كيف حضرت محطات الإذاعة للنجدة في نيبال

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

كيف حضرت محطات الإذاعة للنجدة في نيبال

المقدر للقراءة دقيقة 9

في شهر مارس/آذار الماضي، عندما دخلت نيبال في الإغلاق العام لإدارة جائحة كوفيد-19، أدرك
Sarbaraj Bhandari أنه في مأزق نوعا ما. فهو مزارع يمتلك قطعانا من الماعز، وكان بصدد رفع سوية وإدارة مرافق حظائر قطعانه بمساعدة من خدمات الإرشاد والدعم التقني المتاح للمزارعين المشاركين في برنامج تنمية القطاع الزراعي الذي تقوده وزارة الزراعة وتنمية الثروة الحيوانية ويدعمه الصندوق. ولكن عندما فرض الإغلاق العام قيودا صارمة على حركة السلع والأشخاص، انقطعت عنه الخدمات الاستشارية، كغيره من آلاف المزارعين الآخرين، مما أربك خططه.

وشرع فريق برنامج تنمية القطاع الزراعي في إجراء تقدير لأثر الجائحة على حياة وسبل عيش سكان الريف في محافظة كارنالي في نيبال، حيث كان البرنامج نشطا، في الوقت الذي جرى فيه الإعلان عن الإغلاق العام. وأدركوا أنه سيكون له أثر على الإنتاج الزراعي والحصاد وإمدادات المدخلات الزراعية والأغذية، ورغبوا في العمل بسرعة بهدف دعم المجتمعات الريفية على أفضل وجه.

وعندئذ علموا بالفجوة الحادة في الخدمات الاستشارية التي يعتمد عليها المزارعون مثل Sarbaraj. ومع الحد بصورة شديدة من السفر، والتباعد الاجتماعي الذي حدّ من التفاعل وجها لوجه، وصلت أنشطة التدريب وتبادل المعرفة إلى مرحلة جمود كامل. ولم يعد بإمكان المزارعين الحصول على المشورة التي يقدمها موظفو الإرشاد والخبراء ووكلاء التأمين والتجار وغيرهم من موفري الخدمات.

وحضرت محطات الإذاعة لنجدتهم. فمعظم الأسر الريفية تمتلك أجهزة راديو، والعديد منها يصله البث على موجة التضمين الترددي. ومنذ الأسبوع الأول من شهر مايو/أيار 2020، بدأت محطات الإذاعة المحلية الثلاث التي تبث على موجة التضمين الترددي- وهي Sanobheri FM، وSanopailaFM، و Dhrubatara FM- ببث برنامج على الهواء مدته ثلاثين دقيقة، مرتين أسبوعيا، بدعم من الحكومة المحلية في مسعى لملء هذه الفجوة. وكان البرنامج يبث في وقت مبكر من الصباح، أو في وقت متأخر من المساء عندما يحتمل للمزارعين أن يكونوا في بيوتهم، وقادرين على الاستماع والتركيز على جملة من المواضيع: مثل الخدمات الاستشارية، والمقابلات مع الخبراء، وتبادل التجارب بين المزارعين، وتحديثات عن سياسات الحكومات المحلية وخططها وأنشطتها من خلال برامج البلديات والمحافظات، والرسائل التقنية. وتضمنت الخدمات الاستشارية معلومات عن الممارسات الزراعية السليمة، وإدارة الآفات والأمراض، وهجمات الجراد، وإدارة إمدادات المدخلات، وتيسير التسويق، علاوة على معلومات عن التأمين وإدارة التعاونيات.

وعلم Sarbaraj بهذا البرنامج الإذاعي من خلال موظفي البرنامج، وبدأ بالاستماع له، ووجد بأنه لا يساعده على اعتماد الممارسات الجديدة في إدارة حظائر الماعز فحسب، بل أيضا على التعود على استخدام التكنولوجيات والممارسات الجديدة. ويقول: "بدأت بزراعة محاصيل مختلطة، وهي الزنجبيل والبقوليات والذرة الرفيعة بعد ما سمعت عن هذا الموضوع في محطة الإذاعة، ولم يؤد هذا الأمر إلى تحسين إنتاجية محصولي من الذرة الدقيقة فحسب، بل أيضا الى كسب بعض الدخل الإضافي من بيعي للزنجبيل".

وأضاف Narendra Rana، وهو مزارع من روكوم، أنه تمكن من ضبط انتشار دودة الحشد الخريفية باستخدام أساليب لمعالجتها اقترحها الخبراء الذين استضافهم هذا البرنامج. وعالج أيضا انتشار الجراد من خلال استخدام حلول محلية، مثل إحداث الكثير من الضجيج، كما أوصى به البرنامج. واستفاد Narendra أيضا من المعلومات حول إنتاج البصل وغيره من الخضراوات خارج موسمها، وذلك للتعويض عن العجز في الإمداد. وقال: "أدير حضانة للأطفال، لذلك عندما سمعت بأن المزارعين كانوا يبحثون عن شتلات للبصل بدأت بإنتاج المزيد منها لتزويدهم بها، وكان الطلب عليها عاليا جدا بحيث لم أتمكن من تلبيته!" ودُعي Narendra للمشاركة في البرنامج للتحدث عن تجربته.

Sarbaraj و Narendraمزارعان من أكثر من 15 000 مزارع تشير التقديرات إلى أنهم يصغون إلى هذه البرامج. ومع أن جميع هذه الحلقات كانت مسجلة مسبقا، إلا أنها وفرت الفرصة للمزارعين للتفاعل مع الخبراء أيضا. وكان بإمكانهم الاتصال بمحطة الإذاعة في أي وقت لطرح أسئلتهم، التي توجه فيما بعد إلى الخبراء، ويجري بث كل من السؤال والجواب في حلقات مقبلة.

وحققت هذه البرامج نجاحا كبيرا مع أشخاص آخرين أيضا. وقال Dev Kumar Oli، وهو مقدّم البرنامج الذي تبثه محطة Sanobheri FM، بأن المبادرة كانت ناجحة للغاية، وبأنه تلقى العديد من الاتصالات من المزارعين بحيث طلبت حكومة البلدية من المحطة تغطية الزراعة في نشرات أخبارها المحلية على أساس منتظم.
وقال
Mohan Budhathoki، الذي يعمل مع شركة تأمين ودُعي للتحدث عن فوائد التأمين على الزراعة والثروة الحيوانية، بما في ذلك الدعم الحكومي الذي تقدمه حكومة نيبال، بأنه كان سعيدا للغاية بعدد المزارعين الذين تمكنوا من الوصول إلى هذا التأمين، حيث أنه أوصى شركته بأن تطلق برنامجا إذاعيا مشابها على نفقتها الخاصة.

وتمثل هذه التجربة تذكيرا لنا بأنه وفي أجزاء عديدة من العالم لا تزال محطات الإذاعة أداة لا يمكن الاستغناء عنها لتبادل الأخبار والمعلومات ونقلها، وبخاصة عندما يتضاءل الدعم المقدم لخدمات الإرشاد الريفي. وعلى وجه الخصوص فإن محطات الإذاعة ا مصدر فعّال وموثوق للأخبار والمعلومات خلال أوقات الأزمات مثل جائحة
كوفيد-19، عندما تكون الثقة شبه منعدمة.