كيف تتلاقى الإعاقة وأزمة المناخ؟

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

كيف تتلاقى الإعاقة وأزمة المناخ؟

المقدر للقراءة دقيقة 4

الآن، نعلم جيدا أن آثار أزمة المناخ تمتد إلى ما هو أبعد بكثير من البيئة – إذ تؤثر على الدخل والغذاء والصحة والسلام. ونعلم أيضا أن الأشخاص المعرضين للخطر بالفعل هم الأكثر تضررا من تغير المناخ. ومن بين هؤلاء، الأشخاص ذوو الإعاقة، وخاصة أولئك الذين يعيشون في المجتمعات الريفية.
ويُقدر بأن هناك مليار شخص حول العالم يعانون من الإعاقة، 8 أشخاص من كل 10 أشخاص منهم في البلدان النامية.

حلقة مفرغة وكيفية الخروج منها
بالرغم من تأثر الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل غير متناسب بأزمة المناخ، غالبا ما يجري استبعادهم من المحادثات المتعلقة بكيفية الاستجابة للتحديات التي يفرضها الطقس المتغير. ويؤدي هذا التمثيل غير الكافي إلى تفاقم الحواجز القائمة أمام الحصول على الغذاء والمشاركة في إنتاج الغذاء، وهو ما يولد حلقة مفرغة يتعرض فيها الأشخاص ذوو الإعاقة لمزيد من الفقر والجوع.
ومع توقع نزوح 18 مليون شخص من الأشخاص ذوي الإعاقة بسبب الظواهر المناخية بحلول عام 2050، يجب علينا إشراكهم بشكل عاجل في العمل المناخي – كمشاركين وكصناع قرار.

مصلحة الجميع
يمكن للإدماج أن يساعد على تحسين فهمنا كيف أن التهميش يولد الضعف، كما أنه يساعد على تطوير مسارات مقاومة للمناخ وآمنة للغذاء. وبعد كل شيء، يعرف الأشخاص ذوو الإعاقة الكثير عن القدرة على الصمود وحل المشكلات اليومية في مواجهة حالات عدم اليقين. ويمكن أن يستفيد العالم من خبراتهم لإعادة التفكير في التنمية المستدامة.
ويستطيع الأشخاص ذوو الإعاقة، عند منحهم الدعم والموارد الكافية، أن يساهموا بشكل أفضل في المجتمع والاقتصاد، في حين أن الاستثمار في المزارعين ذوي الإعاقة يساعد على زيادة قدرة أسرهم على الصمود في وجه المناخ وأمنهم الغذائي.
 

ما الذي يفعله الصندوق لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة

في الصندوق، ندافع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ونعمل على إذكاء الوعي بالتحديات التي يواجهونها. وتحدد استراتيجية الصندوق القادمة لإدماج الإعاقة التزامنا بتصميم مشروعات وبرامج تشمل بشكل استباقي الفئات السكانية الفقيرة والضعيفة من ذوي الإعاقة.
ففي كينيا مثلا، يشير نقص هطول الأمطار إلى أنه يجب على المزارعين جميع المياه لمحاصيلهم ليلا، عندما يكون منسوب مياه الأنهار أعلى، ولكن الإعاقة الجسدية التي يعاني منها Leonard Murani منعته من القيام بذلك.
والآن، بفضل مشروع إدارة الموارد الطبيعية في مستجمعات تانا العليا، الذي يموله الصندوق، تضخ أنظمة الري المياه من النهر إلى مرزعة Leonard، وهو ما يساعده على زراعة أغذية مغذية ومستدامة، وتحقيق الإمكانات الاقتصادية للمزرعة، ومواجهة ندرة المياه في المستقبل.
ويوضح Leonard: "[بدعم الصندوق]، رأيت الكثير من التغيير. فنحن نزرع الأغذية المغذية التي تساعد أجسادنا، ونبيع الباقي".
"رسالتي إلى جميع الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم هي أن يكون لديهم الأمل. حتى لو شعرت أنه لن تستطيع أن تحقق شيئا ما، حاول، وستحققه".
وتعد الاستفادة من مهارات وقدرات جميع أفراد المجتمعات الريفية أمرا أساسيا لبناء اقتصادات ومجتمعات متساوية وشاملة ومستدامة تكون أكثر قدرة على الصمود في وجه المناخ وانعدام الأمن الغذائي.