ماذا يوجد في قائمة الغذاء في عام 2050؟

هذا زمن يشهد تغيرا عالميا سريعا. حتى إن الغذاء الذي نأكله وطريقة إنتاجه يتطوران. وبالنسبة ليوم الغذاء العالمي، نفكر في الشكل الذي قد تبدو عليه أطباقنا في المستقبل ونستكشف كيف يُحدث صغار المزارعين في العالم ثورة فيما نأكله. تتبع مسار الغذاء من الحقل إلى طبقك 

ولا تقتصر تكنولوجيا سلسلة الكتل على العملات المشفرة فحسب. وسيستخدم المزارعون سلسلة الكتل، باعتبارها أكبر سجل للمعاملات وأكثرها أمانا في العالم، للاحتفاظ بسجلات موثوقة لمحاصيلهم وعقودهم. 

وسيتمكن المستهلكون من تتبع المنتجات عندما تشق طريقها من الحقل إلى السوق، ثم إلى أطباقنا. ومع هذا التركيز على المصدر، يستطيع المزارعون الذين يمنحون الأولوية للجودة على الحصول على أسعار أفضل لمنتجاتهم. 

وجبات خفيفة مغلفة بالأعشاب البحرية 

قريبا سيكون من الصعب تخيل أن العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد - التي تلوث محيطاتنا وتتسرب إلى طعامنا - كانت منتشرة جدا. 

وبدلا من ذلك، سنعود إلى تغليف الأغذية بمواد مستدامة وطبيعية، مثل السلال المنسوجة وقشر الموز، بينما ستقود الأعشاب البحرية الطريق في اقتصاد جديد يستخدم المواد البلاستيكية البيولوجية. وتغليفنا سيحمي الغذاء، ثم يغذي التربة بمجرد الاستمتاع بوجبتك الخفيفة. 

حساء للتربة 

يرتدي المزارعون العديد من القبعات - فهم أطباء بيطريون، ومتخصصون في البيولوجيا والأرصاد الجوية - وفي عام 2050، سيكونون أيضا متخصصين في الميكروبيولوجيا، يطبخون الحساء الميكروبي لتغذية التربة وجعل الطعام ألذ ومغذيا أكثر. وتساعد هذه "الحساء" على ازدهار الجراثيم والفطريات الجيدة، مما يجعل التربة أكثر صحة، مع إبعاد الآفات والأمراض الضارة. 

إلى العالم أجمع وإلى المزارعين 

يصبح الخيال العلمي حقيقة واقعة إذ تستخدم التكنولوجيات المطورة في الفضاء لزراعة الغذاء بشكل مستدام هنا على الأرض. وتصبح الطفيليات مبيدات حشرية، كما أن الزراعة المائية تعني أن النباتات يمكن أن تزدهر على مدار العام. 

وباستخدام أجهزة الاستشعار الدقيقة التي طورتها الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء، سترسل النباتات رسائل نصية للمزارعين عندما تحتاج إلى المياه، بحيث يحصل كل نبات على الكمية المناسبة تماما، مما يقلل من إهدار المياه بنسبة تصل إلى 45 في المائة. وعندما يكون الجو حارا، ستُستخدم تكنولوجيا العزل المستخدمة في تبريد أدوات الفضاء لمنع تعفن الفاكهة أثناء نقلها بين المزارع والأسواق. 

غذاؤك سيحتوي على يرقات حقيقية

​

In Laos dung beetles are dug out of buffalo droppings in a harvested rice field where the livestock also graze. The dung beetles are later eaten. ©IFAD/Harald Franzen

لقد أكل الناس الحشرات لآلاف السنين، وسرعان ما ستعود الحشرات إلى قائمة الطعام. وتعتبر الحشرات مصدرا للبروتين، ويمكن إنتاجها، على عكس العديد من الحيوانات، بكميات كبيرة دون انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وهي تمثل طريقة رائعة للتأكد من أن كل شخص يحصل على نظام غذائي متنوع ومغذي. 

And insects are tasty too! Just try Chef Yoon’s cricket japchae recipe.

لحوم أقل، ولكن أفضل 

في الوقت الحالي، يأكل الناس في البلدان الغنية لحوما أكثر بكثير مما يحتاجون إليه لاتباع حمية صحية. وتربية الماشية على نطاق واسع تمثل الخمس تقريبا انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أضف إلى ذلك أن الحيوانات غالبا ما تُربى في ظروف قاسية ويمكن أن تنتقل الأمراض إلى البشر. 

وفي الوقت نفسه، تعتبر الثروة الحيوانية ضرورية للتغذية وسبل العيش والثقافات لكثير من الناس في البلدان النامية - وهي تساعد على الحفاظ على صحة النظم الإيكولوجية للمراعي. وفي الواقع، ثمة طريقة أفضل لاستهلاك اللحوم. 

وفي المستقبل، ستمتلئ الأطباق في جميع أنحاء العالم تقريبا بالفواكه والخضروات والبقوليات، بينما ستأتي اللحوم من الحيوانات التي تُربى بطرق تحفظها خالية من الأمراض. وستكون النظم الغذائية الدائرية، التي تساعد فيها الحيوانات على تخصيب الأرض وتُستخدم فيها الموارد النادرة بكفاءة، هي القاعدة. 

عشاء متنوع ولذيذ 

اليوم، تأتي نصف السعرات الحرارية لدينا من ثلاثة محاصيل فقط: القمح والذرة والأرز. ومع قلة التنوع الجيني، تكون هذه المحاصيل عرضة للخطر في كل مرة يندلع فيها مرض ما، أو تتغير فيها الظروف المناخية. 

وفي المستقبل، بفضل حراس البذور الذين حافظوا على عدد لا يُحصى من أصناف البذور المحلية ونشروها، سنتناول نظم غذائية أكثر تنوعا من الناحية التغذوية. وبدلا من الحقول الشاسعة للقمح المتطابق جينيا، سيأتي الطعام من المزارع الصغيرة التي تعتبر نقاطا ساخنة للتنوع. 

كيف يساعد حراس البذور في البرازيل على زيادة التنوع البيولوجي بمساعدة الماضي 

طعام يغذي الكوكب ويغذي جسمك 

يدرك العالم ببطء أن إطعام أنفسنا لا يمكن أن يأتي على حساب الكوكب. وقريبا، سيُزرع طعامنا باستخدام تقنيات تفيد أمّنا الأرض. 

وتعني الحراجة الزراعية أن يقوم صغار المزارعين بزراعة الأشجار والمحاصيل وتربية الماشية في نفس المكان. ويؤدي ذلك إلى زيادة الإنتاجية وصحة التربة والتنوع البيولوجي والقدرة على الصمود ضد الصدمات المناخية، إذ تُحمى النباتات من أشعة الشمس أو التآكل الناجم عن الفيضانات. 

والزراعة الدقيقة تعني استخدام الكمية المناسبة تماما من المياه والمدخلات الأخرى، مثل الأسمدة، وبالتالي تقليل النفايات. وتعيد الزراعة المتجددة إحياء النظم الإيكولوجية لمصلحة الناس والعالم الطبيعي على حد سواء. 

 

استكشف جميع أعمالنا بشأن المناخ والتغذية. 

تاريخ النشر: 14 أكتوبر 2022