تغيير حياة الأشخاص في أوقات عدم اليقين: كيف تبني الزراعة المبتكرة القدرة على الصمود

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

تغيير حياة الأشخاص في أوقات عدم اليقين: كيف تبني الزراعة المبتكرة القدرة على الصمود

المقدر للقراءة دقيقة 5

©IFAD/Susan Beccio

في حين تهرع البلدان للاستعداد لوباء فيروس كورونا العالمي وحماية مواطنيها واقتصاداتها، قد لا تبدو ولاية منظمة إنمائية ريفية للبعض ذات صلة خاصة بالأزمة الحالية. غير أن التجربة برهنت أن الأزمات والكوارث تحدث تداعيات جانبية متمثّلة في ارتفاع أسعار الأغذية والأعلاف، واضطرابات مدنية، وتقليص الخدمات الاجتماعية جرّاء قيام الحكومات بإعادة تخصيص ميزانياتها. وفي هذا الصدد، يتأثر الفقراء في البلدان النامية على الدوام أكثر من غيرهم، بغض النظر إن كانت الأزمات تطال المناطق الحضرية أو الريفية، لأنهم يتمتعون بقدرات أقلّ للتأقلم مع الآثار.

ويشكّل صغار المزارعين والشركات الريفية الصغيرة العامود الفقري للاقتصادات الريفية والنظم الغذائية والوطنية والإقليمية. ومن الحيوي أن يستمر دعم المناطق الريفية لمساعدة البلدان على تجنّب نقص الأغذية. ويؤثر إغلاق الحدود وإقفال المناطق على الخدمات الريفية ، بما فيها الأسواق المحلية والإقليمية، وقد يؤدي ذلك إلى تعطيل سلاسل إمدادات الأغذية مما يؤثر سلبًا على المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

ويولي الصندوق الأولوية للتنمية على المدى المتوسط والطويل لمساعدة المجتمعات الريفية على بناء القدرة على الصمود في وجه الصدمات بكل أشكالها. ويحتاج صغار المزارعين إلى الأدوات والموارد لإنتاج الأغذية وجني مداخيل مستدامة والتحلّي بالقدرة على الصمود للتأقلم مع الصدمات والانتعاش ومواصلة الخروج من دوامة الفقر – والبقاء خارجها.

ولقد نشرنا مؤخرًا، في منصة نهر الميكونغ هذه التابعة للصندوق، مجموعة من 15 قصة عن السكان الريفيين الذين شهدوا تغييرًا كبيرًا في حياتهم بفضل عمل الصندوق في كامبوديا ، وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وميانمار والفلبين وفييت نام.

وتتيح هذه القصص أمثلة عن تطوّر عملنا بصورة مستمرة، وتجريب أفكار جديدة وحل المشاكل بطرق مبتكرة والاستناد إلى الدروس المستفادة والنهوض بالمبادرات الناجحة لتتحوّل إلى مشاريع أوسع نطاقًا. كما تشدد القصص على أهمية إرساء شراكات واسعة النطاق في الميدان ودور الموظفين المتفانين المعنيين بالمشاريع في تحقيق نجاح تلك المشاريع. وكمنظمة قائمة على الأدلة والتعلّم، يؤمن الصندوق إيمانًا راسخًا بتقاسم المعارف. ونتمنى، من خلال جمع هذه القصص وتقاسمها، أن ننشر تجاربنا على جمهور أكبر وأن ندعم القرّاء لتعلّم المزيد عن القضايا التي يواجهها السكان الريفيون الفقراء.

وإني أدعوكم إلى الإصغاء إلى أصوات الأشخاص الذين يعيشون في مناطق نائية وريفية في جنوب شرق آسيا – وهم أنفسهم يدعون إلى النهوض بالابتكار والتغيير الفعال. وقد ينتمون إلى أقليات إثنية؛ أو قد يكونوا مزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة أو مشاركين في منظمات المزارعين من أجل المزارعين؛ أو قد يكونوا قد حصلوا على قرض لأول مرة؛ أو استفادوا من تدبير خاص بشراكة بين القطاعين العام والخاص. وعلى الرغم من انتمائهم إلى بلد واحد من أصل خمسة بلدان، فهم يتشاطرون قاسمًا مشتركًا الا وهو: القوة والرغبة في تغيير ظروفهم المعيشية.

وتضطلع الزراعة بدور رئيسي في اقتصادات هذه البلدان، نظرًا إلى أن قطاع الزراعة يوظّف معظم القوى العاملة فيها. وتشكّل تنمية القطاع الزراعي حلًا للتنمية الريفية والحد من الفقر في المناطق الريفية لأن فئة كبيرة من سكان كل بلد من البلدان تعتمد على الزراعة لتأمين سبل كسب عيشها. ويمثّل ذلك مفتاحًا لتعزيز الأمن الغذائي وتحسين تغذية الأسر. وتركّز الحكومات على الزراعة من أجل تحقيق تحوّل اقتصادي واستحداث الوظائف في المناطق الريفية.

ولقد طالت البرامج والمشاريع الخاصة بالتنمية الزراعية والريفية التي يدعمها الصندوق في تلك البلدان أكثر من أربعة ملايين أسرة على مدى 25 عامًا. وثمة حاليًا، في تلك البلدان، 17 برنامجًا ومشروعًا مدعومًا من الصندوق، ويبلغ الاستثمار الإجمالي فيها حوالي 988.2 مليون دولار أمريكي. ولقد طبّقت المشاريع المدعومة من الصندوق جملة متنوّعة من التقنيات ، تتضمن اتباع نهج قائم على المجتمع المحلي لسلاسل القيمة، وتحسين التكنولوجيا، وزيادة الخدمات الإئتمانية والمالية، وإتاحة خدمات الإرشاد والتدريب، وتكييف الممارسات الزراعية مع تغيّر المناخ، وإيلاء الاهتمام لتحسين الأمن الغذائي والتغذوي، وتحسين سبل كسب العيش وجودة الحياة بصورة إجمالية بالنسبة إلى السكان الريفيين الفقراء في المناطق المستهدفة. وبالنظر إلى الماضي وسعيًا إلى المضي قدمًا، وبالنيابة عن فريق الصندوق العامل في كل من كمبوديا وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وميانمار والفلبين وفييت نام، بوسعي أن أقول بكل تأكيد أننا نفتخر بالعمل بالشراكة مع السكان المذكورين في هذا الكتاب وغيرهم من الآلاف من السكان الذين يعيشون في المناطق الريفية في تلك البلدان. ونشكرهم على ثقتهم بنا بقدر ما نؤمن نحن بهم، ونتمنى أن يشهد قرّاء هذا الكتيّب على الثقة التي تضمن استدامة شراكاتنا مع المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة والأسر في المجتمعات المحلية الريفية.

ولقد تأثّرت أنا شخصيًا بالتحسينات الملحوظة التي شاهدتها في حياة السكان الريفيين خلال زياراتي الميدانية العديدة في الإقليم، كما ألهمتني التغييرات الإيجابية التي رأيتها بأم عيني خلال السنتين الماضيتين. وأتطلّع إلى أن يأتي يوم نتمكّن فيه من القضاء كليًا على الفقر والجوع في المناطق الريفية في الإقليم.

إقرأقصص من الميدان: الزراعة المبتكرة