2022: الصمود في وجه الشدائد

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

2022: الصمود في وجه الشدائد

المقدر للقراءة دقيقة 6

بدأ الكثيرون هذا العام عامرين بالأمل – إذ بدت جائحة كوفيد تحت السيطرة، ويبدو أن مشكلات سلسلة الإمداد التي أحدثتها الجائحة آخذة في التراجع، وكانت أعين العالم منصبة على عام 2022 أكثر استدامة.
وما إن طرقنا العام الجديد حيث تبددت الآمال بعصر أكثر سلمية وقابلية للتنبؤ، إذ أدرك العالم بسرعة أن هذه الأزمة الدائمة لم تنته بعد. ولكن حتى وسط هذه الشدائد، كانت هناك لمحات من التقدم. وينظر الصندوق إلى الوراء في بعض المواضيع التي حددت عاما للتغير الدراماتيكي.

الحرب والأزمات العالمية تترسخ
 

يحتمي الناس من الحرب في محطة مترو أنفاق كييف. من آثار الغزو داخل أوكرانيا وفي جميع أنحاء العالم. © UNICEF / Ratynskiy / UNIAN

في 24 فبراير/شباط، قامت روسيا بغزو أوكرانيا. وكانت عواقب الحرب بعيدة المدى، لا سيما بالنسبة للمجتمعات المحلية الريفية الأكثر فقرا في العالم.
ومع ارتفاع أسعار الغذاء والوقود، أنشأ الصندوق مبادرة الاستجابة للأزمات لتقديم دعم حيوي للسكان الريفيين في المناطق الأكثر تضررا، بما في ذلك القرن الأفريقي، وأفريقيا الجنوبية، والساحل، وآسيا الوسطى، وشمال أفريقيا. ومنذ ذلك الحين، ركزت مبادرة الاستجابة للطوارئ على التدخلات المصممة خصيصا لمنع الجوع وانعدام الأمن الغذائي، مع دعم النظم الغذائية المستدامة.

تغير المناخ يواصل إحداث فوضى في حياة الفقراء

زعيم محلي في جيبوتي ، إحدى أكثر دول العالم ندرة في المياه. © آدم محمد / إيفاد

ومرة أخرى، كان السكان الريفيون في الخطوط الأمامية لتغير المناخ. ففي أفريقيا الشرقية، وقع جفاف حطم الأرقام القياسية أثر على الأمن الغذائي والمائي وأدى إلى الهجرة، وتدهور الموارد الطبيعية وضعف الأداء الاقتصادي. وفي الوقت نفسه، تركت الفيضانات التاريخية في باكستان ثُلث البلد مغمورا تحت الماء.
ومع ذلك، أظهر السكان الريفيون لنا أيضا عددا لا يُحصى من الأدوار التي يؤدونها في التخفيف من تغير المناخ والتدهور البيئي، سواء كان ذلك باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية للحفاظ على الغابات، أو إدارة مصايد الأسماك المستدامة، أو زراعة الغذاء ورعاية التربة في نفس الوقت.
واستجابة لتقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، قال نائب رئيس الصندوق وخبير المناخ جو بيوري: "لقد تحدث العلم مرة أخرى بقوة". ومع ذلك، لا يجب أن تكون الزراعة مجرد مساهم في تغير المناخ – بل هي أيضا جزء من الحل.
وفي أكبر منصة لتغير المناخ على الإطلاق، وهي قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ (الدورة السابعة والعشرون لمؤتمر الأطراف) المعقودة في نوفمبر/تشرين الثاني، عمل الصندوق على جلب صغار المزارعين والتحديات التي يواجهونها إلى الطاولة العالمية؛ ودعا الرئيس الجديد للصندوق، ألفرو لاريو، إلى تحقيق مكاسب كبيرة من أجل مستقبل أكثر اخضرارا.

تزايد أعداد النساء الريفيات اللاتي يأخذن زمام المبادرة

تعلمنا النساء الريفيات في جميع أنحاء العالم كيفية التكيف مع تغير المناخ. © IFAD / Giancarlo Shibayama / Factstory

لقد طرحنا أسئلة حريّ بالجميع أن يطرحها: كيف تتأثر المرأة الريفية بتغير المناخ، وما الذي يمكن للعالم أن يتعلم منه؟
وكان الجواب واضحا، إذ أوضحت لنا النساء في المجتمعات المحلية الريفية كيف أن بأياديهن مفاتيح مستقبل قادر على الصمود في وجه المناخ. وشكلت النساء الريفيات، كصانعات ورائدات أعمال وكقائدات وحاميات، المستقبل لنا جميعا وسيواصلن القيام بذلك لأجيال قادمة.

الشعوب الأصلية والطريق إلى الاستدامة

تواصل الشعوب الأصلية لعب دور رئيسي في بناء مجتمعات قادرة على الصمود ومستدامة. © IFAD / Francesco Cabras

في عام كان فيه التنوع البيولوجي في صدارة الموضوعات، أظهرت لنا الشعوب الأصلية أنه من الممكن زراعة الغذاء مع حماية الأنواع العديدة الموجودة على الأرض. وقد تعلمنا كلماتها الفريدة عن الطبيعة التي تشكل هي أيضا أنماط حياتها.
ويحترم الصندوق الدور الحاسم الذي تضطلع به الشعوب الأصلية في بناء مجتمعات قادرة على الصمود ومستدامة، بل ويحتفي به، وذلك من خلال إبراز أصواتهم ومساعدتهم على التواصل من خلال منصات عالمية مثل منتدى الشعوب الأصلية. وفي عام 2022، قدمت جولة جديدة من مرفق مساعدة الشعوب الأصلية التابع للصندوق تمويلا لمساعدة المبادرات التي تقودها الشعوب الأصلية على دفع عجلة تنميتهم، بينما مُنحت جوائز الشعوب الأصلية للمشروعات التي تشارك بنجاح مع الشعوب الأصلية أو الأقليات الإثنية التي تعيش في المناطق الريفية.

تأمين المستقبل الريفي

يواصل الصندوق دعمه لسكان الريف ، مثل المزارع الإندونيسي أديماس محمد ويبيسانا. © IFAD / Jefri Tarigan

يلتزم الصندوق من جديد، مع وجود رئيس جديد على رأسه، السيد ألفرو لاريو، بالمساعدة على إحداث التغيير الآن. ففي الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وضع لاريو خطة السكان الريفيين قائلا لقادة العالم: "لا يمكننا الانجراف من أزمة إلى أخرى. والاستثمار على المدى المتوسط أقل تكلفة بكثير. ونحن بحاجة إلى تغيير طريقتنا في إنتاج الغذاء وبُنية تمويل الغذاء بالكامل".
ومع اقتراب العام من نهايته، سيواصل الصندوق دعم السكان الريفين الذي يتقدمون لبناء نظم غذائية أقوى والحفاظ على كوكب الأرض وقيادة الاقتصادات الريفية النابضة بالحياة وضمان مستقبل مستدام، والاحتفاء بهم.