صدمة حادة في تحويلات المهاجرين إلى أسرهم في إفريقيا

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

صدمة حادة في تحويلات المهاجرين إلى أسرهم في إفريقيا

المقدر للقراءة دقيقة 5

©FIDA/Marco Salustro

توقع البنك الدولي في شهر أبريل/نيسان حدوث تراجع حاد في التحويلات العالمية بنسبة 20 في المائة  تقريبا نتيجة جائحة كوفيد-19 وحالة الإغلاق العام الكبير، وهو ما يمثل مصدر قلق لأفريقيا التي تفد إليها تحويلات ضخمة – بما يزيد عن 60 مليار دولار أمريكي سنويا – تعد بمثابة شبكة أمان لملايين الأسر المعوزة، لا سيما في المناطق الريفية.

وقد اعتاد المهاجرون وأبناؤهم، سواء ممن هاجروا مؤخرا أو منذ فترة طويلة، على رعاية ذويهم في بلدانهم الأم.  وقد كان للتحويلات المالية على مر التاريخ غالبا دور مضاد للاتجاهات الدورية، نظرا لأن المهاجرين يدعمون أسرهم خلال الأزمات –  على غرار ما حدث في الفلبين خلال تفشي إنفلونزا الطيور عام 2003.

ولكن أهل الشتات، مثلهم مثل البلدان، عبارة عن مزيج مختلف من الأفراد. وكما توجد أسباب مختلفة وراء هجرة الأشخاص من بلدانهم الأم، تعد كذلك ظروف الأفراد والمجموعات مختلفة ودائمة التغير.

ولدراسة تأثير هذه الجائحة على تدفقات التحويلات والممارسات من خلال تداعياتها على بلدان الشمال والجنوب في نفس الوقت

تم إجراء مسح على 226 شخصا من الشتات الأفريقي في أوروبا وأمريكا الشمالية خلال الفترة من 1 إلى  17 مايو/أيار 2020.  وكانت معظم بلدان الشمال قد فرضت حالة إغلاق عامة في هذا الوقت، مع حظر الانتقالات وإغلاق شركات تحويل الأموال وبعض قطاعات الاقتصاد، مما كان له تأثير سلبي للغاية على العاملين بدوام جزئي والعمالة غير الرسمية.

وتوصل المسح إلى أربع نتائج رئيسية:  :

  1. 1- تعد التحويلات بالنسبة للكثيرين جزءا من المصروفات الأساسية لا يمكن الاستغناء عنه:  80 في المائة من المجيبين استمروا في إرسال التحويلات إلى أفريقيا  بالرغم من حالة الإغلاق العام وتداعياتها.
  2. 2- 46 في المائة من العينة استطاعوا إرسال نفس قيمة التحويلات (34 في المائة) أو زيادتها (12 في المائة). وللقيام بذلك، اضطر معظم المجيبين إلى تقليل استهلاكهم (76 في المائة من المجموعة). ولجأ عدد أقل إلى استخدام مدخراته (15 في المائة) أو اقتراض الأموال (3 في المائة). وقد تؤدي هذه التضحيات إلى مخاطر مالية أكبر مستقبلا، أو تهديد التضامن الأسري إذا استمرت الأزمة.
  3. 3- اضطر 54 في المائة   من المجيبين إما إلى تحويل مبالغ أقل (34 في المائة) أو التوقف مؤقتا عن إرسال التحويلات (20 في المائة) لعدة أسباب، تأتي مجتمعة غالبا، يتمثل أهمها في انخفاض الدخل (63 في المائة)، ويليه عدم توافر وسيلة التحويل المعتادة (33 في المائة) وارتفاع المصروفات بسبب حالة الإغلاق (27 في المائة). ونظرا لأن احتياج الأسر للدعم ازداد خلال هذه الفترة على الأرجح، أدى ذلك بالطبع إلى زيادة الفجوة بين حجم التحويلات التي يرسلها أهل الشتات والاحتياجات الفعلية المتزايدة للأسر.

  1. 4- وتعد شركات خدمات التحويلات المالية الرقمية من أكبر المستفيدين من حالة الإغلاق العام، حيث أصبحت وسيلة التحويل المفضلة لحوالي 70 في المائة من المجيبين. وقد أدى إغلاق شركات التحويل وحظر السفر إلى انخفاض حجم التحويلات النقدية وتراجع استخدام الشبكات غير الرسمية. وأشار 30 في المائة من المجيبين من الشتات السنغالي إلى أنهم اضطروا إلى تحويل مبالغ أقل أو توقفوا عن إرسال التحويلات بسبب عدم إتاحة تلك القنوات. غير أن الخدمات الرقمية المتاحة تقتصر على إرسال الأموال فقط: فمعظم التحويلات يتم تحصيلها نقدا، ولم تطرأ أية تغيرات على هيكل هذا القطاع الخدمي رغم انضمام أطراف جديدة إلى هذه السوق. 

    وقد أجرت بعض الشركات تخفيضات كبيرة على رسومها خلال الأزمة مستغلة المشكلات التي أثرت على القنوات غير الرسمية. وفي ظل احتمالية استمرار الأزمة لفترة مطولة، هل ستستمر العادات الجديدة أيضا؟ غالبا ما يتخذ القرار بالتعامل مع شركة جديدة بعد التشاور مع أحد أفراد الأسرة أو التعرف على تجارب الآخرين عبر الشبكات الاجتماعية. لذلك فإن هذا النوع من الدعاية الشفهية له تأثير كبير – ولكنه قد يكون تأثيرا إيجابيا أو سلبيا.

ولتعزيز صمود التحويلات في مواجهة الصدمات وجعل أهل الشتات أقل عرضة للمخاطر المالية، تقترح هذه الدراسة – التي لا تمثل سوى نبذة مختصرة مستوحاة من عينة صغيرة – تشجيع الخطوات التالية: :

  • - تخفيض الرسوم المفروضة على التحويلات بحيث تحصل الأسر على أكبر قدر من الأموال؛
  • - رقمنة التحويلات لتسهيل تنفيذها والحد قدر الإمكان من تداول النقود الورقية في الشمال والجنوب؛
  • - التوعية المالية لمرسلي التحويلات ومتلقيها لتعريفهم بالخيارات المتاحة التي تتمثل إما في الادخار أو البحث عن حلول أكثر نفعا؛
  • - دعم الشركات غير الرسمية للاندماج في القطاع الرسمي؛
  • - الاستثمار في الإنتاج لتعزيز الاستقلالية في بلدان الجنوب – لا سيما في المناطق الريفية – بحيث يمكن أن يكون للتحويلات دور أكبر في دعم الاقتصاد الحقيقي وتوفير فرص عمل جديدة.

 

Fleury هو مدير شركة  Red Mangrove Development Advisors. التي أجرت هذا المسح بدعم تقني ومالي من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية.