قياس مشاركة الشباب في الزراعة في تنزانيا وملاوي

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

قياس مشاركة الشباب في الزراعة في تنزانيا وملاوي

المقدر للقراءة دقيقة 7

في دراسة لسلسلة بحوث الصندوق أجريناها في الفترة الأخيرة، نظرنا إلى ديناميات العمالة في الزراعة في تنزانيا وملاوي. وعلى وجه الخصوص، نظرنا في مشاركة الشباب والبالغين الشباب. وفي تحدٍ لمفهوم المزارع المسن البالغ "65 عاما"، وجدنا في الواقع أن متوسط عمر المزارع هو حوالي 31 عاما في تنزانيا، و34 عاما في ملاوي.

إن شبح المزارع المسن يثير تساؤلات حول ما إذا كان الشباب يتركون الزراعة. ولكن عند الغوص في البيانات، تلوح بعض الأسئلة الأولية في الأفق، وأهمها: "من هو المزارع؟" ويبدو هذا وكأنه سؤال بسيط، ولكن نُهج الدراسة المختلفة تسفر عن إجابات مختلفة جدا.

في دراسة لسلسلة بحوث الصندوق أجريناها في الفترة الأخيرة، نظرنا إلى ديناميات العمالة في الزراعة في تنزانيا وملاوي.

من هو المزارع على كل حال؟

كما يفهم الكثيرون، المزارع هو شخص يعمل في الزراعة. ولكن ماذا لو أن شخصا يعمل بضع ساعات في الأسبوع في مزرعة أسرية وخمسة أيام في الأسبوع كموظف محترف؟ كيف نميّز بين شخص يساعد في عطلة نهاية الأسبوع وآخر يتخذ من الزراعة مهنة له؟ هل يمكن لأي فرد من أفراد الأسرة المشاركين أن يكون مزارعا، أم فقط صانع القرار الرئيسي للأنشطة الزراعية؟

إن سؤال كل شخص عن مهنته الأساسية لا يساعد دائما. فكثير من الأفراد ليس لديهم مهنة واحدة ويشاركون في عدد من الأنشطة لتوليد الدخل. وبعض الناس قد لا يعتبرون الزراعة مهنة حتى لو كانوا منخرطين فيها بقوة. وفي الواقع، ، نسبة 48 في المائة فقط من "المشغلين الرئيسيين" - أي أكثر صناع القرار نفوذا في المزارع – في الولايات المتحدة يعتبرون أن الزراعة هي مهنتهم الرئيسية.

وعلى هذا النحو، يحدد الباحثون بشكل متزايد مهنة الفرد بناء على مجمل المعلومات التي يقدمها عن أنشطته الاقتصادية. وهناك عدة خيارات لتصنيف المهن: (1) مقدار الدخل الذي يكسبه الفرد بالنسبة لجميع الأنشطة الأخرى؛ (2) مقدار الوقت الذي يقضيه في كل نشاط؛ (3) اتساق المهنة مع مرور الوقت. ويمكن أن يؤدي كل خيار إلى استنتاجات مختلفة، على سبيل المثال معدلات المشاركة في الزراعة عادة ما تكون أعلى من معدلات إجمالي وقت العمل الذي يقضيه الفرد في الزراعة بسبب الموسمية والأنشطة المتعددة في المناطق الريفية.

ولا بد أن يعتمد الاختيار النهائي على السؤال الذي يحاول المرء الإجابة عليه. وبدافع من تأكيد خطة عمل الشباب الريفي في الصندوقعلى فرص العمل للشباب في القطاع الزراعي الريفي، اخترنا تحديد النسبة المئوية للأفراد، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، الذين يستخدمون الزراعة كمصدرهم   الوحيد لتوليد الدخل، أي المزارعين ذوي المهنة الواحدة. والأهم من ذلك، نعتبر مهنة الجميع، وليس مجرد شخص واحد تحدده الأسرة على أنه الأكثر أهمية.

هل يقوم الشباب يترك الزراعة؟

بفضل البيانات التي تم جمعها لنفس الأشخاص على مدار عدة سنوات من استقصاء قياس مستويات المعيشة -استقصاء متكامل حول الزراعة الذي يصدره البنك الدولي، يمكننا أن نقيّم المشاركة الإجمالية، بالإضافة إلى الاتساق عبر مرور الوقت. وبالنظر إلى الافتراض بأن الشباب يتمتعون بدرجة عالية من الحركة، فهذه معلومات مهمة للتأكد من أنه يمكننا التعرف على الملتزمين بالزراعة، على الأقل على المدى القصير. وعند النظر في اتساق المشاركة على مدى فترة سنتين لكل بلد، تبرز بعض الاستنتاجات:

  • • أغلبية الشباب الريفي في تنزانيا وملاوي منخرطون في الزراعة كمهنتهم الوحيدة. غير أن المشاركة تقل في تنزانيا، وتزداد في ملاوي.
  • • من الذين بدأوا في الزراعة،أكثر من النصف يبقى في الزراعة..
  • • بشكل عام، الشباب أكثر احتمالا لأن يدخلوا في الزراعة من الانتقال إلى أي من القطاعات الأخرى (مجتمعة) أو البقاء في القطاع الخاص بهم. 
  • • مشاركة البالغين الشباب في الزراعة أقل بكثير من مشاركة الشباب في الزراعة. 

وهذه النتائج متسقة مع الدراسات الأخرى التي تغطي بلدانا أفريقية جنوب الصحراء الكبرى والتي استخدمت نُهجا بديلة لتحديد المشاركة في الزراعة.

فرص للاستثمار 

تقدم تنزانيا وملاوي دراستي حالة مثيرتين للاهتمام جدا للنظر فيهما، ولا سيما بالنظر إلى قصة التنمية المختلفة جدا في كل منهما. فهناك اختلافات ملحوظة بين البلدين. على سبيل المثال، تشارك نسبة أكبر من الشباب والبالغين الشباب في المناطق الريفية في الزراعة في ملاوي مقارنة بتنزانيا، التي تتمتع بناتج محلي إجمالي للفرد أعلى بكثير. وهذا يتسق مع توقعات التحول الريفي والوطني، مع أخذ البلدان بالتنوع من الزراعة نحو الخدمات والتصنيع الأكثر ربحية. والأكثر أهمية بالنسبة للقطاع الزراعي الريفي هو إضافة القيمة من خلال نظام الأغذية الزراعية.

والمشاركة في نظام الأغذية الزراعية الأوسع كبيرة وفي ازدياد في كل من تنزانيا وملاوي. وقد تم تعريف نظام الأغذية الزراعية  تقليديا على أنه يشمل كلا من الزراعة ومشاريع الأغذية الزراعية. وهو يشمل جميع الصناعات الداعمة اللازمة لقطاع زراعي نابض بالحياة -  من مقدمي المدخلات، والأطباء البيطريين، والنقل إلى المستخدمين النهائيين، مثل البقالين والمطاعم. ومن غير الطلب أو الصناعات الداعمة، من المستحيل أن تنجح الزراعة.

في تنزانيا، ازدادت مشاركة الشباب الريفي في نظام الأغذية الزراعية من 60 إلى 63 في المائة، بينما في ملاوي ازدادت النسبة من 73 إلى 80 في المائة. وضمن هذه الأرقام، يمكننا تصنيفها بحسب المشاركة في مشاريع الأغذية الزراعية والمشاركة في الزراعة.  وقد ازدادت المشاركة بين الشباب الريفي ضمن مشاريع الأغذية الزراعية بمقدار الضعف من 10 إلى 20 في المائة في تنزانيا، بينما بقيت متسقة نوعا ما عند 15 في المائة في ملاوي.

في حين قد يبدو أن المزيد من الشباب الريفي الملاوي يشاركون في مشاريع الأغذية الزراعية، فإن هذا العدد يخفي قدرا كبيرا من حركة الدخول إلى القطاع والخروج منه، ولا سيما الدخول إلى والخروج من الزراعة. وهذا يؤدي في النهاية إلى قصة إنمائية مختلفة، حيث تنمو مشاريع الأغذية الزراعية في تنزانيا، بينما تبقى أقل استقرارا في ملاوي.

ما الذي ينبغي أن نتعلمه من هذه الأرقام؟

بشكل عام، لا يزال من الصعب تحديد ما إذا كانت المشاركة في الزراعة ترجع إلى جاذبية القطاع أم كشبكة أمان. وفي حين أن المشاركة بين الشباب كبيرة، إلا أننا نفترض أن الزراعة تعمل إلى حد كبير كبديل للبطالة. ورغم جميع المخاوف حول عدم اهتمام الشباب بالزراعة، فإن الاستثمارات في نظام الأغذية الزراعية  توفر فرصة فريدة لاستهداف هذه المجموعة الديموغرافية، ودعم أولئك الذين يبقون في الزراعة على حد سواء.