خمسة أسباب تدفع الصندوق إلى وضع صغار المزارعين في صدارة تحويل النظم الغذائية

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

خمسة أسباب تدفع الصندوق إلى وضع صغار المزارعين في صدارة تحويل النظم الغذائية

المقدر للقراءة دقيقة 4

لا تتصف أنظمتنا الغذائية الحالية بالاستدامة. وتشهد مستويات الجوع ارتفاعا منذ عدة سنوات، حيث عانى ما يقدر بحوالي 690 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الجوع في عام 2019 - ومع آثار جائحة كوفيد-19، من المتوقع أن يشهد هذا الرقم قريبا زيادة قد تصل إلى 132 مليون شخص إضافي. وفي الوقت ذاته، تترتب على ممارساتنا للإنتاج الغذائي - ولا سيما التوسع في الزراعة الصناعية على نطاق واسع تكلفة بيئيةباهظة لا يمكن قبولها، مما يهدد الأمن الغذائي للأجيال القادمة.

إن هذا الوضع غير مقبول، وقد بات من الواضح أننا بحاجة إلى إعادة التفكير في جميع جوانب أنظمتنا الغذائية. ولهذا السبب، سيعقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قمة النظم الغذائيةفي عام 2021.

ونحن في الصندوق نؤمن بأن صغار المزارعين قادرون على تقديم حلول لهذه المشاكل. غير أنهم يحتاجون إلى الأدوات المناسبة ليحرزوا النجاح – ويستدعي ذلك منا إعادة توجيه النظم الغذائية بحيث تتم إتاحة فرص الازدهار لهؤلاء المزارعين، وتتم مكافأتهم بإنصاف على العمل الذي يؤدونه.

وترد فيما يلي خمسة أسباب تجعلنا نعتقد بأن النظم الغذائية التي يكمن صغار المزارعين المنتجين المزدهرين في صلبها كفيلة بمساعدتنا في بناء مستقبل مستدام.

  1. 1- تتم إعادة استثمار الدخل والأرباح المتزايدة بين صغار المزارعين وأعمالهم التجارية في الاقتصادات المحلية، حيث تؤدي إلى تهيئة فرص العمل والنمو المنصف. ويعد ذلك أمرا بالغ الأهمية من أجل إتاحة الفرص للشباب الريفي لكي يعيشوا ويزدهروا في مجتمعاتهم المحلية. وبالمقابل، تميل الفوائد المتأتية عن نماذج الزراعة الصناعية واسعة النطاق إلى الافتقار إلى هذه الروابط المحلية، حيث تظهر الدراسات ما تتركه من آثار سلبية على الدخل المحلي وعدم المساواة.
  2. 2- وتعد نظم الزراعة على نطاق صغير في كثير من الأحيان أكثر استدامة من الناحية البيئية. وغالبا ما يكون لدى صغار المزارعين مستويات أعلى من الارتباط بالمناظر الطبيعية والنظم الإيكولوجية المحلية. وتعتمد الممارسات المستدامة والقائمة على الطبيعة مثل الزراعة العضوية، وتناوب المحاصيل، والزراعة الدائمة ذات الإدارة المتكاملة للآفات، على ما يتمتع به صغار المزارعين من ثروة معرفية بالبيئة المحلية.
  3. 3- وتعتبر المزارع صغيرة النطاق ذات أهمية حاسمة بالنسبة للأمن الغذائي والتغذية للفئات الضعيفة. وغالبا ما تخدم هذه المزارع الأسواق المحلية والداخلية، بما في ذلك المجتمعات التي لا تصل المتاجر الحديثة إليها. وهي تلعب دورا هاما بشكل خاص في البلدان النامية: إذ أنها، على سبيل المثال، تنتج أكثر من 70 في المائة من السعرات الحرارية الغذائية في أمريكا اللاتينية، وأفريقيا جنوب الصحراء، وجنوب وشرق آسيا.
  4. 4- وغالبا ما تكون الزراعة على نطاق صغير أكثر إنتاجية من الأنواع الأخرى من الأعمال الزراعية، بما في ذلك المزارع الصناعية. وتم إثبات أن إنتاجية الأراضي في المزارع الصغيرة أعلى في العديد من السياقات، وذلك نتيجة للمزايا المرتبطة بالعمل والإدارة القائمَين على الأسرة. إذ يتسم العمال من الأسرة بحماسة أكبر، ويتمتعون بمعرفة أدق بالأرض، كما أنهم على استعداد لتحمل صدمات كفيلة بإلحاق الفشل بالمزارع التي تديرها المؤسسات.
  5. 5- كما تساهم الزراعة على نطاق صغير في الثقافة والمجتمع. وتمثل المجتمعات التي تتمحور حول الزراعة على نطاق صغير تراثا ثقافيا غنيا ومتنوعا يشمل الفن، والموسيقى، والتاريخ والعمارة. ويعد هذا النوع من الزراعة أيضا مصدرا غنيا للمعرفة التقليدية، حيث يقدم حلولا لتحقيق التوازن بين إنتاج الغذاء، وسبل العيش والعالم الطبيعي.
مواصلة إهمال احتياجاتهم. ويجب ربط المناطق الريفية والحضرية بصورة أفضل كي يتمكن صغار المزارعين من توفير غذاء صحي، وبأسعار معقولة، للمناطق الحضرية النامية.

 

ويجب أن تكون هذه القضايا وغيرها من القضايا المتعلقة بالتحديات التي تواجه صغار المزارعين ومجتمعاتهم في طليعة مداولات القمة ونواتجها. ويبدأ تحويل النظم الغذائية بحيث يخدم عملها الجميع بتلبية احتياجات أولئك الذين يعملون ضمن النظم نفسها. وحينها فقط يصبح بمقدور صغار المزارعين المساهمة في حل المشكلات التي نواجهها - والتأكد من توفير سبل عيش لائقة لهم ولأسرهم.

اضغط هنا لمزيد من المعلومات حول مشاركة الصندوق في القمة، بما في ذلك رسائلنا الرئيسية إلى العالم.