كيف يحافظ صغار المزارعين في المملكة العربية السعودية على كنز ثقافي

حبوب البن السعودي هي بمثابة حجر الزاوية لثقافة القهوة العربية التي تشتهر بتحميصها الخفيف ولونها الذهبي، وتقدم تقليديا للضيوف مع حب الهال أو الزنجبيل كدليل على الاحترام. 

ولكن في جبال جنوب شرق المملكة العربية السعودية، حيث يزرع البن منذ قرون، أخذ تغير المناخ يُحدث أثره. فموجات الجفاف أصبحت أكثر تواترا بحيث تهدد سبل عيش المجتمعات المحلية التي تزرع البن. 

وعلى الرغم من الظروف الصعبة، أقام المزارع الصغير حسن علي يحيى العزي مزرعة بن مزدهرة بفضل الدعم المناسب. 

الحفاظ على إرث الأسرة  

بالنسبة لحسن، زراعة البن ليست مجرد سبيل للعيش، وإنما تقليد عزيز متوارث من جيل إلى جيل. فمن سن مبكرة، كان يشاهد ويتعلم كيف يهتم والديه وأجداده بأراضيهم. 

وعندما انتقلوا وأُهملت أراضيهم، لم يتوقف حسن عن الإيمان بمزرعة الأسرة، ولم يفتر حماسه لزراعة البن أبدا. ولذلك عندما أتيحت له فرصة العودة لإحياء الأراضي الجرداء، لم يتردد أبدا في اغتنامها. 

ومن خلال مشروع المساعدة التقنية المستردة التكاليف، وهو مبادرة مشتركة بين الصندوق ووزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، تلقى حسن 150 شتلة بن. كما زُود بشبكة للتظليل وما يُعرف بنظام الري بالمياه المسمدة، بحيث تعطى النباتات السماد المذاب من خلال نظام الري. 

استغلال كل قطرة إلى أقصى حد  

يدعم مشروع المساعدة التقنية المستردة التكاليف مزارعي البن والمانجا في منطقة جازان، حيث تتعرض الإنتاجية الزراعية لتهديد متزايد. وهو يحقق المستوى الأمثل لاستخدام الموارد الشحيحة للمياه – وفي حالة حسن، على سبيل المثال، يؤمّن خزان للمياه الجوفية نجاح مزرعته. 

وحتى عندما حدث جفاف شديد بعد سنة من بدء حسن لعمله الزراعي، استطاع المقاومة حتى موسم الأمطار بفضل الخزان. وعندما امتلأ الخزان بمياه الأمطار، سمح له بمضاعفة أشجار البن لديه وجني 300 كيلوغرام من حبوب البن. 

كما تلقى حسن تدريبا على أساليب الحصاد والتقنيات الزراعية لمعالجة مجموعة كبيرة من التحديات. والآن، يقوم بتقاسم معرفته مع جيرانه من المزارعين، ويشجعهم على إحياء أراضيهم كما فعل هو. 

الاعتزاز بالتقاليد يجلب الازدهار 

زراعة البن السعودي مترابطة بالنسيج الثقافي لجازان، وحسن يريد أن يضمن بقاءها هكذا. وعندما لا يكون أطفال حسن في المدرسة ينضمون إليه في المزرعة ويتعلمون منه التقاليد العريقة التي تعلمها هو من والده. 

ويأمل حسن أن تكون الأراضي التي يرثونها مثمرة أكثر مما هي عليه الآن. وبدعم من مشروع المساعدة التقنية المستردة التكاليف، يأمل حسن أن يزرع الأراضي المتبقية وتحويل المزرعة بأكملها إلى مساحة خضراء منتجة. 

وتظهر قصته قوة التقاليد المحفزة من أجل التنمية الريفية المستدامة. فالأهمية الثقافية لزراعة البن في جازان تتجاوز القيمة الاقتصادية: إنها كنز وطني يشعر المزارعون بالفخر بتوريثه للأجيال القادمة. 

 

تاريخ النشر: 10 يوليو 2024