في سيراليون، لا يترك الإدماج الاجتماعي أحدا يتخلف عن الركب

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

في سيراليون، لا يترك الإدماج الاجتماعي أحدا يتخلف عن الركب

المقدر للقراءة دقيقة 5

اعتاد Abu Koroma أن يكسب عيشه من خلال التسول في شوارع مسقط رأسه، لونسار، في سيراليون. وعلى غرار غيره من العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة في هذا البلد الواقع في غرب أفريقيا، كافح هذا الرجل البالغ من العمل 42 عاما لتغطية نفقاته واعتمد بشكل كبير على مساهمة الغرباء والمساعدات الحكومية العرضية لدعم أسرته المكونة من ستة أفراد. 

وفي أوائل عام 2020، ازداد الوضع سوءا عندما ضربت جائحة كوفيد-19 وتوقف العالم. 

ومع انتشار الفيروس، تضرر من الإغلاق التام أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم ممن يعانون من شكل من أشكال الإعاقة بشكل غير متناسب – بمن فيهم Abu Koroma، الذي وجد حريته في التنقل مقيّدة وعيشه مهددا. 

ولكن هذه الأشهر الصعبة فتحت بريقا من الأمل. ففي أبريل/نيسان 2020، تواصل مشروع تطوير سلسلة القيمة الزراعية مع Abu Koroma وجرى تقديمه إلى مرفق تحفيز فقراء الريف، وهو مبادرة متعددة المانحين للصندوق تركز على مساعدة الأشخاص الأكثر تهميشا أثناء جائحة كوفيد-19 – بمن فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة – على تعزيز الأنشطة المدرة للدخل وتحسين التغذية. 

وقد شجع أعضاء مشروع تطوير سلسلة القيمة الزراعية Abu Koroma وغيره في لونسار ومجتمع مابيتور الأكبر على التفكير في كسب العيش من خلال الزراعة. وفي ظل وجود حدائق وحقول بالقرب من منازلهم، أصبحت زراعة الأراضي وسيلة عملية لكسب المال عندما يبدأ تطبيق قيود الإغلاق التام. 

من التسول في الشوارع إلى العمل في الحقول 

زود مرفق تحفيز فقراء الريف Abu Koroma وفريقه ببذور الخضروات وأدوات الزراعة والمُدخلات. IFAD/David Paqui© 

كان Abu Koroma، الذي كان يعاني من إعاقة في الحركة، متشككا، متسائلا: "كيف سأزرع؟". ولكن إعاقته لم تحول دون قيامه بذلك، وسرعان ما أصبح يعمل في الحقول. "الآن، أنا سعيد جدا لأن لدي مصدر رزق يمكّنني من كسب أموالي بدلا من التسول في الشوارع". 

ولم يمض وقت طويل حتى أصبح الفريق يضم 25 عضوا وانتُخب Abu Koroma قائدا له. وزودهم مرفق تحفيز فقراء الريف ببذور الخضروات، بما في ذلك الفلفل والبامية والباذنجان والطماطم، وأدوات الزراعة والمدخلات الزراعية الأخرى، بالإضافة إلى صندوق لدفع رواتب العمال النهاريين مقابل القيام بالأعمال التي كان من الصعب على المزارعين القيام بها بسبب إعاقتهم. 

وبالدخل الذي حققوه من محصولهم الأول من الخضروات، نوعوا واستمروا في زراعة 2.5 هكتار إضافي من الفول السوداني – وهو محصول نقدي مربح. وواصل Abu Koroma وفريقه إرث مرفق تحفيز فقراء الريف من خلال زراعة وبيع الخضروات وتوسيع نطاق أعمالهم. 

ويقول Abu Koroma إن أهم ما في الأمر هو معرفة أن أسرته لم تعد معرضة لخطر الجوع: "لن أضطر إلى العودة إلى الشوارع مرة أخرى للتسول، وأستطيع أن أدفع الرسوم المدرسية لأولادي وإطعام أسرتي بدون قلق. وقد فتح مرفق تحفيز فقراء الريف بابا كبيرا أمامي وغيّر نمط حياتي إلى الأبد". 

"الإعاقة ليست عجزا" 

عندما أُغلق البلد بسبب جائحة كوفيد-19، فقدت Mariama مصدر دخلها الرئيسي. IFAD/Fatmata Jalloh© 

على غرار Abu Koroma، تحمّلت Mariama Bi Jalloh البالغة من العمر 29 عاما العبء الأكبر من الجائحة. ومثلها مثل العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة في سيراليون، وجدت هي الأخرى عزاءها من خلال مرفق تحفيز فقراء الريف. 

وقبل الجائحة، كانت الأنشطة الرئيسية المدرة للدخل لمؤسسة Mariama غير الربحية – مؤسسة النهوض بالنساء ذوات الإعاقة – هي الخياطة، وصنع الصابون، وتشغيل محل حلاقة وصالون تجميل، وإنتاج منسوجات مصبوغة. 

وعندما أُغلق البلد، توقفت أنشطتها تماما وفقدت Mariama والنساء الأخريات في المؤسسة مصادر دخلهن الرئيسية. ومن المسلم به أن النساء ذوات الإعاقة يتعرضن لحرمان مضاعف، ويعانين من الاستبعاد بسبب جنسهن وإعاقتهن – ولهذا السبب، حدد مرفق تحفيز فقراء الريف أنهن من بين الفئات الأكثر تهميشا وتأثرا سلبا بالأزمة. 

وزود المشروع نساء المجموعة البالغ عددهن 22 امرأة، بالإضافة إلى ثلاثة رجال يقومون بالعمل البدني، بالبذور والأسمدة والمدخلات الأخرى لزراعة الخضروات. وحصلت النساء أيضا على تمويل للعمل اليومي واستئجار الآلات اللازمة لتجهيز قطعة أرضهن للزراعة. وذهبن لبيع محصولهن وكسب دخل لهن ولأسرهن. 

وتقول Mariama: "جاءت مساعدة مرفق تحفيز فقراء الريف في الوقت المناسب. فزرعنا البذور التي قُدمت لنا وبعنا الخضروات. وبالأموال التي كسبناها، استثمرنا في إنتاج الأرز، في انتظار موسم الجفاف التالي لزراعة الخضروات مرة أخرى". 

ويواجه الأشخاص ذوو الإعاقة – وخاصة النساء – العديد من العقبات في مجتمعها، ولكن Mariama مصرّة على مواصلة مواجهة التحديات التي تعترض طريقها وتوليد الفرص للنساء في مجموعتها. وتقول Mariama: "أنا واثقة من أننا بالزراعة، سنجني الأموال التي نحتاجها لإخراج الكثير من النساء ذوات الإعاقة – الأكثر ضعفا في مجتمعنا – من براثن الفقر. ونريد أن نظهر للعالم أن الإعاقة ليست عجزا".