قصة قريتين في طاجيكستان

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

قصة قريتين في طاجيكستان

الفارق الذي يمكن للري أن يحدثه

المقدر للقراءة دقيقة 6

في الأراضي الحدودية القاحلة لجنوب غرب طاجيكستان تقف الجدران الطينية المدمرة لقرية كودوماني بولو. لقد كانت القرية خضراء ومورقة في يوم من الأيام، ولكن عندما فشلت أنظمة الري، جفت الحقول والمراعي. ومع عجزهم على كسب رزقهم من أراضيهم، تركها القرويون واحدا تلو الآخر. وأصبحت كودوماني بولو مهجورة اليوم.

ولكن فقط ما وراء الحقول الميتة تقع قرية أخرى، اتخذ تاريخها منحى مختلفا جدا. إنها قرية كودومان، وهي خضراء ومورقة بقدر ما أن كودوماني بولو بنية اللون ومجدبة.

 

كودوماني بولو بنية اللون ومجدبة كأنها بلدة أشباح مهدمة البيوت. IFAD/Didor Sadulloev ©

عندما يخرج مصور الصندوق آلة تصوير، يشير Ahmet Bekmatov إلى ما حوله قائلا: "التقط صورا لكل ما هو أخضر، لأن كل هذا نما بفضل إمداد المياه التي جرى توفيرها."

من الصعب عند النظر إلى قطعة أرضه أن يصدق المرء أن هذه الأرض كانت مجدبة قبل سنتين فقط. واليوم، ينمو القمح عاليا، والبطيخيات غنية بالثمار. وأهم من ذلك أن مساحة 0.3 هكتار من الأراضي المزروعة تغل ما يكفي لإعالة Ahmet، وزوجته وأطفاله الأربعة.

في كل من كودومان وكودوماني بولو، كانت الأنابيب والقنوات التي أنشئت خلال الحكم السوفييتي توفر مصدر مياه ضروري جدا لهذا الإقليم القاحل. ولكن في العقود الحديثة، أدى نقص الموارد المالية، بالإضافة إلى النزاع العنيف، إلى عدم صيانة نظام إمداد المياه. فتحول التراب إلى غبار، وذبلت أشجار الفاكهة.

تتدفق المياه من الأنابيب إلى قنوات الري لتتيح للسكان زراعة أراضيهم. CASP-PMU ©  

كانت كودومان التي تقع على أرض مرتفعة عرضة بشكل خاص للجفاف. وبحلول عام 2008، جفت القرية حتى أن المياه المنزلية كانت تجلب إليها بالشاحنات. وأنفقت كل أسرة ما يقرب من 000 3 سوموني (حوالي 300 دولار أمريكي) في السنة على مياه الشرب وحدها، وهو ما يعادل متوسط دخل الأسرة المعاشية لمدة شهرين.    

ومع مرور السنوات، تركت 50 أسرة من أصل 300 أسرة قرية كودومان، وبدا أن المسألة مسألة وقت قبل أن يُتخلى عن القرية بشكل كامل.

ولكن في يناير/كانون الثاني 2020، ساعد برنامج دعم الزارعة القائم على المجتمع المحلي القرويين في كودومان على تشغيل الصنابير مرة أخرى. جرى تمديد أنابيب تحمل مياه الأنهار التي تغذيها الثلوج الواقعة إلى الشرق، ولأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن. لم يعد سكان كودومان مضطرين لدفع مبالغ باهظة من أجل المياه المنزلية. فقد أصبح لديهم الكثير من المياه للإصحاح وسقي ماشيتهم. والأكثر من ذلك أنه أصبح بإمكانهم الآن إعادة الحياة لحقولهم.

رئيس منظمة قرية كودومان، Achaldiev Hasan، أمام حقل للقمح. CASP-PMU © 

مع عودة إمداد المياه، أصبحت قطعة أرض Ahmet مزدهرة. وهو يزرع القمح والهندلاك، وهو نوع من البطيخ. ويبيع الفاكهة، ويحصد القمح للاستخدام المنزلي ولإطعام ماشيته.

وقد ربح في العام الماضي 600 31 سوموني (حوالي 100 3 دولار أمريكي). وهو يبني منزلا جديدا مستخدما هذا الدخل بالإضافة إلى المدخرات التي وفرها من عدم حاجته لشراء المياه. إنه استثماره الشخصي في المستقبل: وبفضل البنية التحتية للمياه، فإنه باق هنا هو وأسرته.

الهندلاك، وهو بطيخ محلي، ينمو في حقل مروي. IFAD/Didor Sadulloev ©    

بالنسبة لـ Ahmet وجيرانه، يلوح منظر كودوماني بولو دائما في الأفق وراء حقولهم المزروعة، والتي تنذر ببيوتها المهدمة بما قد يحدث من غير الاستثمار في الاستدامة.

ويقول Achaldiev Hasan، رئيس منظمة القرية: "كانت كودومان ستواجه نفس المصير لو لم يجلب برنامج دعم الزارعة القائم على المجتمع المحلي المياه إلى قريتنا. لقد كان لديهم أيضا محطة ضخ تعمل وقنوات في يوم من الأيام، وكانت بيوتهم جميلة. ولكن من غير المياه، فقد السكان الأمل وتركوا قريتهم في النهاية."

ولكن المستقبل يبدو مشرقا في كودومان. وقد بدأت الأسر تستوطن القرية من جديد، وأخذ الكثيرون مثل Ahmet Bekmatov يستثمرون في إعادة بناء منازلهم. وكما يقول Achaldiev: "لقد أعطانا المشروع المياه، وأعاد الأمل والسعادة إلى مجتمعنا المحلي. ويمكننا الآن التفكير في مستقبل هنا."

طالع المزيد عن عمل الصندوق في مجال المياه والري.

الماء يجلب الحياة للسكان الريفيين

هل العشب دائما أكثر خضرة حيث تسقط الأمطار؟

صعوبات وفرص الاستثمار في الري على نطاق صغير

كشف الحقائق حول المياه الجوفية