أرياف تركيا عانوا أيضا. وخسرت مجتمعات محلية زراعية لا حصر لها بيوتها وسبل عيشها، بمن فيهم العديد من المشاركين في مشروعات الصندوق. 

والخسائر الريفية لها تبعات خطيرة على الأمن الغذائي وسبل العيش في مناطق الكارثة وما هو أبعد من ذلك. فالمنطقة المتضررة تساهم بنسبة 9.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا، وتقع نسبة 17 في المائة تقريبا من الأراضي الزراعية للبلد ضمن المقاطعات الـ11 التي تأثرت بالزلزال – وهذه نكسة كبيرة تقع على صغار المزارعين وآخرين ممن يعملون في قطاع الزراعة. 

وعلاوة على ذلك، هناك قلق من أن المزارعين قد يجدون أنفسهم مضطرين لترك مناطقهم إلى مناطق أكثر أمنا والتوقف عن الزراعة. وهذا بدوره قد يزيد أسعار الأغذية في سائر أنحاء البلد في وقت يعاني فيه السكان بالفعل من ارتفاع تكاليف المعيشة

ومن أشد المشروعات الممولة من الصندوق تضررا مشروع التنمية الريفية في المرتفعات الذي نُفذ في عام 2017 لتعزيز الفرص الاقتصادية لصغار المزارعين وقدرتهم على الصمود من خلال دمجهم في تجمعات مربحة. وفي أعقاب الزلزال، يحتاج المشاركون في مشروع التنمية الريفية في المرتفعات إلى استثمارات كبيرة إذا كان لهم أن يستأنفوا حياتهم ويحققوا أهدافهم الإنمائية. 

واستجابة للكارثة، قرر الصندوق والحكومة التركية إعادة توجيه بعض أموال مشروع التنمية الريفية في المرتفعات لغرض وضع حزمة دعم على وجه السرعة لأكثر من 200 من الأسر الأكثر تضررا. وسوف تساعدهم الحزمة على الحفاظ على أعمالهم في مجال الثروة الحيوانية بتزويدهم بحظائر لإيواء أغنامهم، وخزانات لتوفير المياه لأسرهم وحيواناتهم، وأنظمة طاقة شمسية محمولة لتوليد الكهرباء. وفي المستقبل، سيواصل فريقنا القطري دعم النداءات من أجل التمويل وتنسيق العمل، من أجل تقديم الإغاثة في المدى القصير دون الإخلال بالأهداف الإنمائية المتوسطة وطويلة الأجل لقطاع الزراعة. 

ولكن يلزم المزيد من الدعم. فعبر المحافظات المتضررة، اضطرب إمداد المدخلات الزراعية بسبب الحوانيت والمستودعات المتضررة. ومع الدمار الذي لحق بالعديد من حظائر الحيوانات، يحتاج المزارعون للحظائر، والأعلاف، والمساعدة البيطرية من أجل حيواناتهم. كما أنهم فقدوا معداتهم الزراعية، مما جعل بعض الإدارات المحلية تنشئ مناطق مشتركة حيث يمكنهم تقاسم الآلات. وعندما يصبح الطقس أكثر دفئا وتبدأ الأمطار في الانخفاض، سيحتاج المزارعون للمساعدة في إصلاح شبكات الري المتضررة. فسبل عيشهم تعتمد على ذلك. 

وإعادة الزراعة وسبل العيش الريفية إلى مسارها الصحيح أولوية حاسمة. ومع سعي السكان الريفيين في تركيا لإعادة البناء، يعمل الصندوق معهم دون كلل أو ملل لتقييم كيف يمكن لمشروعاتنا التحول نحو دعم تعافٍ مستدام وعدم ترك أحد يتخلف عن الركب.