يمكن لصغار المزارعين المساعدة في سد الفجوة الغذائية العالمية إذا استخدموا أساليب الري الصحيحة – حتى مع تزايد التحديات المناخية

صغار المزارعين هم الأبطال المجهولون لنظمنا الغذائية. ولا تمثل المزارع الصغيرة ، التي تقل مساحتها عن 2 هكتار، سوى 12 في المائة من الأراضي الزراعية في العالم، ولكنها تنتج مع ذلك 35 في المائة من أغذية العالم.

وإنتاج المزارع الصغيرة أكثر تنوعا أيضا، ويساهم في الأنماط الغذائية المغذية، والنظم الغذائية المستدامة، والتنوع البيولوجي.

وتُمسك المزارع الصغيرة في الواقع بمفتاح إطعام العالم، ولا سيما في عصر تغير المناخ.

وفي أماكن عديدة، غذّت الأمطار هذا الإنتاج المدهش. ولكنها جعلت المزارعين أكثر عرضة لعدم اليقين وحتى لفقد الغلال بسبب موجات الجفاف غير المتوقعة والأنماط المتغيرة لهطولات الأمطار.

ولكن إذا لجأ صغار المزارعين إلى ري أراضيهم بشكل صحيح، فيمكن أن يساعدهم هذا على التكيف من خلال الزراعة الذكية مناخيا، وتحسين خصوبة التربة، وحفظ التربة والمياه، واحتجاز الكربون العضوي، وبالتالي زيادة إنتاج الأغذية والدخل.

ولكن مجرد الاستثمار في الري ليس كافيا. فخلال سنوات عملي في مجال الري مع الصندوق، تعلمت أنه يجب على المزارعين أن يقتنعوا بالري على نطاق صغير. فهم في النهاية من سيكرس وقته، وماله، وعمله – ويريد التأكد من أنه سيؤدي إلى ربحية على المدى الطويل.

تقديم الحجج الداعمة لأهمية الري

المنظور الجنساني أحد العوامل المستخدمة لتأسيس أنواع المزارعين الذين يمكن أن يستفيدوا من الأنواع المختلفة للري. ©IFAD/FAO/WFP/Michael Tewelde

 

مع أن فوائد الري قد تبدو واضحة، يواجه المزارعون عقبات عديدة مثل الوصول المحدود إلى الأراضي، والمياه، وسلاسل القيمة، ومعدات الري معقولة التكاليف، أو التمويل.

يمكن لدراسات جدوى الأعمال المخططة بعناية أن تبين للمزارعين كيفية التغلب على هذه العقبات وأن تقنعهم بفوائد الري. على سبيل المثال، استخدم استثمار الصندوق في إدارة المياه في ستة بلدان أفريقية نماذج جديدة لإدارة المياه الزراعية وآليات تمويل جديدة لوضع دراسات جدوى مميزة لأنواع المزارعين المختلفة في كل بلد.

وكان المنظور الجنساني أحد العوامل المستخدمة لتأسيس أنواع المزارعين الذين يمكن أن يستفيدوا من النُهج المختلفة للري. فالمزارعون الأكثر ثراء، والذين هم عادة من الذكور، غالبا ما يعتمدون تكنولوجيات الري المستخدمة للمحركات لتوفير العمالة، بينما تترك المزارعات، اللاتي غالبا ما يكن أفقر ويملكن قطع أراضٍ أصغر، ليتخلفن عن الركب. وهذا يعني أنه يمكن للنساء أن يستفدن بشكل خاص من دعم وتمويل الري حسن التصميم الذي يعزز الإنصاف بين الجنسين.

وفي إثيوبيا، أحد البلدان المستهدفة الستة، اكتشفنا أن النساء يفضلن المضخات التي تعمل بالطاقة الشمسية والموجودة قرب المنزل، لأنها تخفف من الجهود المبذولة في الأعمال المنزلية. وساعد هذا الاكتشاف في وضع نموذج أعمال للري، وإقناع المزارعين بأن المضخات التي تعمل بالطاقة الشمسية استثمار جذاب، ولا سيما للنساء.

بناء أنظمة إيكولوجية للري

في الأردن، يستخدم المزارعون أنظمة الري بالتنقيط لزراعة الفاكهة والخضروات. ©IFAD/Ivor Prickett/Panos

 

لكي ينجح الري على نطاق صغير، لا بد من جهد جماعي. ويجب على المنتجين، والمزارعين، ومقدمي معدات الري، ومؤسسات التمويل الزراعي، والمؤسسات الحكومية، ووكالات تخطيط المياه والموارد، والشركاء الإنمائيين العمل معا لتصميم أنظمة الري المناسبة، وتزويدها، وبنائها، وتشغيلها، وصيانتها.

ويظهر مشروع الري في النيجر الممول من مؤسسة التمويل الدولية كيف يمكن لهذا أن يحصل حتى عندما يصيب تغير المناخ صغار المزارعين بشدة. ووضع المشروع نظاما إيكولوجيا للأعمال يطور الموردين ويولد الطلب على الري بالتنقيط في نفس الوقت. والنتائج؟ زاد متوسط الغلال بنسبة 46 في المائة، وزادت مداخيل المزارعين بنسبة 71 في المائة، وانخفض استخدام المياه بأكثر من النصف.

دروس للمستقبل

 

في سري لانكا، يستخدم مزارع طريقة الري الفيضي لري نباتاته ©IFAD/Ruvin de Silva

وفي حين قد يبدو وضع دراسات الجدوى هذه معقدا، تتوفر إرشادات الخبراء في دليل توسيع نطاق أنظمة الري الذي يجمع بين خبرة الصندوق في العمل مع السكان الريفيين وتركيز مؤسسة التمويل الدولية على تنمية القطاع الخاص لاستخلاص الدروس بشأن كيفية تنفيذ وصيانة أنظمة الري على نطاق صغير الفعالة والمستدامة.

ويهدف الدليل إلى تقاسم الدروس والنظرات الثاقبة من الخبرة المشتركة للصندوق ومؤسسة التمويل الدولية في تعزيز وتوسيع الوصول إلى الري المتقدم لصغار المزارعين. ويلزم نهج عملي لتوجيه صناع السياسات، والقطاع الخاص، والشركاء الإنمائيين، والمزارعين أنفسهم. ومساعدتهم على استكشاف نماذج تمويل مبتكرة، وتطوير مخططات ري صغيرة فعالة ومستدامة، وتشغيلها وصيانتها.

تاريخ النشر: 27 أكتوبر 2022