لا مكان يضاهي الوطن: شباب مولدوفا يجتذبون مشروعات الأعمال إلى الريف

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

لا مكان يضاهي الوطن: شباب مولدوفا يجتذبون مشروعات الأعمال إلى الريف

المقدر للقراءة دقيقة 7

يشهد قطاع الزراعة في مولدوفا تطورا وتحديثا متزايدين. ويعود السبب في ذلك إلى زيادة حضوره في الأسواق المربحة مثل الاتحاد الأوروبي، والجهود التي يبذلها الصندوق وحكومة مولدوفا للمساعدة في إعادة هيكلة القطاع، وذلك إلى حد كبير من خلال الاستثمارات المستمرة والدعم المالي لصغار المزارعين، بهدف مواكبة هذا التحديث.

وينبغي أن يكون الشباب الريفي في مولدوفا بمثابة بطل هذه القصة – ولا سيما أولئك الذين يتحلون بروح ريادة الأعمال. ومع ذلك، لا يزال الوصول إلى الائتمان والتدريب والتكنولوجيات الحديثة محدودا في هذه المجالات. ونتيجة لذلك، يرى عدد قليل من شباب مولدوفا فرصا مجدية لمستقبل مهني في قطاع الزراعة، ويبحث الكثير منهم في نهاية المطاف عن عمل في المراكز الحضرية في البلاد أو حتى في بلدان أخرى.

ومن منظور الصندوق، تعد جهود مولدوفا الرامية إلى تحديث قطاعها الزراعي مشروطة بحصول الشباب الريفي على فرص العثور على عمل مربح في الوطن. ونحن ندعم حاليا في مولدوفا مشروعين مكرسين لمساعدة الشباب الريفي على إطلاق مشروعات أعمال خاصة بهم في مسقط رأسهم. Octavian و Anaهما اثنان من آلاف الشباب الذين عملنا معهم حتى الآن. وها هي قصتهما.

Octavian خلال عمله في كرمه.

الأخوان Curjos: من مغتربين إلى تجار نبيذ

عمل Octavian Curjos وشقيقه لسنوات عديدة في المغترب. ولكن عندما أصبحا مستعدين أخيرا لتأسيس مزرعة عنب خاصة بهما، كانا على معرفة تامة بالمكان الذي يريدان لها أن تكون فيه - وهو مسقط رأسهما، قرية أندروسول دي جوس الواقعة في جنوب غرب مولدوفا. وفي نهاية المطاف، كما يقول Octavian ، يمكنك التأقلم جيدا مع العيش في المغترب، ولكن "مذاق الخبز ألذ بكثير في المنزل".

وعلى الرغم من استعدادهما لاستثمار قدر كبير من المدخرات التي جمعاها أثناء عملهما في المغترب، إلا أنهما شرعا بالبحث عن موارد أخرى قد تساعدهما أيضا - وعندها سمعا عن برنامج الصمود الشمولي الاقتصادي الريفي والمناخي.

وفي مولدوفا، قد يواجه الشباب صعوبات في الحصول على الائتمان. ونظرا لعدم وجود ضمانات وتاريخ تجاري راسخ، يفتقر العديد من أصحاب المبادرات الفردية الشباب المحتملين إلى القدرة على الإيفاء بشروط الإقراض الصارمة للغاية التي تفرضها المصارف، مما يطيل أمد الحلقة المفرغة. وهنا يأتي تدخل البرامج مثل برنامج الصمود الشمولي الاقتصادي الريفي والمناخي. وحتى الآن، نجح هذا البرنامج في تمكين أكثر من 1 500 من أصحاب المبادرات الفردية الزراعية الشباب، وساعدهم على الاستثمار في مشروعات أعمالهم الصغيرة من خلال ما قدمه من قروض ومنح، وعقده لحلقات عمل وزيارات دراسية منتظمة لمساعدتهم على معرفة المزيد عن حرفتهم.

وبفضل القرض الذي تلقياه من الصندوق، تمكن الأخوان من شراء شتلات العنب، والأعمدة والأسلاك - وكل ما تطلبه الأمر لتأسيس مزرعة العنب.

كما ساعدهما برنامج الصمود الشمولي الاقتصادي الريفي والمناخي في وضع خطة استثمار من شأنها أن تساعدهما على استخدام هذه الموارد بأفضل صورة ممكنة. وبالنسبة إلى تجار النبيذ مثل الأخوين Curjos، لا يعني ذلك التخطيط للنكسات الاقتصادية فحسب، وإنما الاستعداد للتحديات التي يفرضها المناخ المتغير أيضا. وبمساعدة البرنامج، وجها جهودهما نحو الجودة على حساب الكمية، مع التركيز على إنتاج نبيذ عالي القيمة وقادر على اجتذاب الأسواق المتخصصة. واستجابة لموجات الجفاف المتزايدة التي شهدتها مولدوفا في السنوات الأخيرة، قاما أيضا بإعادة استثمار بعض عائداتهما في نظام الري بالتنقيط لكروم العنب وشرعا ببناء بحيرة لتخزين المياه. ويزمع الأخوان على إنشاء مرفق تخزين وخط للفرز والتعبئة، الأمر الذي سيسمح لهما بتصدير العنب إلى الأسواق الروسية والرومانية.

وعلى الرغم من أن رحلة الأخوين Curjos لا تزال في بداياتها، إلا أنهما متفائلان بشأن المستقبل - سواء مستقبل مشروعهما الخاص أو مستقبل قطاع الزراعة في مولدوفا بشكل عام.

ويقول Octavian: "إننا نأتي برؤية جديدة لما تعنيه الزراعة اليوم". و"آمل أن تساعد قصتنا الناس على فهم أن الزراعة قطاع مربح وغني بالفرص - والأهم من ذلك، أن أفضل مكان للفرد هو مسقط رأسه، مع عائلته".

Ana تعرض إحدى خلايا النحل الخاصة بها.

Ana والنحل: الحفاظ على تقاليد الأسرة حية

تعمل Ana Arnaut مع النحل منذ كانت في الثالثة عشرة من عمرها حين قدم لها والدها بعض خلايا النحل كهدية وعلمها كيفية الاعتناء بها. ولفترة طويلة، اعتبرت Ana ذلك على أنه مجرد هواية - حتى العام الماضي، عندما انضمت إلى ورشة عمل يديرها مشروع الصمود الريفي الذي يدعمه الصندوق ورأت فرص الأعمال المحتملة.

مثل برنامج الصمود الشمولي الاقتصادي الريفي والمناخي، تم تصميم مشروع الصمود الريفي بهدف زيادة فرص العمل المتاحة لأصحاب المبادرات الفردية الريفية، مع التركيز على الشباب قدر الإمكان. واعتبارا من سبتمبر/أيلول 2020، قدم مشروع الصمود الريفي التمويل لـ 17 مشروع زراعي يقوده الشباب في جميع أنحاء مولدوفا، وساعدهم على الاستثمار في كل شيء من خلايا النحل إلى معدات المخابز والعديد من المجالات الأخرى. وهنالك تركيز خاص على الاستثمار في الأعمال التجارية التي تملكها النساء.

وفي حلقة العمل، أدركت Ana أنها، بصفتها امرأة تدير مشروعا زراعيا، مؤهلة للتقدم بطلب للحصول على منحة من خلال المشروع. وساعدها موظفو الصندوق في إعداد الطلب، وسرعان ما حصلت على 89 000 لي (حوالي 5 000 دولار أمريكي).

واستخدمت Ana المنحة للاستثمار في معدات جديدة، واستبدلت خلاياها القديمة بـ 50 خلية عمودية خشبية جديدة تماما. وتسهل النماذج الأحدث من هذا النوع عملية إنتاج عسل عالي الجودة بصورة متواصلة.

وبفضل المنحة، تمكنت Ana من تحقيق نتائج رائعة. وهي اليوم تمتلك 150 خلية نحل وتفتخر بقدرتها على مواصلة العمل الذي أوكله إليها والدها، حتى أنها أشركت زوجها وطفليهما في المشروع.

وتقول Ana "الآن، وإلى جانب كل هذه الذكريات، يمكننا أيضا كسب عيشنا من تربية النحل"، و"بصراحة، هذا هو السبب أيضا في عدم تفكيري مطلقا بالسفر إلى المغترب."

وتبيع Ana عسلها بشكل أساسي لتجار التجزئة المحليين، ولكن يتم تصدير جزء منه أيضا في نهاية المطاف.

وتقول: "أفضل إعلان هو ذلك الذي يقوم به العملاء الذين يشعرون بالرضى". و"نحن نتلقى الطلبات من سكان مولدوفا الذين يعملون في المغترب، ويطلبون منا ألا ننسى أمرهم. ويشكل تقديرهم حافزا لنا على الاستمرار في القيام بما نحبه، على الرغم من كل المصاعب".

وبالنسبة لـ Ana، تعتبر مثل هذه الصلات ضرورية – وذلك على صعيد عملها ومجتمعها.

وتقول Ana: "لقد بات نحلي جزءا من العائلة". "وأنا لا أشعر بأي ندم على اختياري كسب عيشي من تربية النحل. إذ أني لا أستطيع تخيل حياتي من دون نحلي".

 

تعرف على المزيد حول عمل الصندوق في مولدوفا.