ترسي الوكالات التي تتخذ من روما مقرا لها أسس التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي لصالح إنتاج الكسافا في الكونغو

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

ترسي الوكالات التي تتخذ من روما مقرا لها أسس التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي لصالح إنتاج الكسافا في الكونغو

المقدر للقراءة دقيقة 6
©IFAD/Fabiana Formica

في عشرات المنازل في بوينزا، وهي دائرة إدارية في جنوب غرب جمهورية الكونغو، تجمع المتطوعون حول موائد مطابخهم بترقب. وتمت دعوتهم هم وأسرهم إلى تذوق نوع جديد من دقيق الكسافا الصناعي المستورد من نيجيريا عن طريق إعداد الفوفو، وهو طبق جانبي كونغولي تقليدي يشبه الزلابية. وكان الدقيق المستورد من نوع مختلف عما اعتادوا على استخدامه – الدقيق المصنوع من الكسافا المزروعة محليا – لذا، طُلب من المتطوعين تقييمه من حيث اللون والرائحة والمذاق والقوام واللدانة والاتساق بوجه عام. ولحسن الحظ، كانت استعراضاتهم إيجابية، وحصل النوع الجديد على درجات عالية في كل بند.

ومع ذلك، كان هذا الحدث أكثر من مجرد جلسة تذوق بسيطة: فقد مثّل أحد جهود البلد العديدة، جنبا إلى جنب مع شركائه الإنمائيين، لمعالجة الشواغل الخطيرة المتعلقة بالأمن الغذائي والتغذية. والكسافا من المحاصيل الغذائية الأساسية لأكثر من 90 في المائة من الشعب الكونغولي، إذ تمثل ثلث متوسط استهلاك الغذاء اليومي للبلد ككل. وتعتبر جمهورية الكونغو أيضا أحد أكبر منتجي الكسافا في العالم، إذ يعمل 98 في المائة من مزارعيها في زراعتها. إلا أن إنتاج الكسافا على المستوى الوطني لا يغطي الطلب عليها، ويعتمد البلد اعتمادا كبيرا على الواردات لسد هذه الفجوة.

كما أن شحنة دقيق الكسافا النيجيري لم تكن استيرادا عاديا. وتم تنظيمها في إطار مشروع جديد، يموله مرفق التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي المشترك بين الصين والصندوق وتتم إدارته من خلال التعاون بين جميع وكالات الأمم المتحدة الثلاث التي تتخذ من روما مقرا لها، والتي لا تمثل سوى جزءا واحدا من تعاون أوسع نطاقا بين بنن وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو. وتشتهر منطقة أفريقيا، التي تقع فيها هذه الدول الثلاثة، بقدراتها على معالجة الكسافا – وقد صُمم هذا الجزء الخاص من المشروع لإحداث ثورة في صناعة دقيق الكسافا في جمهورية الكونغو.

البناء: التعاون من أجل زيادة إنتاجية دقيق الكسافا

على الرغم من أن المشروع لا يزال في أيامه الأولى، فأهدافه النهائية واضحة: إذ يهدف إلى وضع إطار وخطة عمل مستندة إلى الأدلة لإنتاج دقيق الكسافا المقوّى وبيعه في جميع الأسواق الوطنية والإقليمية. ويتمثل محور الخطة في إعداد مطحنة، تُبنى من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص، وستنتج منتجات الكسافا المقوّى بأسعار معقولة وستوفر سوقا يمكن الاعتماد عليه ويمكن للمزارعين على نطاق صغير البيع فيه. وفي الوقت نفسه، سيتواصل المشروع أيضا مع منتجي الكسافا على نطاق صغير هؤلاء، على أمل مساعدتهم على زيادة قدراتهم الإنتاجية وإيجاد مشترين آخرين في سلاسل القيمة الصناعية.

ويمثل هذا الأمر بطبيعة الحال خطوة هائلة، وهو ما تدعو إليه جميع وكالات الأمم المتحدة الثلاث التي تتخذ من روما مقرا لها – الصندوق، ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي – للعمل معا. ومع ذلك، وكما هو معتاد في مجالات التعاون بين هذه الوكالات، تعرض كل وكالة خبرتها الخاصة على المائدة. فسيركز الصندوق على إنشاء منظمات وروابط: تعزيز منظمات المزارعين، وإرساء شراكات مفيدة لجميع الأطراف، وتوليد أموال لتوسيع نطاق قدرات المنتجين على نطاق صغير. وستؤدي منظمة الأغذية والزراعة دورا رياديا في تطوير واعتماد معايير سياساتية للكسافا. وسيقوم برنامج الأغذية العالمي بالتنسيق بين مختلف الشركاء وسيساعد على تيسير تحسين وصول منتجي الكسافا إلى الأسواق. وسيسفر التعاون بين الوكالات أيضا عن الشراكة بين القطاعين العام والخاص اللازمة لبناء المطحنة.

وكما هو معتاد في جميع المشروعات الجديدة، انصب تركيز الجهود المبكرة على بناء قاعدة بحوث صلبة لتوجيه الأنشطة المستقبلية. وبعد وقت قصير من إطلاق المشروع، وضعت الوكالات التي تتخذ من روما مقرا لها خطة عمل مفصلة للمشروع، بالتعاون الوثيق مع الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية الاستوائية. ويجري بالفعل بذل عدة جهود تتعلق بالبحوث، بما في ذلك تحليل السوق ودراسات الأثر البيئي، إلى جانب وضع معايير وطنية لدقيق الكسافا.

دراسات، وتذوق وتدريبات في سلسلة قيمة محسنة للكسافا

وفقا للنتائج الأولية لهذه الدراسات، تعتبر العديد من أنشطة المشروع المبكرة جاهزة تقريبا للتنفيذ.

وفي القريب العاجل، ستبدأ مجموعات منتجي الكسافا على نطاق صغير في منطقة لوديما التدريب على كل شيء بدءا من إدارة المجموعة، ومرورا بكيفية تحديد شتلات الكسافا عالية الجودة والمقاومة للأمراض، ووصولا إلى كيفية تشغيل معدات الزراعة. وفي الوقت نفسه، يعمل برنامج الأغذية العالمي مع هذه المجموعات لتحديد المواقع التي يمكن فيها بناء مستودعات لحصادها. وسيقوم حرفيون محليون ببناء هذه المستودعات، وهو ما يمثل طريقة أخرى يدعم المشروع من خلالها الاقتصاد المحلي.

كما تلوح في الأفق المزيد من اختبارات التذوق للدقيق النيجيري المستورد. وفي ظل استعداد المدارس – وبشكل أكثر تحديدا المقاصف المدرسية – لإعادة فتح أبوابها في أكتوبر/تشرين الأول، يخطط برنامج الأغذية العالمي لاستضافة جلسات تذوق للجمهور الأصغر سنا. ويأمل المشروع في النهاية في الحصول على مجموعة من الآراء من مختلف الفئات العمرية.

وعلى الرغم من أن عمل هذا التعاون قد بدأ لتوه، تبدو النتائج حتى الآن واعدة للغاية. ويمثل المشروع بداية جيدة للتعاون بين الوكالات التي تتخذ من روما مقرا لها من خلال التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي – ويشير إلى أن هناك أشكال تعاون أكثر ابتكارا وتنوعا مطروحة أيضا على المائدة لتطبيقها في المستقبل.

تعرّف على المزيد عن عمل الصندوق في جمهورية الكونغو.