ما الذي يساعد مشروعات سلاسل القيمة على العمل على أفضل وجه لصالح المنتجين الزراعيين؟

هل يمكن ربط المنتجين على نطاق صغير بالفرص الناشئة في النظم الغذائية الدينامية. يظهر تقرير جديد نشره التحالف من أجل ثورة خضراء في أفريقيا أن 64 في المائة من الأغذية المستهلكة في أفريقيا تأتي من منتجين من أصحاب الحيازات الصغيرة من خلال مشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم. وغالبا ما تكون هذه المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم جهات فاعلة في سلاسل القيمة في القطاع الخاص، والتي تخلق الفرص، وتولد الفوائد للمنتجين من أصحاب الحيازات الصغيرة من خلال توريد الأغذية، وتجهيزها، وتعبئتها، ونقلها، وبيعها للمستهلكين.

وقد أظهرت الأبحاث أن المزارعين الذين يشاركون في سلاسل القيمة يحصلون على دخول أعلى ويجمّعون المزيد من الأصول. وإضافة إلى ذلك، أشارت الأبحاث إلى أن زيادة المشاركة يمكن لها أن تحسن إنتاجية وربحية الغلات. وتشمل آليتان رئيسيتان لدمج هؤلاء المنتجين في سلاسل القيمة: إبرام عقود بين هؤلاء المنتجين ومن هم أعلى منهم في سلاسل القيمة، والروابط الأقوى مع الأسواق.

ما تخبرنا عنه تقييمات الأثر عن العوامل المؤدية إلى مشروعات سلاسل قيمة ناجحة

أنجز الصندوق عدة تقييمات أثر لمشروعات سلاسل قيمة ركزت على ربط المنتجين بالأسواق في آسيا وأفريقيا. وتشير النتائج إلى آثار إيجابية على المشاركين في المشروعات من حيث زيادة الدخل، والأصول، والغلات، بالإضافة إلى تحسين الأمن الغذائي وتنوع النمط الغذائي. وتظهر الأدلة أنه عندما تركز مشروعات سلاسل القيمة على العوامل التالية يمكن أن ينجم عنها نواتج أفضل للمنتجين.

تخفيض تكاليف المعاملات

حسّن مشروع البنى الأساسية الساحلية المقاومة لتغير المناخ في بنغلاديش وصول المزارعين الذين يعيشون في المناطق النائية إلى الأسواق عن طريق زيادة صمود الأسواق المحلية والطرق في وجه الظواهر المناخية المتطرفة. ونتيجة لذلك، انخفضت تكاليف النقل التي يتكبدها المزارعون، وزاد بالتالي دخلهم من مبيعات المحاصيل بنسبة 70 في المائة خلال موسم الرياح الموسمية، وبنسبة تفوق 100 في المائة على مدى السنة الكاملة.

ربط المنتجين بالأطراف الأخرى في سلسلة القيمة

تنظم الاتفاقات التعاقدية المبرمة بين المنتجين والأطراف الأخرى في سلسلة القيمة توريد المنتجات إلى السوق والأسعار التي يمكن أن يتوقعها المزارعون. وفي حالة مشروع دعم سلاسل القيمة الزراعية في السنغال، ، كانت العقود بين منظمات المنتجين والمشتغلين في السوق جزءا من الحزمة التي ساعدت صغار المنتجين على تنويع محاصيلهم، وجعلت الإنتاج في نهاية المطاف أكثر ربحية. وقد أدى هذا بدوره إلى زيادات بلغت نسبتها 50 في المائة تقريبا في دخل المنتجين من المحاصيل.

التركيز على المحاصيل عالية القيمة

في النيبال، انتهج مشروع الزراعة عالية القيمة في مناطق الهضاب والجبال نهجا متكاملا، وربط المنتجين أصحاب الحيازات الصغيرة بموردي المدخلات، والتجار، ومقدمي الدعم التقني، والمؤسسات المالية في سلاسل قيمة السلع الزراعية ذات القيمة العالية. وشوهدت آثار إيجابية على الأصول، والوصول إلى الأسواق والتنوع الغذائي للمنتجين، وزيادة الدخول الإجمالية بنسبة 37 في المائة. 

التركيز على التجهيز

في اندونيسيا، ، استثمر مشروع تنمية المجتمعات الساحلية في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في المجتمعات الساحلية ومجتمعات الجزر الصغيرة حيث يستوطن وباء الفقر. وفي ذات الوقت، تم إنشاء مجموعات لتجهيز الأسماك لتمكين النساء المحليات من تجهيز الأسماك وتسويقها، كما تم بناء بيوت لدخين الأسماك، ومستودعات لتجهيزها، وأسواق لبيعها.  وكان الدعم التسويقي وإشراك النساء في تجهيز وتسويق منتجات الأسماك محوريا. وازداد الدخل من صيد الأسماك بشكل ملحوظ. ومن المحتمل أن ربط الصيادين بالمجهزين لعب دورا هاما في هذا الأثر.

في سان تومي وبرينسيبي، اقترحت نتائج تقييم أثر (برنامج التنمية التشاركية للقطاع الزراعي لأصحاب الحيازات الصغيرة ومصايد الأسماك الحرفية، ) (ومشروع الزراعة التجارية لأصحاب الحيازات الصغيرة ) أنه كان من الممكن تعزيز فوائد المنتجين من خلال المزيد من الاستثمارات على امتداد سلسلة القيمة، على سبيل المثال في مرافق التجهيز. وكان من شأن ذلك أن يؤدي إلى زيادات أكثر استدامة في إيرادات المزارعين من منتجات ذات قيمة مضافة أعلى، مثل مسحوق الكاكاو والشوكولاتة.

ماذا نفعل بهذه الدروس؟

العديد من هذه النتائج متسق مع نتائج تقرير التحالف من أجل ثورة خضراء في أفريقيا، الذي سلط الضوء على فوائد المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة عندما يتم ربطهم بالأسواق من خلال أعمال المشاريع الصغيرة والمتوسطة. ولكن على الرغم من إمكاناتها التي تعود بالفائدة على المزارعين، غالبا ما يشار إلى المشاريع الصغيرة والمتوسطة بصفتها "الوسط الخفي" لأنه يتم تجاهلها إلى حد كبير من قبل صانعي السياسات. لذلك فإن الدروس المستخلصة من تقييمات الأثر التي يجريها الصندوق مهمة لصنع السياسات، ويمكن أخذها بالاعتبار في تصميم مشروعات سلاسل القيمة في المستقبل.

تاريخ النشر: 10 سبتمبر 2019