تعزيز قدرة صغار المزارعين على الصمود أمر حاسم في عكس اتجاه ازدياد الجوع وفي القضاء على الفقر

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

تعزيز قدرة صغار المزارعين على الصمود أمر حاسم في عكس اتجاه ازدياد الجوع وفي القضاء على الفقر

اليوم الدولي للقضاء على الفقر

المقدر للقراءة دقيقة 4
©IFAD/Olivier Asselin

اليوم، وبمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر في الأمم المتحدة، أردت أن أتوقف قليلا للتأمل في التقدم الذي أحرزناه معا من خلال عمل الصندوق، والنظر أيضا في التحديات التي نواجهها في سعينا لزيادة الحد من الفقر.

كما نعلم، للفقر أبعاد عديدة: فهو لا يقتصر على الدخول المنخفضة ونقص الموارد، بل يتعلق بالجوع وسوء التغذية؛ والوصول المحدود إلى التعليم والخدمات الأساسية؛ والإقصاء الاجتماعي والضعف.

في عام 2015، وهو العام الذي اعتمدنا فيه أهداف التنمية المستدامة، كان حوالي 736 مليون شخص ما يزالون يعيشون على أقل من 1.90 دولار أمريكي في اليوم، ويفتقر الكثير منهم إلى الغذاء، ومياه الشرب النظيفة، والنظافة الصحية. وقد نجحت بلدان عديدة في الحد من الفقر المالي إلى حد كبير منذ ذلك الوقت، ولكن حقيقة أن ذلك لم يصحبه انخفاض في الفقر المتعدد الأبعاد يكشف النقاب عن قصة معقدة. فبعد تراجع دام فترة طويلة، أخذ عدد السكان الذين يعانون من نقص التغذية في العالم في الارتفاع منذ عام 2015، وعاد إلى المستويات التي شهدناها قبل عشر سنوات. ويقدّر عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية حاليا بحوالي 821  مليون نسمة، مقارنة بعدد 777 مليون نسمة في عام 2015.  وهذا يعني للأسف أننا لسنا في المسار الصحيح لتحقيق المستوى المستهدف للهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة المتمثل في كون نسبة تقل عن ثلاثة في المائة من سكان العالم تعيش في فقر مدقع (والكثير منهم في المناطق الريفية)، أو الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع.  وكل من هذين الهدفين ذو أهمية مركزية لمهمة الصندوق.

يمثل جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 80 في المائة من السكان الذين يعيشون في فقر مدقع. وبالإضافة إلى هذا، فإن معدل الفقر في المناطق الريفية هو 17.2 في المائة – أكثر من ثلاثة أضعاف مستواه في المناطق الحضرية. ومع مرور الوقت، تواجه هذه المناطق تهديدات جديدة يجلبها تغير المناخ، والصراع، وانعدام الأمن الغذائي، مما يعني أنه سيلزم القيام بالمزيد من العمل لمساعدة السكان على الخروج من دائرة الفقر.

وتعزيز صمود المزارعين على نطاق صغير وقدرتهم على التكيف أمر حاسم بالنسبة لعكس اتجاه ارتفاع الجوع والقضاء على الفقر. ويمكن لخبرة الصندوق واستثماراته المستهدفة المساعدة في تحقيق التحول الريفي الشمولي والمستدام، وهي تقوم بذلك. غير أن الاتجاهات التي نشهدها تعني أن العمل كالمعتاد لا يكفي إذا كنا نريد الرجوع إلى المسار الصحيح لتحقيق الهدفين الأول والثاني من أهداف التنمية المستدامة. ونحن هنا في الصندوق يحب علينا أولا أن نواصل زيادة جهودنا، بما في ذلك زيادة مواردنا، للقضاء على الفقر والجوع الريفيين في جميع البلدان لضمان عدم تخلف أحد عن الركب. وثانيا، يجب علينا أن نكمّل مشروعاتنا بإجراءات أخرى، مثل المزيد من العمل مع القطاع الخاص، والتمويل المستهدف القائم على المنح، والنظر في آليات إيصال بديلة في البلدان التي تعاني من الفقر الريفي وانعدام الأمن الغذائي المزمنين. وثالثا، نحن بحاجة لتوجيه جميع جهودنا لتيسير تطوير نظم غذائية مستدامة، ومغذية، وشمولية.  

وهذا يشكل تحديا لا يمكننا التصدي له بمفردنا. والشركات – مع الحكومات، والدول الأعضاء، والمؤسسات المالية الدولية والجهات المانحة الأخرى، وأهم من كل شيء المستفيدين من الصندوق – أمر هام للغاية. وقد حان الوقت لأن نفكر بصورة خلاقة في كيفية الاستفادة من خبرتنا لتعزيز تدخلاتنا وتحقيق الحد من الفقر المتعدد الأبعاد بشكل مستدام.

جميعنا نهتم بمهمتنا، ومن المهم في يوم مثل هذا اليوم أن نتوقف لنعترف بالتقدم الذي أحرزناه، ونتذكر أيضا التحديات الهائلة التي نواجهها. ولهذا السبب، يحتاج الصندوق لأن يواصل تحدي نفسه للقيام بالمزيد وبشكل مختلف. فمن غير المقبول في عام 2019 أن يكون عالمنا مكانا يزداد فيه الجوع سوءا، ويبقى فيه الفقر مشكلة هائلة. وليس أمامنا سوى 10 سنوات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.