كيف تؤثر الصدمات على آثار المشروعات؟

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

كيف تؤثر الصدمات على آثار المشروعات؟

حالة مشروع تعزيز إنتاج الأرز المروي والإعصار هايان في الفلبين

المقدر للقراءة دقيقة 4

©IFAD/GMB Akash

تبين لنا التجارب السابقة أن الدعم السريع والمناسب مطلوب لضمان حماية آثار مشروعاتنا من تأثيرات أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

ويمكن لجائحة كوفيد-19 أن تحد من أثر مشروعات الصندوق بطريقتين. أولاً، يمكن لفرض قيود على الحركة والتجمعات، إلى جانب إغلاق وحدات إدارة المشروعات وتوقف مقدمي الخدمات عن العمل، أن يُعيق مؤقتاً تنفيذ المشروعات. وثانياً، يمكن للصعوبات في الوصول إلى الأسواق والحصول على المدخلات والأموال والمعلومات أن يحول دون استفادة السكان الريفيين من أنشطة المشروعات. وهذا التهديد الثاني هو الذي ينطوي على أكبر الآثار على أهداف الصندوق الإنمائية طويلة الأجل لأن تأثيراته يمكن أن تستمر إذا لم يتمكَّن المستفيدون من التعافي بسرعة.

ويُشكلمشروع تحسين إنتاج الأرز المروي مثلاً لهذا التهديد. فقد كان الهدف من هذا المشروع الذي نُفذ في الفترة من 2010 إلى 2015 هو زيادة إنتاجية صغار مزارعي الأرز في الفلبين من خلال بناء نُظم قنوات الري وإعادة تأهيلها، وتعزيز رابطات مستخدمي المياه. غير أن كثيراً من مناطق المشروعات تضررت بشدة في عام 2013 من الإعصار هايان الذي كان أحد أقوى الأعاصير المسجلة حتى الآن وأكثرها تدميراً على الإطلاق.

وعلى الرغم من أن الصدمة التي سببها الإعصار كانت أشد مقارنة بجائحة كوفيد-19، فقد عرضت سُبل معيشة المستفيدين لتهديدات مماثلة. وتوقفت الأسواق عن العمل إما لأنها دمِّرت أو بسبب تعطل شبكات النقل، وبالتالي لم يتمكَّن المنتجون من بيع فوائضهم أو شراء المدخلات (خاصة أصناف البذور عالية الغلة). كما تقلصت السيولة المالية التي كانت محدودة أصلاً لدى كثيرين منهم، مما دفعهم إلى اتخاذ ترتيبات ائتمانية غير مواتية كانت تقوم على أساس بيع محاصيلهم للوسطاء مقابل الحصول على النقد للوفاء باحتياجاتهم من التدفقات النقدية قصيرة الأجل.

وبعد ثلاث سنوات، تبيَّن من تقييم للأثر أن أهداف المشروع - والتي كان من أهمها تحسين غلات الأرز ورفع مستوى الدخل - لم تتحقق للمستفيدين الأشد تضرراً بالإعصار هايان. وعلى الرغم من أن جهود الاستجابة التي بذلها الفريق القطري ساعدت أغلبية المستفيدين،  ظل البعض غير قادر تماماً على الاستفادة من الري المحسَّن بسبب الأضرار التي لحقت بالمعدات الرئيسية وبسبب الافتقار إلى سُبل الوصول إلى البذور.

ولم يكن مشروع تعزيز إنتاج الأرز المروي هو الوحيد الذي واجه صعوبات في أعقاب الإعصار. وخلص تقييم تناول جهود الاستجابة التي بذلتها إدارة التنمية الدولية، على سبيل المثال، إلى أن أنشطتها في مجال الإغاثة كان لا بد أن تكون أسرع ومتوافقة بصورة أفضل مع الاحتياجات المحلية، وكان لا بد من تقديمها على امتداد فترة زمنية أطول (تبيَّن على سبيل المثال أن دعم سُبل كسب العيش لمدة لم تتجاوز ستة أشهر عقب الإعصار لم يكن كافياً).

وشكلت الدروس المستفادة من هذه التجربة بالفعل جزءاً لا يتجزأ من عملنا. من ذلك على سبيل المثال أن برنامج الفرص الاستراتيجية القطرية للفلبين للفترة 2017-2022 يؤكد ضرورة الجمع بين استجابات أسرع للصدمات والدعم المناسب لتمكين السكان الريفيين من التكيُّف مع تأثيراتها - على غرار برنامج تنمية سلاسل قيمة الأغذية الزراعية الشاملة في موزامبيق الذي تم تصميمه للاستجابة للدمار الذي أحدثه الإعصار إيداي في عام 2019.

واستفاد الصندوق أيضاً في الآونة الأخيرة من هذه الدروس - المستخلصة من مشروع تعزيز إنتاج الأرز المروي وغيره من المشروعات - في استجابته التشغيلية لجائحة كوفيد-19. وسارعت فرقنا القطرية إلى إيجاد حلول مناسبة تركز على الدعم قصير الأجل لإنعاش سُبل كسب العيش على الأجل الطويل بتيسير من إجراءات سريعة تحقق التوازن بين الحاجة إلى السرعة وضمان الجودة. وأطلق الصندوق أيضاً مرفق تحفيز فقراء الريف من أجل توجيه الاستثمارات بسرعة إلى أنشطة الاستجابة في مجالات الوصول إلى المدخلات والأسواق، والتمويل الريفي، وخدمات المعلومات الرقمية.

وأثبتت تجربة مشروع تعزيز إنتاج الأرز المروي أن الصدمات يمكن أن تبطئ التقدم المحرز صوب تحقيق الأهداف الإنمائية. وتساعد الدروس المستفادة من هذه التجربة الصندوق على ضمان عدم تكرار ذلك في أزمة كوفيد-19.

اقرأ المزيد عن استجابة الصندوق لفيروس كورونا المستجد – كوفيد-19.

تعرَّف على المزيد عن عمل الصندوق في الفلبين وموزامبيق..