من لاباز إلى توركو: العودة إلى الجذور من أجل استهلال حياة جديدة

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

من لاباز إلى توركو: العودة إلى الجذور من أجل استهلال حياة جديدة

المقدر للقراءة دقيقة 7

© IFAD Bolivia/Juan Manuel Rada

تعيش Guadalupe Moller في توركو، ذلك المجتمع الصغير الواقع في الأنحاء الريفية الغربية من بوليفيا على مقربة من الحدود مع شيلي. لقد أمضت معظم حياتها في لاباز عاصمة بوليفيا، ولكنها عادت منذ أربع سنوات إلى توركو حيث جذور عائلتها. وقد بدأت الآن وقد بلغت 61 عاماً من العمر - وبفضل برنامج التعزيز المتكامل لسلسلة القيمة الخاصة بالإبليات في الهضبة البوليفية المرتفعة، وهو مشروع يدعمه الصندوق وتنفذه وزارة التنمية الريفية والأراضي - حياة جديدة تماماً في أرض أجدادها.

وهاجرت Guadalupe وأبواها إلى لاباز عندما كانت صغيرة. وترعرعت هناك حيث قابلت زوجها قبل أن تبدأ دراستها الجامعية. وعندما رُزقت بأطفالها، أنهت دراستها وكرست حياتها لتربيتهم بينما أنهى زوجها دراسته للقانون.

لقد آتت خُطط أسرتها ثمارها. وتقول متباهية ”بفضل جهودنا استطعنا توفير التعليم لأبنائنا الذين يشغلون الآن وظائف مهنية“.

ولكن قبل أربع سنوات عندما بدأ أبناؤهما حياتهم المهنية، وجدت الأسرة نفسها عند مفترق طرق. ولا يزال زوجها وأسرته الذين يعيشون أيضاً في توركو يحتفظون ببعض الأراضي وقطعان اللاما هناك. ولكن نظراً لأن حقوق ملكية الأراضي في ريف بوليفيا مجتمعية وقائمة على الاستخدام فإن البقاء في مدينة لاباز البعيدة يعني المخاطرة بفقدان حقوق الأسرة في الرعي. ولذلك أرادوا ألاّ يضيع منهم ما ناضلت أسرته من أجل بنائه والحفاظ عليه. ولذلك قررت Guadalupe العودة إلى توركو وأداء واجبها هناك.

وكان زوجها وأبناؤها في الوقت نفسه لا يزالون يعملون في لاباز. وتقول ”كان لا بد لي أن أعود إلى توركو بمفردي كي أعتني بتلك الأمور. وبعد عدة سنوات، ترك والداي القرية لتوفير حياة أفضل للأسرة، وعدت بعدها لأفعل الشيء نفسه من أجل أسرتي، وهو استعادة حقوق الرعي التاريخية لعائلتي والمساهمة فيها من هنا“.

تتوقف لالتقاط صورة بينما تقوم بترقيق قديد اللاما (IFAD Bolivia/ Juan Manuel Rada) 

وبمجرد وصولها إلى توركو، أقامت Guadalupe صداقات مع بعض النساء اللواتي تعلمت منهن طريقة إنتاج قديد اللاما بعد سحقه وتجفيفه بالملح، وهو غذاء أساسي في مجتمعات الأنديز الريفية. وهذه هي الطريقة التي أصبحت بها Guadalupe Moller عضواً في رابطة منتجات الصناعات الزراعية التي تقتصر العضوية فيها على النساء والمعروفة باسم سوما كولاكاس توركو ، والمتخصصة في إنتاج لحوم اللاما.

وكانت البداية 120 من رؤوس اللاما والألباكا - وهو عدد لا بأس به - وكانت Guadalupe تقوم بصنع قديد اللاما يدوياً في البداية. ولكن النجاح لم يتحقق بسهولة وتوضح ذلك فتقول: ”كنت أبيع القديد في كل مكان ولكن لم أكن أحصل على ما يكفي من المال“.

وكانت هي وزميلاتها يبحثن عن طريقة لتحقيق أسعار أعلى - واعتقدن أنه إذا عملت هي وزميلاتها العضوات في رابطة منتجات الصناعات الزراعية معاً فإن النجاح سرعان ما سيحالفهن جميعاً. ولكنهن احتجن إلى طريقة لاستيعاب العضوات اللواتي لديهن أطفال صغار ولا يستطعن في كثير من الأحيان الابتعاد عن المنزل بانتظام. ولذلك قررنا تركيب معدات تجهيز قديد اللاما في منازلهن بدلاً من الاستثمار في وحدة تجهيز مركزية.

ووفَّر مشروع التمكين، وهو برنامج أطلقته وزارة التنمية الريفية والأراضي، البنية التحتية التي كُن يحتجن إليها لبدء مشروعهن. ولكن واجهتهن تحديات أخرى كان لا بد من التغلب عليها. فقد كانت المعدات بسيطة للغاية وكن لا يزلن في حاجة إلى المساعدة في زيادة كفاءة الإنتاج وتحسين تغليف منتجاتهن وتسويقها بأنفسهن. وكان المنقذ حينها هو مشروع دعم النهوض باقتصاد الإبليات الذي تمكنت الرابطة بفضله من شراء معدات تجهيز إضافية.

إحدى عضوات رابطة منتجات الصناعات الزراعية تستخدم آلة تجهيز جديدة لإنتاج  قديد اللاما . (© IFAD Bolivia/ Juan Manuel Rada)

وأوضحت Guadalupe أن ”الدعم المقدم من مشروع دعم النهوض باقتصاد الإبليات كان حاسماً بالنسبة لنا. وقبل ذلك كنا نعاني عند سحق اللحم بالمطارق والحجارة. وكانت اكتافنا تصاب بكدمات ولم نتمكن من تجهيز كثير من اللحم لأن أذرعنا كانت تصاب بإنهاك شديد. وكنا نجهز 14 كيلوغراماً من قديد اللاما يومياً وينتهي بنا المطاف بالإنهاك. ولكن بعد وصول المعدات الجديدة فإننا نعمل بوتيرة أسرع ويمكننا سحق وتعبئة ما يصل إلى 35 كيلوغراماً من اللحم في اليوم وبمعدل أسرع كثيراً“.

ووفَّر لهن مشروع دعم النهوض باقتصاد الإبليات أيضاً التدريب والمشورة بشأن كيفية تحسين التغليف وإنشاء علامة تجارية والحصول على سجل صحي. وتقول Guadalupe وقد تهلل وجهها ”لقد اكتسبنا الكثير من الزخم بفضل المشروع“.

وأصبحت رابطة منتجات الصناعات الزراعية الآن جماعة متماسكة تضم 11 امرأة من جميع الأعمار (أصغرهن في التاسعة والعشرين من عمرها وأكبرهن Guadalupe التي تبلغ من العمر 61 عاماً). وكلهن أمهات وكثير منهن أمهات عازبات. وعلى الرغم من اضطرارهن للعمل وتربية أطفالهن في الوقت نفسه فقد حققن حلمهن في تحويل إنتاج قديد اللاما وبيعه نشاطهن الاقتصادي الرئيسي وجعله نشاطاً مجزياً. وتباع معظم منتجاتهن في منطقة أورورو المجاورة، ولكنهن يستفدن أيضاً من شبكاتهن العائلية في ”التصدير“ إلى لاباز وبعض المدن البوليفية الرئيسية الأخرى.

عضوات رابطة منتجات الصناعات الزراعية يعرضن العلامة التجارية والعبوات الجديدة لمنتجاتهن (© IFAD Bolivia/ Juan Manuel Rada)

وتشعر Guadalupe أنها تمتلك الآن مقومات التمكين - ليس فقط من الناحية الاقتصادية. وتقول بكل اعتزاز ”إن ”مشروع دعم النهوض باقتصاد الإبليات ساعدني على أن أكون أكثر نشاطاً. لقد منحني مزيداً من القوة للعمل ودعم نفسي مالياً. هذا المشروع هو ملكي أنا؛ ولم يعد ملكاً لزوجي ولكنه يخصني أنا. ولن أضطر إلى طلب المساعدة من أطفالي عندما يتقدم بي العمر، بل واعتقد أنني سأكون قادرة على مساعدتهم إذا احتاجوا إلى المساعدة“.

وتتابع قائلة ”كم هو رائع أن أكون هنا في توركو، فالحياة في المدينة صعبة جداً، ولا نحقق هناك أرباحاً كثيرة، والعمل شديد الصعوبة. وأحرص هنا على أن أظل مشغولة في العمل على الرغم من أنني أفتقد أطفالي. وبفضل الهواء النقي والطعام الصحي تحسَّن ضغط الدم المرتفع وداء السكري اللذان كنت أعاني منهما“.

وكانت العودة إلى الجذور بالنسبة Guadalupe فاتحة خير أطلقت لها إمكانات أكثر مما كان يدور في مخيلتها.

تعرَّف أكثر على عمل الصندوق في بوليفيا.