ذهب أزيلال الأحمر: الزعتر والزعفران في سبيل تمكين المرأة في الأطلس الكبير

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

ذهب أزيلال الأحمر: الزعتر والزعفران في سبيل تمكين المرأة في الأطلس الكبير

المقدر للقراءة دقيقة 5

© Mohammad Amiri/Unsplash

عادت فاطمة أماغار من الجامعة وفي جعبتها فكرة. وهي تُدرك أن النساء في موطنها في إقليم أزيلال، وهو مجتمع ريفي يشمل 000 10 نسمة في جبال الأطلس الكبير في المغرب، يعانين لإيجاد فرص عمل خارج المنزل بسبب الضغوط الاجتماعية والثقافية. غير أنها آمنت بحلّ موجود حرفيًا في متناول أيديهم. وأسست، في عام 2016، تعاونية أسمتها أماغار وانهمكت في العمل.

وتبدأ قصّة أماغار بمجموعة من خمس نساء كنّ يقطفن الزعتر في الغابة. وعلى الرغم من أن هذه الممارسة سائدة منذ زمن بعيد، غالبًا ما كانت عابرة ومتقطّعة وتتسبب في الكثير من الأحيان بانتزاع نبتة الزعتر من جذورها. وعلّمت تعاونية فاطمة النساء كيفية جمع الزعتر من دون إلحاق الضرر بالنبتة وكيفية تجفيف الأوراق المقطوفة وحفظها. كما سمح لهنّ ذلك بقطف الزعتر بمزيد من الكفاءة من دون تضارب مع واجباتهن الأسرية. ثم اشترت فاطمة الزعتر المجفف منهنّ لإعادة بيعه في أسواق مراكش. وكانت المرّة الأولى على الإطلاق التي تجني فيها تلك النساء أي مدخول.

وانتشر الخبر بسرعة بين نساء القرية. وأصبحت أماغار، في سنتها التشغيلية الثالثة فقط في عام 2018، تعاونية زراعية قوية تضمّ 122 عضوًا. والسبب وراء شعبيتها واضح: إذ ولّدت مبيعات الزعتر في أماغار، في عام 2018 وحده، عائدًا بقيمة 000 620 درهم مغربي – أي قرابة 000 60 يورو.

وأشارت فاطمة إلى "الصعوبة التي واجهتها النساء في البداية للحصول على إذن من أزواجهنّ للانضمام إلى التعاونية بسبب البيئة الثقافية المحافظة جدًا، غير أن المداخيل التي ولّدها النشاط هزمت ارتيابهم الأوّلي".

© PDRZM - عضوان في تعاونية أماغار خلال عملهما على الغرسات.

غير أن العمل التجاري المرتبط بالزعتر موسمي إلى حد كبير، ولا يوفّر فرصًا للعمل إلا لشهر واحد في السنة. وعقدت فاطمة العزم على مدّ نساء أزيلال بمصدر مستقرّ للدخل. وقررت المجموعة الصغيرة التي أطلقت التعاونية بالتالي إدخال زراعة الزعفران في مطلع عام 2017. وتشكّل الظروف المناخية في المنطقة ظروفًا مثالية لهذا النوع من المحاصيل، ويسهل للنساء زراعته في المنزل لأنه لا يحتاج إلا لقطعة صغيرة من الأرض. وتشكّل زراعة الزعفران أيضًا نشاطًا مربحًا للغاية بحيث يصل سعر الغرام إلى حوالي 4 يورو. ولا عجب إذا في أن يُعرف الزعفران عمومًا باسم "ذهب أزيلال الأحمر".

ولكن، بهدف إطلاق عجلة عملهنّ التجاري المتعلّق بالزعفران، توجّب عليهنّ قطع شوط أبعد - حيث مساهمة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية. وقدّمت أماغار، في عام 2018، طلبًا إلى برنامج التنمية الريفية في المناطق الجبلية المموّل من الصندوق ((البرنامج). ). وسمحت لهنّ الأموال المقدّمة بشراء 19 طنًا من بصل الزعفران مما ساعدهنّ على توسيع نطاق عملياتهنّ. ولم تتوقف مساعدة البرنامج عند هذا الحد. واستفاد أعضاء أماغار أيضًا من برنامج تدريبي مدعوم من الصندوق في مجال إدارة الأعمال التجارية مما سمح لفاطمة وزميلاتها بإدارة التعاونية بفعالية أكبر. وقالت فاطمة إنها "لم تكن تعرف كيفية المحاسبة في السابق أو كيفية الاضطلاع بالأعمال البيروقراطية الضرورية". ولكن، من خلال هذه المبادرة المموّلة من الصندوق، أصبحت نساء أزيلال من أصحاب الأعمال الزراعية الريادية."

وأتت خبرتهنّ الجديدة هذه بثمار سريعة. وباعت أماغار خلال سنتها الأولى من زراعة الزعفران في عام 2018، 15.5 طن بقيمة إجمالية قدرها 000 542 درهم – أي حوالي 000 50 يورو.

وبناء على هذا النجاح، واصلت التعاونية النهوض بأنشطتها. ولقد بدأت فاطمة وزميلاتها مؤخرًا بزراعة النباتات العطرية وإنتاج الزيوت الأساسية. وقرر المجلس الإقليمي في أزيلال، مستوحيًا من تجربة فاطمة، توسيع نطاق إنتاج الزعفران ليشمل 14 من البلديات الريفية الأخرى. ويقوم الأعضاء في تعاونية فاطمة الآن بتدريب تلك البلديات الجديدة على زراعة الزعفران.

ولا تكتفي تعاونية فاطمة بإنتاج السلع الزراعية وبيعها فحسب. فلطالما أرادت فاطمة أن تُحدث تعاونيتها أثرًا اجتماعيًا قويًا في مجتمعها المحلي. وتمكّن البرنامج من تقديم المساعدة في هذا الصدد أيضًا عن طريق توفير مجموعة من أنشطة بناء القدرات التي تستهدف المرأة بشكل خاص. ولقد بدأت أماغار أيضًا بجمع رسوم العضوية في صندوق اجتماعي للأعضاء يسمح لهنّ بشراء اللوازم المدرسية وتنظيم مخيّمات صيفية لأطفالهنّ.

وشرحت فاطمة أنه "من المهم جدًا الاستثمار في تربية الأطفال لأنهم يشكّلون مستقبل المجتمع المحلي. كما أنه من المهم أن نبرهن للرجال أن عمل النساء قد يعود بالفائدة على الأسرة برمّتها والمجتمع المحلي ككل."

وعلى الرغم من نجاح أماغار المدوّي، ما زالت التعاونية تواجه عددًا من التحديات. وتسعى التعاونية حاليًا إلى الحصول على شهادة بالإنتاج العضوي للزعفران مما سيساعد على فتح أسواق أكبر بعد في الداخل والخارج على حد سواء. كما تسعى إلى الحصول على تدريب إضافي في مجالات مثل معايير الجودة والتعبئة والتسويق.

وعلى الرغم من ذلك، لقد أثبتت أن الفرص المتساوية بين الجنسين والتحويلية من حيث المساواة بين الجنسين قد تعود بالفائدة على كل الأعضاء في أي مجتمع محلي. ومع استمرار الاستثمار، يمكن لذهب أزيلال الأحمر أن يثري المجتمعات المحلية في الإقليم لسنوات قادمة – ويتمنى الصندوق أن يواكب الجهود في كل مراحلها.

 

للاطلاع على المزيد من المعلومات حول عمل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية في المغرب..